هيفي جيان: مقاتلة في وحدات حماية المرأة تهدي أغنية لشعبها ورفاقها كرمز للأمل والتضحية

على نغم المواويل يتأهبون للقتال تارة.. وتصدح بنادقهم بالحرية تارةً أخرى.. ويشيعون العظماء بأرقى الملاحم.. وأخيراً يحتفلون على وقع تلك الأنغام بالانتصارات المهيبة.

وهذا ما يجعل من هذه القوات مصدراً للإلهام والتشجيع والاندفاع نحو الحرية والنضال. ومن قال إن الفن للفنانين فقط، ومن قال إن المقاتلين لا يعرفون شيئاً عن الفن، إذ أنهم يجمّلون الحياة في كل لحظة، وفي كل درب يسيرون فيه، وفي كل بسمة يرسمونها على وجوه الأطفال البائسين والمرعوبين، وفي كل بريق أمل يزرعونه في قلوب الشعب المظلوم، هذه هي حقيقة المناضلين التوّاقين للحرية، لأن الحرية علم، والسير في درب الحرية والبحث عن الحقيقة أعظم مدرسة يمكن أن يحظى به الإنسان في وطن سُلب منه حتى اسمه.

 

ها هي مقاتلة من وحدات حماية المرأة؛ اللواتي حررن العالم من ظلم وظلام أعداء الإنسانية مرتزقة داعش، تهدي هذا الموّال إلى كافة رفيقاتها ورفاقها الذين يقاتلون في مختلف الجبهات أمام العدو الفاشي الذي لا يعرف الإنسانية والأخلاق، وكما يُعرف المواويل في تاريخ الشعبي الكردي والعربي والشعوب الأخرى بعراقته وأصالته للدلالة على الأفراح والأحزان وتخليد اللحظات التاريخية وسرد الملاحم البطولية التي حدثت في التاريخ، المقاتلة هيفي جيان والتي يعني باللغة العربية (أمل الحياة) أحيت ملحمة درويش وعدولة في شخص المقاتلين والمقاتلات الذين يحاربون من أجل وطنهم وأرضهم وشرفهم كما فعل درويش في القدم وحارب الواقع والعدو من أجل اللقاء بعدولة، عدولة لا تعني له مجرد هيام بل كانت تمثل الوطن والمجتمع، إذ أنه دافع عن وطنه وأرضه وعشيرته ومات في سبيل ذلك مع أنه كان يعلم بأنه لا يستطيع اللقاء بعدولة إلا إذا دافع عن أرضه وشرفه، وهكذا خلِّد في التاريخ بشهامته وبطولته وتضحيته العظمى في سبيل الوطن والشعب، واليوم درويش وعدولة يحيون في زمننا في شخص المقاتلين والمقاتلات الفدائيين والفدائيات.

هيفي جيان، التي انضمت إلى وحدات حماية المرأة قبل سنة، قالت: "الأغنية هي وسيلتي للتعبير عن مشاعري تجاه رفاقي وشعبي المقاومين في سد تشرين الذي أصبح اسمه سد الشهداء نتيجة الملاحم التي سطرت بالمقاومة، وأضافت نحن نحمل السلاح ليس فقط للدفاع عن أنفسنا، بل للدفاع عن أحلامنا وشعبنا الذي يستحق العيش بسلام وأمان."

إن هيفي جيان تحمل السلاح على كتف وتجعل الكتف الآخر سنداً للروح الرفاقية وتنشد الملاحم بصوتها العذب، وهذا ما يضيف المعنى لحياتها ونضالها ويزرع بريق الأمل في قلوب الشعوب والأطفال والنساء ويرسم لهم دروب الأمان والسلام لبناء مستقبلهم الواعد والأكثر حريةً وأماناً.