بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، أصدر مجلس بيث نهرين القومي بياناً حول اللغة السريانية، مشيراً إلى مكانتها كُلغة أم للشعب السرياني وواحدة من "أقدم اللغات المكتوبة في بلاد بيث نهرين والشرق الأوسط". وأكد البيان أن اللغة السريانية قد اكتسبت طابعاً غنياً نتيجة الدور الذي لعبته في توطيد العلاقات بين الشعوب عبر التاريخ.
وتطرق المجلس في بيانه إلى التحديات التي تواجهها اللغة السريانية، حيث أشار إلى تأثيرات الثقافات المختلفة والأنظمة الحاكمة التي أدت إلى تراجع استخدامها في الحياة الاجتماعية، مما أدى إلى اعتبارها لغة كنسية طقسية فقط، وبالتالي ربط الهوية القومية بعقيدة دينية محددة.
كما انتقد البيان القوى المهيمنة في الشرق الأوسط التي أنكرت الهوية القومية للسريان وجعلته يُنظر إليه كطائفة دينية. وأوضح أن السياسات التي انتهجتها الدول العربية والتركية والفارسية قد تسببت في تهميش اللغة السريانية، ولكن في الوقت نفسه، أشار إلى الفرص المتاحة عقب انهيار نظام البعث في العراق وسوريا، ما أدى إلى تغيير أوضاع السريان.
ودعا المجلس إلى تعزيز النضال ضد السياسات الشمولية ومحاولات طمس اللغة، مؤكداً على ضرورة افتتاح مؤسسات تعليمية تُدرس اللغة السريانية في مناطق متعددة، خصوصاً في لبنان وسوريا والعراق. وأوصى بضرورة مواجهة السياسات التعليمية التي تسعى إلى تعريب الشعب أو تتريكه.
وشدد المجلس على أن النضال من أجل الحرية يتضمن الحفاظ على الثقافة واللغة والقيم التاريخية، داعياً جميع مؤسسات الشعب ومثقفيه ومعلميه إلى استغلال الفرص المتاحة لحماية اللغة السريانية بشكل جاد وإصرار.
واختتم البيان بتأكيد ضرورة إدراج اللغة السريانية في الدستور وضمان حقوقها القانونية، مما يعكس الاعتراف بهويتهم القومية. وقدم المجلس التحية للمعلمين وأبناء الشعب السرياني في اليوم العالمي للغة الأم، مؤكداً ضرورة استمرار النضال من أجل الحفاظ على اللغة السريانية وتطويرها.
وتعد اللغة السريانية هي أحدى اللغات الرسمية لدى الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، منذ عام 2014.
يوم اللغة الأم هو مناسبة تحتفل بها الأمم المتحدة في 21 فبراير من كل عام، وكان الهدف منها هو تعزيز الوعي بالتنوع اللغوي والثقافي في العالم. يهدف هذا اليوم إلى حماية وتنمية اللغات الأصلية واللغات التي تواجه خطر الانقراض.
تأسست هذه المناسبة بعد أن أقرّ المؤتمر العام لليونسكو أهمية اللغة الأم في التعليم ودورها في تعزيز الهوية الثقافية والتنمية المستدامة. وهو يشجع الدول على تعزيز استخدام اللغات المحلية وتوفير التعليم بها، مما يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي.