كشف بكري عبد العزيز رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، أن هناك محاولات مقصودة من قبل الدعم السريع لجر تركيا إلى مربع الحرب في السودان، وذلك لأن تركيا تتمتع بعلاقات قوية مع الطرفين المتصارعين سواء مع البرهان عبر الإسلاميين الموجودين في المشهد، أو المصالح الإقتصادية لا سيما تعدين الذهب التي تربطها بقائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو والمصالح الروسية، خاصة وأن حميدتي إلتقى بأردوغان قبيل زيارته لموسكو.
وأكد عبد العزيز في تصريحات خاصة لوكالة فرات، أن توقيت استهداف الطائرة التركية ومن بعدها موكب السفير التركي، حلفه صراع دولي أكبر، لأن الوساطة السعودية الحالية يقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربي الذي يريد إحتواء الأزمة، ولكن على الجانب الآخر يوجد الجانب الروسي الداعم لقوات الدعم السريع يريد الدفع بحليفته تركيا كوسيط في الصراع لضمان هيمنته على نتائج المباحثات وإزاحة الدور السعودي.
وأضاف، أن أردوغان في الآونة الأخيرة يلعب على دور الوساطة والتي نجح جزئيًا بها في الصراع الأوكراني بعد أن أصبحت أوروبا طرفًا في الحرب وهو يريد أن يكرر الدور في السودان على حساب السعودية، مبينًأ أن الإستهدافات الأخيرة تعطي لأنقرة الحق في التدخل لصالح أي من أطراف الصراع أو على الأقل التهديد بذلك.
"الوضع معقد بشكل كبير" بتلك الكلمات استهل الصحفي والإعلامي السوداني جعفر القمرابي حديثه عن الإستهداف للمصالح التركية، مبينًا أن الجيش صرح بأنه مسيطرعلي قاعدة وادي سيدنا الحربية قبل ضرب الطائرة وبعد ضربها اتهم في العملية مليشيا الدعم السريع.
وأوضح القمرابي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن كل التفاسير للحادثة يبنى علي موقف المفسر من ناحية الحرب، اذا كان المفسر داعم ومنحاز للجيش بتهم الدعم السريع واذا كان داعم للدعم السريع بتهم الجيش.
وأضاف، أن هناك تفسير يتحدث على أنها رسالة أو ضريبة بسبب إيوائها الإسلاميين من الدعم السريع ، ولأن وادي سيدنا غرب نهر النيل يقولون أنها ضربت من شرق النيل بواسطة الدعم السريع، ولكن الضربة كانت بسلاح صغير حسب الثقب في الطائرة وهذا يكذب الادعاء.
وأردف الصحفي والإعلامي السوداني، أنه يوجد تفسير ان من قام بالعملية هم نفسهم الاسلامين من أجل أن يوقعوا بين تركيا والدعم السريع، ويعطون مبرر وغطاء لأي تدخل تركي محتمل، وهذا أقرب تفسير خاصة شكل الثقب يقول أن الطائرة التركية ضربت عبر سلاح صغير ومن مسافة قريبة ومع العلم ان القاعدة تتبع للجيش بشكل كامل.
بينما يرى أبو بكر فريتاي، المعارض الإرتري المقيم في الخرطوم، مركز الإشتباكات الحالية، أن الاستهدافات لموكب السفير التركي ومن قبله الطائرة التركية تخدم الفريقين، فهذه محاولات لجذب الاهتمام الخارجي وفي الغالب من يثيرونها يتمنون أن يقدم مجلس الامن على وضع السودان تحت طائلة عقوبات دولية تؤدي إلى رعايه مليشيات متزايدة تسعى لنهب المنطقة وتحدث فيها توتر أمني وانفلات يمتد إلي دول أخري في المنطقه.
وأكد فريتاي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه على الآخر حبل تركيا اساساً ممدود عبر الجماعات الاسلامية، وهي تدير فيلقا اعلاميا يعزز مواقف اطراف بعينها في الصراع الجاري مثل قناة طيبة التي خرج أحد شيوخها يبيح قتل منتسبي أحزاب الإتفاق الإطاري في السودان، وتنتظر أنقرة اختمار نتائج هذا الصراع لتظهر علنا في الصورة.
وأضاف، أن تركيا وحلفاءها الإسلاميين اجتهدو خلال السنوات الثلاث الماضية لتغير سماتهم الي اشكال ناشطين ومحللين مستقلين وغير ذلك، وعلى الجانب الاخر الإسلاميين لهم قواعد اقتصاديه وهيمنة علي بعض مفاصل حركة الدولة.