قدم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كلمة أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين أطلع فيها المندوبين على رؤية بلاده للوضع الراهن في أوكرانيا، مشددا على أن محاولة الغرب تحويل أوكرانيا لدولة معادية لروسيا أمر غير مقبول.

وزار لافروف الجامعة العربية عصر اليوم، استقبله خلالها أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، وأجرى جلسة مباحثات قبل إلقاءه كلمته أمام مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين.

وعبر لافروف في مستهل حديثه عن سروره بالحديث أمام مجلس الجامعة العربية، لافتا إلى أن العلاقات بين الجانب الروسي والعربي مبنية على مذكرة ستتم عامها العشرين في العام القادم.

ولفت إلى أنه "تم الاتفاق مع الأمين العام على أن نبني على ذلك، هذه ستكون إحدى المهام المهمة في منتدى التعاون العربي الروسي"، ولفت إلى أنه يجري التخطيط لعقد الاجتماع السادس قريبا.

وتابع: نقدر الموقف المتوازن المسؤول والعادل من دول المجموعة العربية، تلقينا مجموعة الاتصال العربية في أبريل، وروسيا منفتحة على الحوار مع العالم العربي ومع جميع دول العالم.

وقدم رؤية روسيا حول مسار الأزمة الأوكرانية وأسبابها من وجهة نظر بلاده، لافتا إلى أن روسيا لن تقبل بتوسع الناتو واقترابه من الحدود الروسية، وخاصة أوكرانيا التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي، وإن الناتو يسعى للاقتراب أكثر فأكثر من حدود روسيا وان أوكرانيا تم اختيارها لهذا الغرض وتم ملئها بالأسلحة لاستكمال هذا المخطط  الذي لن تقبل روسيا بتحقيقه.

وأشار في حديثه الى أن الغرب دعم ما وصفه "انقلاب 2014" في أوكرانيا ليعلن قادة الانقلاب فيما بعد عن نيتهم إزالة اللغة الروسية من أوكرانيا، وأرسلوا قوات لاقتحام منازل المتحدثين بالروسية في شبه جزيرة القرم، علماً انه كان هناك استفتاء والسكان اختاروا الانضمام لروسيا، إلا ان قادة الانقلاب حرقوا وانتهكوا الاتفاق.

وقال إن روسيا مصممة على مساعدة الناس في شرق أوكرانيا ليحرروا أنفسهم من النظام الحالي الانقلابي، في وقت لايزال الغرب في إصراره على موقفه، مشيرا إلى أن ألمانيا وفرنسا ثم الاتحاد الأوروبي بشكل عام لا يريدون الاصرار على الاستمرار في مواقفهم.

ولفت إلى أن القوات الروسية أمنت ممرات عبر البحر الأسود لمرور سفن الحبوب، إلا أن أوكرانيا فشلت في ذلك بسبب نشرها للألغام في مياه الموانئ على البحر الأسود.

وأشار إلى التعاون المستمر بين روسيا والجانب العربي، كاشفاً إلى أن التجارة بلغت 20 مليار دولار، لافتا إلى أنه ربما في مرة قادمة سنذكر عملة أخرى غير الدولار.

وقال إن المؤشر التجاري يثبت أن الجانبين العربي والروسي يتعاونان في الجانب الاقتصادي بتسارع مطرد.

وأشار إلى أن روسيا تتشاور مع الجامعة العربية في السياق الإقليمي أيضا على صعيد القضية الفلسطينية، كما كنا دائما ما نناقش قضايا ليبيا وسوريا، مضيفاً بالنسبة لنا النصيحة التي تقدمها الجامعة نضعها موضع تقدير.