عقدت أمس الاثنين أعمال الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة برئاسة وزيري خارجية البلدين سامح شكري وأنتوني بلينكن، وبمشاركة ممثلين عن كل من وزارة الدفاع، والتجارة والصناعة، والتعليم العالي، والهيئة العامة للاستثمار.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ أن الوزير شكري أكد في كلمته الافتتاحية تفرد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على كافة الأصعدة، وضرورة مواصلة العمل نحو تعزيز كافة أُطر التعاون الثنائي بين البلدين، بما في ذلك مجالات التجارة والطاقة والبحث والتطوير والتكنولوجيا والتعليم العالي والتبادل الثقافي والرعاية الصحية، وهي المجالات التي توفر آفاقًا وفرصًا لتعميق العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة بين الجانبين.
كما أعرب الوزير شكري عن أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة مع الولايات المتحدة، والدور الذي أسهمت فيه أطر التعاون من أجل تعزيز قدرة الدولة المصرية على مواجهة التحديات، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة، وفي دعم جهود الدولة الدؤوبة لتحقيق التنمية للشعب المصري. وأشار كذلك إلى دور مصر الريادي كركيزة للاستقرار في المنطقة، وأهمية التنسيق القائم مع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
أشار المتحدث الرسمي إلى أن الوزير شكري استعرض جهود الدولة المصرية الحثيثة من أجل توفير دعائم الحياة الكريمة للمواطن المصري، والعمل على تعزيز واحترام الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الأخذ في الاعتبار الخصوصية الاجتماعية والحقائق التنموية والخصائص الثقافية للدولة، منوهًا في هذا الصدد إلى صدور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتي جاءت كنتاج لحوار مجتمعي شامل بمشاركة أطراف المجتمع المدني المعنية، وذلك بالإضافة إلى إنهاء حالة الطوارئ في مصر مؤخرًا.
واختتم السفير حافظ تصريحاته بالإشارة إلى أن جلسات الحوار الاستراتيجي من المقرر أن تتضمن التباحث حول عدد من مجالات التعاون ذات الاهتمام المتبادل، ومن بينها الموضوعات السياسية والاقتصادية، والقضائية والقنصلية وحقوق الإنسان، وفي مجالي التعليم والثقافة، فضلاً عن تبادل الرؤى والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وبدوره قال وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري، إن العام القادم ستحتفل البلدين بمرور ١٠٠ عام على العلاقات بين البلدين، معبرا عن سعادته بعودة الحوار الاستراتيجي بعد آخر حوار منذ ٢٠١٥.
وأشاد الوزير الأمريكي بقضايا التعاون بشأن الأمن الإقليمي والممتدة على مدار أربعة عقود، منذ اتفاق كامب ديفيد، والذي يعد حجر الأساس في المنطقة، وفق قوله، مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تطورت، لقاءات مع المسؤولين من البلدين، ودور مصر في إعمار غزة.
وأشار أيضًا إلى الدور والموقف المصري تجاه ليبيا، قائلا إن "مصر تلعب دورا هاما في عملية السلام وأيضا للانتخابات المقرر انعقادها في ديسمبر، نرحب بالانسحاب الكامل لكل المقاتلين الأجانب هناك".
وأضاف "بالنسبة لإيران فلدينا مخاوف مشتركة بشأن دعمها للإرهاب وبرنامج الصواريخ والبرنامج النووي وأيضا التهديدات التي قد يواجهها المواطنين الأمريكيين بسبب مثل هذه الممارسات وأيضا زعزعة الاستقرار في المنطقة".
وأوضح: بالنسبة للسودان الولايات المتحدة ومصر لديهما رغبة في العودة مجددا لمسار المرحلة الانتقالية ولوقف زعزعة الاستقرار وأن تلبي الحكومة الانتقالية تطلعات الشعب السوداني الذي كافح بشجاعة من أجل الديمقراطية.
وتابع: أيضا الأزمة في اثيوبيا وفي القرن الإفريقي واصلنا المشاركة مع مختلف الأطراف في الأزمة، ومختلف الأطراف في المنطقة لاتفاق سلام دون شروط مسبقة ووقف إطلاق النار.. الولايات المتحدة تسعى إلى حل هذا النزاع في إثيوبيا ولأخذ في الاعتبار مصالح مختلف الأطراف من بينها مصالح المياه لمصر في هذه المسألة تحديدا والرئيس بايدن تحدث عن هذا الأمر.
وقال: هذا الحوار هو لتعميق التعاون فيما بيننا في مجالات عدة مثل كوفيد ١٩ الولايات المتحدة أرسلت ٨.١ مليون جرعة من اللقاح لمصر لتعزيز قدرات تقديم اللقاح. الولايات المتحدة ستواصل جهودها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، نهدف إلى دعم رفاهة وشمولية الدولة لمصرية، فإن مصر أكبر مستورد للمنتجات الأمريكية وهذا يدعم الكثير من فرص العمل في الولايات المتحدة وكذلك الولايات المتحدة تستورد الكثير من مصر بما يدعم أيضا فرص العمل في مصر، ونحن نعمل على مزيد من تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحسينها، وهذا إضافة إلى تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين، يوميا نتابع العديد من الابتكارات المصرية نستفيد منها يوميا حكومتنا وفرت منح ل٣ الاف من المصريين عبر برامج المنح والعلاقات العلمية..
أما وزير الخارجية المصري سامح شكري، فقدم شكره على حفاوة الاستقبال، والاهتمام بمواصلة الحوار والمناقشات التي جرت على هامش اللقاء، لافتا إلى أن الشرق الأوسط يواصل مواجهة العديد من التعقيدات.
ولفت إلى أن العلاقات المصرية الامريكية حجر استقرار للمنطقة، وأن مصر ظلت الشريك الموثوق به للولايات المتحدة في المنطقة، لدينا دور أساسي في تحقيق الاستقرار في المنطقة، لافتا إلى الدور المصري في الحرب على الإرهاب والتطرف والأيدلوجيات المتطرفة، ومؤكدا أن البلدين يتمتعان بتنسيق عالي المستوى.