سارعت بعض التيارات السياسية، فور الاعلان عن نتائج الانتخابات على الاعلان عن رفضها لاعادة انتخاب الرئيس السابق نبيه بري خصوصا حزب القوات اللبنانية وتيار التغيير، مما ادى الى ردة فعل سريعة من الجهة المقابلة اي الثنائي الشيعي المتمثل بتنظيم حزب الله وحركة امل والاصرار على ترشيح بري مما وضع الامور في خانة لم التحالفات لكلا الطرفين لتنفيذ قراره اما ببقاء بري او رحيله وكسر البروتوكول الذي ابقاه لعقود على هذه الكرسي.
وفي حسابات الربح والخسارة فان هذه المعركة ستكون من نصيب حزب الله على اغلب الظن، فباستطاعته لم مجموعة كبيرة من النواب ستكون كافية للتصويت لبقاء بري، ونظرا للتوتر الداخلي الذي وصل الى اشده فان التفاوض لن يكون سهلا بين الحزب والحركة وباقي الحلفاء لكنه سيكون سريعا نظرا لضيق الوقت، فتيار الثامن من اذار جمع حلفائه التقليديين كتيار المردة والحزب القومي الاجتماعي والاحباش والجماعة الاسلامية مع الاشارة الى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سارع للاعلان عن توجه كتلته لاعادة انتخاب بري رئيسا للمجلس نظرا للعلاقة التاريخية التي تربط الرجلين والتي تفرض موقفا كهذا، وستكون قمة التفاوض مع التيار الوطني الحر رغم التناحر والتباعد بين رئيس التيار جبران باسيل وبري شخصيا حيث شهدت الفترة الاخيرة سجالا علنيا بين الرجلين، لكن باسيل والذي يسعى الى اعادة اعتباره سياسيا بسبب فقدانه لعدد من نواب كتلته سيتجه دون شك نحو راعيه الاساسي والاكبر حزب الله ولارضائه سيقوم نواب كتلته للتصويت لصالح بري، مع الاشارة الى دلالة اطلقها جبران باسيل من خلال اعلانه التمسك باتفاق طائف الذي قضى بتوزيع الرئاسات الثلاث الاولى طائفيا وحصول الطائفة الشيعية على رئاسة المجلس النيابي وحصول الطائفة الارذوكسية على موقع نائب الرئيس وترشيحه النائب الياس بو صعب وهو من نواب التيار الوطني الحر مما يعني ان الصفقة تمت او على وشك الاتمام مع حزب الله.
اما الرافضين لإعادة انتخاب بري وبالارقام لغاية الان هم القوات اللبنانية (19 نائبا) وتيار التغيير (15 نائبا) وكتل سياسية مختلفة كحزب الكتائب اللبنانية وحركة الاستقلال ومستقلين (10 نواب ) وكل من النائبين اسامة سعد زعيم الحزب الناصري والدكتور عبد الرحمن البزري اي 46 نائبا للان، اما الجهة الاخرى فتتمثل بالحزب التقدمي الاشتراكي ( 9 نواب )، حزب الله ( 13 نائبا)، حركة امل ( 15 نائبا) شخصيات حليفة ( 3 نواب)، حزب الطائناق ( 3 نواب ) والتيار الوطني الحر (18 نائبا) اي لغاية الان 61 نائبا، ويتبقى تبيان مواقف 21 نائبا تشير التقديرات الى مقدرة حزب الله الحصول على النصف على اقل تقدير.
الخروج عن مبدا الميثاقية الطائفية التي تم اقرارها بمؤتمرات الطائف والدوحة هي من مطالب معارضي حزب الله خاصة كتلة التغيير والقوات اللبنانية، كون الخروج عن المبدا الطائفي يسرع بانتشارهم خاصة بالنسبة للتغييرين ويشكل بداية لمناقشة تغيير قانون الانتخاب ليصبح لبنان دائرة انتخابية واحدة مما يضعف سيطرة الاحزاب الطائفية والتقليدية ويصبح للشعب اللبناني نوابا يمثلونه بشكل حقيقي بعيدا عن كل الاعتبارات ويوصل اشخاصا يريدون العمل الحقيقي لصالح الشعب اللبناني والدولة اللبنانية الواقعة على شفير الانهيار.
بضعة ايام تفصل المجلس النيابي اللبناني الجديد عن جلسة انتخاب الرئيس الجديد ومعها ستتبين ملامح المرحلة المقبلة وخارطة التحالفات القادمة.