الإدارة الذاتية تحذر من تقسيم سوريا حال استمر الاحتلال التركي

أكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان لها، أن استمرار الاحتلال التركي لعفرين وباقي المناطق السورية يشكلُ خطراً كبيراً على مستقبل سوريا وشعبها، ويعدّ إنذاراً علنياً بتقسيم سوريا وتشتيت وحدة شعبها.

أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم بياناً كتابياً إلى الرأي العام، في الذكرى السنوية الثانية لاحتلال الدولة التركية ومرتزقتها لعفرين، والذي يصادف اليوم الـ 18 من آذار والتي اكدت فيه أن استمرار الاحتلال التركي لعفرين وباقي المناطق السورية يشكلُ خطراً كبيراً على مستقبل سوريا وشعبها، ويعدّ إنذاراً علنياً بتقسيم سوريا وتشتيت وحدة شعبها، منوهة أنه يجب على المجتمع الدولي والحكومة السورية اعتماد إخراج تركيا من المناطق المحتلة كخطوة نحو الحل في سوريا.

وجاء في نص البيان:

"شنت الدولة التركية ومعها فصائلٌ من المرتزقة قبل عامين هجوماً فاشياً على عفرين، في ظلِّ صمتٍ دولي وضمن توافقات تمت آنذاك مع روسيا، هذا الهجوم الذي تم بمختلف صنوف الأسلحة، وكان هدفه استهداف التجربة الديمقراطية لشعبنا عموماً ولعفرين خصوصاً، كونها كانت تتمتع باستقرار واضح مقارنة مع المناطق المحيطة بها.

وأبدى شعبنا في عفرين حينها مقاومةً تاريخية وبطولية من خلال التصدي لهجمات الدولة التركية التي لم توفر أي سلاح إلا واستخدمته، بما فيه السلاح المحرم دولياً والطائرات الحربية، حيث دامت مقاومة العصر (58) يوماً، وبروح عالية وتضحيات كبيرة على الرغم من الاستهداف الوحشي الكبير من قبل تركيا.

وأدت الهجمات على عفرين إلى تدمير البنية التحتية والمشافي والمدارس والأوابد التاريخية والمؤسسات المدنية، في إشارة وتأكيد من تركيا على عقليتها ونهجها التدميري، كما نجم عن العدوان الفاشي سقوط مئات الشهداء والجرحى بينهم أطفال وكبار سن.

لكن ذلك لم ينل من عزيمة شعبنا على المضي والاستمرار في المقاومة حتى الآن، سواءً في مرحلة المقاومة الثانية من قبل القوات المقاومة" قوات تحرير عفرين"، أو من خلال بقاء شعبنا في مخيمات الشهباء، وصمودهم وإصرارهم على العودة إلى بيوتهم وأرضهم.

إن الدولة التركية ومرتزقتها وعلى مدار عامين من الاحتلال لمنطقة عفرين تقومانِ بأفظع أنواع الانتهاكات، بدءاً من ممارسة سياسات التغيير الديمغرافي وتهجير السكان الأصليين و تغيير هوية المنطقة وتوطين الغرباء فيها، وصولاً إلى القيام بشتى الأعمال المنافية للأخلاق والقانون، من خلال الخطف والقتل والتهديد بحق من تبقى داخل عفرين، ناهيكَ عن حجم المعاناة التي يعاني منها أهلُ عفرين المشتتين بين الداخل والخارج، وفي منطقة الشهباء وسوء الوضع الإنساني الذي يعيشونه، ما يتطلب تحركاً أممياً مسؤولاً في هذا الإطار.

إن استمرار الاحتلال التركي لعفرين وباقي المناطق السورية يشكلُ خطراً كبيراً على مستقبل سوريا وشعبها، وكذلك يعدّ إنذاراً علنياً بتقسيم سوريا وتشتيت وحدة شعبها، وهذا ما كنا ولا زلنا دائماً نؤكد عليه، إذ يجب أن تتعاون كل القوى لمواجهة هذا المشروع التدميري.

إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نستذكر مقاومة شعبنا في عفرين وكذلك المقاومة المستمرة لأهلنا في الشهباء، وننحني أمام الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في عفرين دفاعاً عن التجربة الديمقراطية ووحدة الشعوب، ونثمّن عالياً بطولات وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ في عفرين المستمرة حتى اليوم.

عفرين التي كانت رمزاً للاستقرار وتأوي الآلاف من النازحين من المناطق السورية الأخرى، اليوم تعاني من الاحتلال وممارسات المرتزقة الذين لا يعرفون أدنى المعايير الأخلاقية والإنسانية.

ونؤكد كإدارة ذاتية لشمال وشرق سوريا أن خيارنا في المقاومة والدفاع عن عفرين مستمر، ولن نقبل إلا بعودة لائقة وآمنة لشعبنا إلى دياره، كما نطالب الرأي العام العالمي بالتحرك ونقل معاناة أهلنا في عفرين وإبداء مسؤولياته اتجاههم.

كذلك لابد من تشكيل لجانٍ لتقصي الحقائق من قبل الأمم المتحدة، والاطلاع على ما تفعله تركيا ومرتزقتها في عفرين وعموم المناطق السورية التي تحتلها ومحاسبتهم على ذلك.

كما لابد أن تقوم كل الأطراف الدولية والأممية وكذلك النظام في دمشق على تشخيص الحل السوري المفضي إلى الاستقرار بشكل دقيق، واعتماد إخراج تركيا من المناطق التي تحتلها في سوريا كخطوة وموقف جدي نحو الحل في سوريا.

دون ذلك وبوجود تركيا وتهديداتها، لن يكون هناك أي استقرار في سوريا والمنطقة برمتها".

واختُتم البيان بالشعارات "تحية لأرواح شهداء عفرين وجميع شهداء الحرية، تحية لأبطالنا الجرحى، تحية لشعبنا المقاوم في الشهباء".