قال وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري، خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم الأربعاء، أن هناك حرب جديدة على المنطقة وخطط ضد ثرواتها وخاصة المياه، معتبراً أن مصر والعراق دولة اجتياز ومصب للأنهار وليس منبع النهر، تتعرض لمثل هذه الحروب، مضيفا: "هناك من يريد محاصرة بلداننا بالمياه وتهدد الحضارة ذاتها".. مضيفا :لن نجعل العراق ساحة لتقاطع المصالح الإقليمية أو الدولية".
ولفت وزير الخارجية العراقي إلى أنه ناشد الجامعة العربية خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري أمس، لدعم بلاده في ملف المياه، موضحاً أن العراق لا يحصل على حصته الطبيعية من المياه، وأوضح أنه طالب الدول العربية بدعم العراق في هذا الملف إزاء تركيا، مؤكداً أن بغداد تستحث العرب ليكونوا على مستوى المسئولية ويدعموا العراق في أزمته المائية، ويطالبون تركيا بعدم منع حصتها المائية وحقوقها المشروعة.
وشدد الوزير العراقي، خلال المؤتمر الذي حضرته وكالة فرات للأنباء ANF، على رفض بلاده التام للاعتداء على أي مواطن عراقي من دولة أجنبية سواء كان كردياً أو عربيا، مؤكدا أن الاعتداء على مواطن واحد يمثل عدوانا على العراق ذاته.
وتابع: "إن قصف الكرد كان امرا مرفوضا، ورفضنا القصف الايراني وبادرت وزارة الخارجية العراقية بإصدار بيان يرفض مثل هذه الممارسات وأخبرنا السفارة الإيرانية باحتجاجنا، ونحن لا نقبل الاعتداء على ارض ولا شعب ولا ثروات العراق، وهو نفس الشيء بالنسبة لتركيا ومواقفنا واحدة ولا نفرق بين دولة ودولة، ولا نتدخل بسيادة احد كما لا نسمح لاحد ان يتدخل بسيادتنا".
العلاقة بين بغداد وكردستان
وشدد وزير الخارجية العراقي على أن مسألة الاستفتاء بإقليم كردستان لم تؤثر على العلاقة بين المركز والاقليم، مؤكدا ان الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم بينهما علاقة جيدة كانت ومازالت كذلك، مضيفا: "حتى وإن شاب تلك العلاقات بعض المشكلات عندما خالفوا الدستور وطلبت القيادة الكردية في الاقليم إجراء استفتاء والجميع وقف ضد الاستفتاء من الدول سواء في الشرق أو الغرب.. والكرد أهلنا والمجتمع الكردي جزء الشعب العراقي وقدموا تضحيات كبيرة ضد النظام السابق والطاغية، وحاليا رئيس العراق من الاخوة الأكراد ولا تفرقة بين عربي وكرد في الوظائف الحكومية ولا بين مسيحي ومسلم أو سني وشيعي، وقد قدم الكرد تضحيات لمحاربة تنظيم داعش الارهابي".
استجبنا لاحتجاجات البصرة.. ولم نتجاوز الدستور في مسألة تشكيل الحكومة
أكد الجعفري أن عملية تشكيل الحكومة العراقية لم تتجاوز مدة الحكومات السابقة من حيث بقاءها في السلطة، وانه عندما تتشكل الكتلة الاكبر ستتشكل الحكومة الجديدة وفقا للدستور، وقال انه لم يتم تجاوز الاوقات المحددة دستوريا لتشكيل الحكومة وشدد على أن طبيعة التنوع السياسي الموجود حاليا يتطلب ان نتروى، مضيفا: "لازلنا نتحرك في الوقت المسموح".. واعتبر ان التجربة السياسية في العراق لا تزال ناشئة وطبيعي ان يشوبها بعض المشكلات.. مؤكدا ان بلاده لم تشهد في تجربتها حرب أهلية كما حدث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعتبر الوزير الجعفري أن العراق قوي ليس فقط بالحكومة، فالعراق دولة والدولة أكثر من الحكومة، والعراق ليس أكبر دولة بالعالم ولكنه من أكثر البلدان تعددا في العالم، ولذلك يجب ان يأخذ وقته في تشكيل حكومته بشكل توافقي حتى لا يتم التسرع في تشكيلها ثم تتعثر.
وتابع خلال حديثه عن احتجاجات مدينة البصرة: "البصرة ثاني اكبر مدينة في العراق بعد بغداد وهي ميناء العراق الوحيد والمدينة قدمت عدد كبير من الشهداء وهناك تجاور جغرافي بين البصرة وبين الموصل ووقفوا مع الموصل ضد داعش.. صحيح هناك فساد ومطالب مشروعة للأهالي الذين انتفضوا ولا يمكن ان نحكم على البصرة بحرق بعض المقار، وقبل ايام زار رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي البصرة ووعد بحل معظم المشكلات ووافق على معظم المطالب".
العراق لا يحتاج قواعد أمريكية
ولفت الوزير العراقي على عدم التخطيط لاستمرار وجود عسكري أمريكي في بلاده او الحاجة إليه، موضحا أن العراق لو كان بحاجة للقوات الأمريكية لما قام بتحرير 40% من اراضي العراق من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، مضيفا: "لا نريد وجود القوات الأمريكية في صورة قواعد عسكرية ولا اعادة تجربة القواعد العسكرية بعد الحرب العالمية الثانية في كوريا واليابان وقاعدة انجرليك في تركيا".