قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن تركيا كانت تعمل بشكل فيه تصادم كبير مع وحدات رئيسية فى العالم العربي.
وأضاف زكي في حوار مع صحيفة الأخبار المصرية "التدخلات التركية فى عدد من الدول العربية سلبية، الآن رأينا حالة جديدة من التواصل بين هذه الوحدات العربية الرئيسية وتركيا، من غير الواضح إلى أين وصل هذا التواصل وهل سيفضى إلى تغير السلوك التركى بالكامل، وأن تعود تركيا جارا مأمونا للعرب وجارا لا يتدخل فى الشأن العربى ويحافظ على حسن الجوار".
وفيما يتعلق بإيران وتدخلاتها قال: "الكل يعلم أن إيران وتدخلاتها فى عدد من الدول العربية هو أمر سلبي، ولا تحدث تحولات إيجابية فى السلوك الإيرانى إلا بضغوط وتدخلات كبرى للتوسل للجانب الإيرانى لكى يعدل من سلوكه وهذا أمر مرفوض، لدينا تحفظات كثيرة جدا على السلوك الإيرانى فى المنطقة وتحفظات على أن المجتمع الدولى ممثلا فى الدول الست التى تتفاوض مع إيران حول الملف النووى ربما لا تأخذ الاعتبارات العربية دائما فى حسبانها ودائما تركز على المسألة النووية التى ندرك خطورتها بطبيعة الحال، لكن نقول إن السلوك الإيرانى فى المنطقة لا يقل خطورة عن امتلاك إيران لسلاح نووى أو فرص امتلاكها لسلاح نووي".
وحول ما إذا كان هناك اتجاه لعودة سوريا لمقعدها فى الجامعة العربية، قال زكي للصحيفة القاهرية، "هذا الموضع محل توافق بين الدول، إذا حدث هذا التوافق وبلغناه، سوف يرفع التجميد عن المشاركة السورية، إذا كان المناخ غير مناسب لهذا التوافق فسيتم تأجيل البت فى هذا الموضوع، من الآن حتى انعقاد القمة هناك مرحلة من الوقت فيها الكثير يمكن أن يحدث".
وردا على سؤال حول مواقف الدول في السياق، قال: "يجب ألا نستهين بفكرة أن سوريا شهدت أمورا كثيرة من مارس 2011 حتى الآن، هذه الأمور كان لها تداعيات ونتائج ليس بالضرورة أن الكل له نفس الرأى فى تأييد ما حدث أو أن ما حدث أمر جيد وطيب ودعونا نطوي الصفحة كما لو أن شيئا لم يكن".
وأضاف "هنا اختلافات بين الدول فى وجهات النظر والتعامل مع الوضع مستقبلا لأن هناك علامات استفهام كثيرة على قوة ومتانة العلاقة ما بين دمشق وطهران ودمشق وأطراف أخرى بما فيها حزب الله فى لبنان، هذه الأمور تجعل بعض الدول لديها شكل من أشكال التأني فى الاستجابة لهذا المطلب فى الوقت الحالى هذه قراءتنا للوضع، ننتظر إذا كانت الدول سيكون لها رأى مختلف أو لا".
وفي سؤال عن سبب غياب الجامعة العربية عن ملف الخلاف بين المغرب والجزائر، أجاب: لا أحد يدخل على هذا الملف؛ لأنه معادلة صفرية، لأنك إذا أردت أن تدخل فيه لابد أن تمسك بشعرة المنتصف وهى غير موجودة، تدخلك إما سيجلب لك الانتقاد من هذا الطرف أو ذاك الطرف والطرفان أصلا لا يشجعان تدخل أى أطراف خارجية، بالتالى الملف شائك وحساس جدا.
وإذا ما كان هذا الخلاف قد يؤثر على مسألة انعقاد القمة العربية بالجزائر، والمقررة في مارس القادم، قال: القمة العربية ستعقد فى الجزائر دون أدنى مشكلة وسبق أن عقدت قبل ذلك قمم، الدولة المضيفة يمكن أن يكون لديها مشكلة مع طرف عربى لكن يتم استقبال ممثلى هذا الطرف العربى بكل الاحترام والتقدير، هناك تقاليد للجامعة العربية فى قممها ولا افتئات على هذه التقاليد أبدا وهناك تفرقة بين هذا الأمر وبين الخلافات السياسية.