ومع اقتراب الانتخابات في تركيا يتحرك الرئيس التركي لتهدئة كثير من علاقاته المتوترة مع بعض الدول العربية منها مصر، تزامناً مع حديث عن تقارب مع النظام السوري، وأيضاً في ظل مساع لإثارة النظام التركي النعرات القومية ضد الكرد، إذ أنه يخشى من كتلة التصويت الكردية التي تعقد حساباته الانتخابية.

ملامح الصفقة يكشفها الإعلام التركي

الحديث عن هذه الصفقة يرتبط في جانب كبير منها بالملف الكردي، إذ أنه من وقت لآخر تتحدث وسائل إعلام تركية عن أن النظام التركي يربط العلاقات مع النظام السوري بأن يقوم الأخير بخطوات ضد الكرد في الشمال الشرقي لسوريا.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن أردوغان لا يمانع في أن يترك الأمر للنظام في "إدلب" ويمكنه منها وهي التي تخضع لسيطرة تنظيمات موالية لتركيا، مقابل أن تساعد القوات الحكومية السورية فيما أسمته زيفاً بـ "الحرب ضد العناصر الإرهابية الكردية"، مشيرةً بالاسم إلى قوات سوريا الديمقراطية وقوات حزب العمال الكردستاني.

التعاون بين "الأسد" و"أردوغان" ضد الكرد غير مستبعد

وقال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم، في تصريح لوكالة فرات للأنباء، بأنه لا يستبعد أن يتعاون بشار الأسد ورجب طيب أردوغان في عمل عسكري ضد الكرد في شمال سوريا، إذ أنه لا يجمع بين النظامين السوري والتركي أكثر من العداء للكرد.

وشدد "مسلم" على أن التقارب السوري التركي سيكون على حساب الكرد، معرباً عن اعتقاده بأن الجيش السوري لا يستطيع السيطرة على المناطق في شمال وشمال شرق سوريا، اللهم إذا جهزالجيش التركي لهجوم كبير وفي هذه الحالة يمكن أن يساعده الجيش السوري إذا حدث بينهم اتفاق.

وأشار إلى أن الجيش السوري يمكنه العودة إلى مناطق الكرد، ولكن يجب أن يكون ذلك بالاتفاق مع الإدارة الذاتية، حتى يعرف كل طرف مهامه ووظائفه، وأن يتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، ولكن أن يكون ذلك بالقوة لإرضاء "أنقرة" فهذا أمر غير مقبول، ولن يكون أمام الكرد إلا الدفاع المشروع عن الذات.

رغبة مشتركة بين النظامين في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية

في هذا السياق، يقول كرم سعيد الخبير في الشأن التركي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، إن التقارب بين النظامين السوري والتركي يسمح بالتوصل إلى تفاهمات بينهما تتعلق بالانسحاب التركي من المناطق التي يحتلها في شمال سوريا، ودعم قوات النظام السوري في السيطرة على مناطق شمال شرق سوريا والتي تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف "سعيد" أن هناك رغبة مشتركة بين دمشق وأنقرة إزاء التخلص من تواجد قوات سوريا الديمقراطية الكردية والتي تعتبرها تركيا تهديداً لها، في الوقت ذاته يسعى النظام السوري لإثبات الهيمنة وقدرته على السيطرة على الأراضي السورية، وفي هذا السياق يبدو أن هناك تلاق بين النظامين.

وقال الخبير في الشأن التركي: "أتصور أن هناك نوع من التفاهم يتعلق بالوضع في إدلب في هذا السياق، من خلال تمكين قوات النظام السوري من السيطرة على مناطق الشمال والشمال الشرقي، مقابل رفع يد تركيا عن دعم الجماعات المسلحة في مناطق إدلب، وسط حديث عن تراجع دعم تركيا للائتلاف السوري المعارض وقطع الدعم عن بعض الجماعات في إدلب".

وتحتل تركيا مناطق كردية في شمال شرق سوريا بعد عملية عسكرية قالت بإنها تستهدف محاربة إرهاب المجموعات الكردية، إلا أن النظام التركي مارس كثيراً جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تستوجب المحاكمة الدولية، إلى جانب عمله على تغيير الطابع الديمغرافي للمناطق التي يحتلها عبر توطين بعض اللاجئين السوريين والمرتزقة التركمان فيها.