وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن زيارة وزير الخارجية المصري تستهدف التنسيق للقاء بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مؤكد أنه جاري الترتيب لذلك اللقاء والذي سيكون بمثابة عودة رسمية للعلاقات وتبادل السفراء بين البلدين.
وأكد المصدر على أنه لم يتحدد بعد مكان ذلك اللقاء بين الرئيسين المصري والتركي، سواء كانت عبر زيارة يقوم بها "أردوغان" إلى القاهرة، أو العكس زيارة يقوم بها السيسي إلى "أنقرة"، وربما هذا ما سيتحدد خلال زيارة وزير الخارجية المصري قريبا إلى تركيا.
الزيارة لن تكون إلا بعد إجراء الانتخابات التركية
في هذا السياق، يقول الدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية، لوكالة فرات للأنباء، إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لن يزور تركيا أو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يزور مصر إلا بعد إجراء الانتخابات التركية البرلمانية والرئاسية المزمعة في مايو المقبل.
وأوضح "سمير" أننا الآن نقترب من عيد الفطر المبارك، وبعد العيد ستكون الاستعدادات التركية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لذلك المطروح فقط زيارة من قبل وزيرالخارجية سامح شكري إلى "أنقرة"، لرد زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة.
وشدد "سمير" على أن أي "قمة" بين الرئيسين أمر يصعب ترتيبه في ظل صعوبة الانتخابات التركية، والتي تشهد منافسة حامية مع تكتل المعارضة الكبير، مضيفا: "نعم قد تكون هناك قمة، لكن في رأيي لا يمكن أن تكون قبل الانتخابات".
زيارة "ِشكري" إلى تركيا تشهد الإعلان عن حدث كبير
ويرى خبير العلاقات الدولية أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى "أنقرة" ستشهد الإعلان عن خطوة كبيرة في هذا الأمر، أي يمكن أن تشهد الإعلان عن عودة السفراء بين مصر وتركيا، أو الإعلان عن أمر ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية في منطقة شرق البحر المتوسط، أو حتى بعض الإجراءات المتعلقة بالأوضاع في ليبيا وملف جماعة الإخوان وعناصر الإخوان الموجودين في تركيا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زار مصر الشهر الماضي كأول زيارة لوزير خارجية تركي إلى مصر بعد أكثر من 11 عاما، منذ القطيعة الدبلوماسية في عام 2013 بين البلدين، على إثر الدعم التركي لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر.
خطوات لتطبيع العلاقات بين مصر وتركيا
وشهد عام 2011 أول اللقاءات المصرية – التركية المعلنة، حيث بدأ البلدان مباحثات رسمية بغرض تطبيع العلاقات، والتي توترت لعديد من الأسباب، فإلى الجانب الموقف التركي من جماعة الإخوان المصرية، كان هناك الخلاف على مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط، والتدخلات التركية في ليبيا واحتلال الشمال السوري ودعم "أنقرة" التنظيمات الإرهابية وجلب المرتزقة للمنطقة.
واستمرت اللقاءت التشاورية بين البلدين خلال الفترة الماضية، إلا أن التحول الأكبر كان خلال اللقاء السريع الذي جمع الرئيس المصري ونظيره التركي في العاصمة القطرية الدوحة على هامش المشاركة في افتتاح بطولة كأس العالم 2022 في قطر.
وكان وزير الخارجية التركي أكد في تصريحات أمس أن مصر وتركيا تقتربان من تعيين السفراء في البلدين. ويبقى الإعلان عن تعيين السفراء خطوة في مسار تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، لكن تبقى كذلك الملفات الخلافية كبيرة مثل الوضع في شرق المتوسط وليبيا وسوريا في ظل التباين الكبير بين وجهات نظر البلدين.