وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري استقبل يوم السبت الماضي نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في القاهرة كأول زياة على المستوى الوزاري التركي للقاهرة منذ عقد، والتي أتت في إطارمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
"القاهرة" تتمسك بخروج مرتزقة تركيا من ليبيا
وقالت المصادر، لوكالة فرات للأنباء، إن القاهرة ترفض بكل حال من الأحوال وجود المرتزقة الذين جبلتهم تركيا إلى ليبيا منذ نهاية عام 2019 تقريبا، إلى جانب القوات التركية الموجودة في الغرب الليبي جراء اتفاق أبرم من قبل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المجلس الرئاسي الليبي السابق فايز السراج.
وأوضحت المصادر، أن وجود المرتزقة والميليشيات المدعومة من تركيا إلى جانب انتشار السلاح خارج نطاق الدولة كان سببا رئيسيا في رفض «القاهرة» خطة أممية أعلنها عبدالله باتيلي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بإجراء انتخابات قبل يونيو 2023.
وأضافت المصادر أن ما يحدث حاليا بشأن التقارب بين مصر وتركيا يأتي في إطار تأجيل الملفات الخلافية، والعمل على خلق أجواء مناسبة لمناقشتها بين الدولتين، لكن مسألة التواجد التركي في ليبيا والمرتزقة لن تقبل بهم القاهرة أبدا.
هذه حسابات تركيا إزاء وجود مرتزقتها في ليبيا
في هذا السياق، قال محمد مصطفى مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط للسؤون الخارجية، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، أن لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو مؤخرا في القاهرة شهد إحجاما من الطرفين عن تطابق وجهات النظر بشأن الوضع في ليبيا، والتي لم يأت ذكرها إلا عرضا خلال هذا المؤتمر، بما يؤشر أن هذا الملف لا يزال بحاجة إلى معالجة على مستوى أكبر.
وأضاف "مصطفى" أن تركيا لن تتخلى عن تواجدها المسلح فى ليبيا، لكن من الممكن ان تخرج الميليشيات الأجنبية الموالية لها، وأن كانت "أنقرة" في المقابل ستستعيض عنها بميليشيات ليبيىة مؤدلجة دينيا ، كما أن تركيا ستربط اخراج الميليشيات الأجنبية الموالية لها باجراء الانتخابات، وبالتالى ضمان تمكين قوى سياسية موالية لها من السلطة بشكل شرعى.
وأشار الخبير في الشأن التركي إلى أن تركيا ستطرح صيغة تتضمن النقاط التالية:
-- توافق تركيا على إخراج الميليشيات والمرتزقة الأجانب الموالين لها وفق جدول زمنى .
-- إجراء انتخابات شاملة فى ليبيا مع الضغط لإجراء الانتخابات البرلمانية أولا.
-- بدء إخراج المرتزقة قبل الانتخابات مباشرة على أن يتم الانتهاء من إخراجهم بعد نقل السلطة بفترة زمنية.
-- إدماج الميليشيات الليبية المرتبطة بتركيا فى الجيش الليبى، مع إدخال تعديلات فى هيكل قيادة الجيش.
ويرى "مصطفى" أنه يمكن أن يحدث توافق بين مصر وليبيا تحت عنوان إخراج الميليشيات وإجراء الانتخابات، لكن التفاصيل أخطر لأنها، وفقا له، سترسخ لاستدامة سيطرة تركيا على القرار السياسى الليبى.
ويضيف أن أردوغان معه حلفاء أوروبيين تحديدا بريطانيا وإيطاليا، وهدفه حاليا من التقارب الحالى مع مصر تحييد الضغط المصرى إقليميا لحين إجراء انتخابات الرئاسة فى تركيا في مايو القادم، وهو نفس ما يقوم به مع أطراف دولية وإقليمية أخرى، وكل هذا يأتي أيضا في ظل ضغط أمريكي على جميع الأطراف بضرورة إجراء انتخابات في ليبيا.