وجاء في نصّ البيان:
"في مثل هذا اليوم 20 كانون الثاني من عام 2018 أعتدت تركيا بقواتها المسلحة، وبرفقة المجموعات الإرهابية، التي تدّعي بأنها سورية، وبغطاء سياسي من الائتلاف السوري، الذي يضم في عضويته المسمى بالمجلس الوطني الكردي على إقليم عفرين، الذي كان يحتضن عشرات الآلاف من النازحين السوريين من مختلف المناطق إلى جانب مواطنيها الأصلاء من الكرد، وذلك بتواطىء روسي واضح، حيث أنها سحبت قواتها من الإقليم لإفساح المجال للعدوان التركي الإرهابي.
إقليم عفرين استطاع في كانون الثاني عام 2014 من تأسيس إدارة ذاتية، تضم جميع المكونات الأثنية والدينية، حيث تمتعت بسلام وأمن داخليين بالرغم من الاعتداءات المتكررة من المجموعات الإرهابية التي كانت تحيط بالإقليم، وتسعى للاستيلاء عليه وتقويض بنيانه، ولكن ذلك لم يتحقق لأن وحدات الحماية للإقليم (YPJ, YPG)، وبمساندة الشعب في عفرين ردتهم على أعقابهم.
ولكن دخول القوات العسكرية للدولة التركية للمعركة غيّر موازين القوى، بالرغم من المقاومة الباسلة التي استمرت لمدة شهرين.
بعد الاحتلال التركي لإقليم عفرين تحول الإقليم إلى مكان غير آمن، حيث الخطف، والقتل، والتغيير الديمغرافي، وتجريف الأراضي، وقطع الأشجار الذي يحدث على مرأى ومسمع العالم، حيث يتم تهجير أهالي عفرين الكرد الأصليين، واستيطان عوائل الإرهابيين في منازلهم.
إن الاحتلال التركي لعفرين أدى إلى تهجير أكثر من أربعمائة ألف شخص من منازلهم، وقراهم، وبلداتهم ليصبحوا نازحين في الخيم التي لا تقي من حرٍ أو بردٍ، وكل ذلك تحت مرأى ومسمع المنظمات الدولية الإنسانية دون أن تحرك ساكناً.
إن ما يجري في إقليم عفرين هو جريمة ضد الإنسانية، وجريمة حرب، وكذلك خرق فاضح لقوانين حقوق الإنسان، ومن يقوم بذلك هي الدولة التركية بقيادة أردوغان خليفة الإرهابيين، وإرهابيها من المرتزقة السوريين.
إذا علمنا أن الدولة التركية لم تكتفي بذلك، ولكن غزّت في 9 تشرين الأول من العام الماضي أيضاً سري كانيه وكري سبي، وشرّدت أكثر من ثلاثمائة ألف شخص من منازلهم بهدف إحداث التغيير الديمغرافي في تلك المنطقة أيضاً، والقضاء على أي مشروع ديمقراطي في المنطقة.
أن الدولة التركية وبرئاسة أردوغان الإرهابي تقوم بذلك، لأنه لم تجد من يردعها من الدول المتدخلة في الشأن السوري، ولم يتم إدانتها من قبل المنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان.
إننا نعلن للرأي العام الداخلي والعالمين بأن الدولة التركية بقيادة الإرهابي أردوغان قد أصبحت خطراً على الأمن والسلام الدوليين، وأن ما يحدث في ليبيا فهو دليل دامغ آخر على ما نقوله، وفي حال صمت الدول والعالم الحر عن أعمال أردوغان، فإنه سيتحول إلى هتلر آخر، وأن ثمن ردعه لاحقاً سيكون مكلفاً جداً على العالم.
إننا في حزب الخضر الكردستاني إذ ندين العدوان والاحتلال التركي لإقليم عفرين وسري كانية وكري سبي، فإننا نعاهد شعبنا على المقاومة حتى التحرير، وتأمين الحقوق المشروعة لشعبنا في سوريا ديمقراطية لامركزية.
المجد والخلود للشهداء والنصر لشعبنا المقاوم".