المعلومات تقول إن البرزاني عقد اجتماعات مع بعض زعماء العشائر في شمال إقليم كردستان للإيعاز إلى الأصوات الكردية بانتخاب الرئيس التركي، من ذلك اللقاء مع طاهر أديامان زعيم عشيرة جيركي.
هذه هي أسرار العلاقة بين "البرزاني" و"أردوغان"
ورغم الاعتداءات المتواصلة من قبل النظام التركي على المناطق الكردية في شمال العراق، إلا أن السياسي العراقي حازم العبيدي يقول في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، إن ما يجمع بين البارزاني وأردوغان أمور كثيرة بعضها سياسية وبعضها مرتبط بمصالح اقتصادية وتجارية.
وأوضح "العبيدي" قائلا: "أولا، إذا تحدثنا على المستوى السياسي فإن مساعي مسعود البرزاني لتوثيق علاقته بالرئيس التركي تأتي نكاية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والأخير من المعروف في العراق أنه قريب الصلة بإيران وتدعمه طهران".
ولفت "العبيدي" إلى أن "البرزاني" يعتبر التقارب مع النظام التركي نوع من الاحتماء بدولة مجاورة كبيرة لمواجهة الدعم الإيراني المقدم إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، وبالتالي هذا بعد سياسي مهم.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العراقي، في معرض حديثه لوكالة فرات للأنباء، إن الأمر الثاني مرتبط ببعض المصالح الاقتصادية بين مسعود البرزاني وأردوغان وتحديدا في مجال النفط، موضحا أن "البرزاني" يعتمد على "أنقرة" في شراء نفط إقليم كردستان، وهناك بعض الميزات الخاصة التي تمنح للشركات التركية.
وفي ختام تصريحاته، يؤكد "العبيدي" أن العلاقة قوية للغاية بين مسعود البارزاني والرئيس التركي، سواء لأبعاد سياسية أو لأسباب تجارية اقتصادية، بصرف النظر عن بعض المواقف التي ربما تبدو متضادة بين الطرفين، لكنها تكون مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي.
تقارب بين "البرزاني" و"أردوغان" على حساب الكرد
المفارقة أن مسعود البرزاني يتحرك لدعم تحالف "أردوغان" والذي يضم بالأساس حزب الحركة القومية المعادي للكرد، ومعروف حزب الحركة القومية بمواقفه المتشددة حيال الكرد وحقوقهم، فهو يعبر عن اتجاه قومي متطرف.
وسبق أن لعب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني دورا في الانتخابات التركية السابقة عبر دعوة العشائر الكردية أيضا إلى انتخاب حزب العدالة والتنمية، والذي كان متحالفا كذلك مع القوميين الأتراك، ومارسوا كثيرا من الألعاب الخبيثة ضد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والذي كان يقوده وقتها صلاح الدين دميرطاش قبل أن يوضع خلف قضبان السجن.
تحركات داخلية وخارجية من قبل "أردوغان" لتفتيت الصوت الكردي
ومع اقتراب انتخابات مايو سواء على المستويين البرلماني أو الرئاسي يجد الرئيس التركي أردوغان وتحالفه أمام مخاوف حقيقية من قوة المعارضة الكردية، حيث أن انضمام حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لتحالف المعارضة يعني على الأقل عدم قدرة حزب "أردوغان" على تشكيل الحكومة، وربما أيضا خسارة الرئيس التركي انتخابات الرئاسة.
ويقود "أردوغان" في هذا السياق تحركات لتفتيت الصوت الكردي، من ذلك الاستعانة بحزب هدى بار، وهو حزب كردي يميني يؤمن بمسألة تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم، إلا أن هذا الحزب لا يتمتع بقاعدة شعبية أو قوة تصويتية بين الصوت الكردي.
كما يلعب الرئيس التركي من خلال رجل مثل مسعود البرازاني على تفتيت الصوت الكردي، مستغلا علاقات السياسي العراقي الكردي "البرزاني" بالعشائر الكردية وامتداداتها داخل المناطق الكردية في تركيا.
وتشير تقارير غربية إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يشكل عقبة كبيرة أمام أحلام أردوغان الانتخابية، ووجودة لن يجعل الرئيس التركي يهنئ بانتخابات هادئة، كما كان الأمر في الانتخابات السابقة، خصوصا في ظل قوة حزب الشعوب الديمقراطي والذي لا يجتذب الصوت الكردي فقط بل حتى أصوات أخرى بين الأتراك.