وعرض المسماري صور الطائرات التركية المدمرة خلال الايام الماضية، واوضح أن بعضها تم اسقاطها قبل ان تقصف حمولتها الصاروخية وبعضها طائرات مسيرة تركية تستخدم من اجل التصوير او التشويش وتحديد المواقع، وأكد أن جميعها اصبح "خردة" وفي ايدي القوات المسلحة الليبية.
وأعلن المسماري في مؤتمر صحفي مساء الأحد أنه تم إسقاط مجموعة من الطائرات المسيرة في هجوم الميليشيات الأخير على صبراتة، مضيفا: "ألقينا القبض على عشرات الأسرى وحصلنا على معدات تركتها الميليشيات بعد هروبها من أرض المعركة"، لكنه تابع: "الأتراك يحشدون الأفراد والمعدات لتنفيذ هجوم على ترهونة ومن ضمن المعدات التي نقلتها تركيا إلى المنطقة طائرات استطلاع وتشويش وأخرى هجومية".
كما شدد المسماري على أن "تركيا وجماعات القاعدة هما من يحركان المليشيات في كافة مناطق ليبيا وهناك قيادة ميدانية تركية خاصة في مناطق الجنوب الغربي." وأكد الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي أن تركيا كانت تجهز منذ أشهر وتحشد الأفراد والمعدات لتنفيذ الهجوم على مدينة ترهونة.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إن قوات الجيش مستمرة في تأمين الحدود الليبية ومنع تسلل أية أسلحة أو عناصر، موضحا أنها تراقب الحدود مع مصر والحدود الجنوبية، وبالاضافة لذلك تتابع تحركات للارهابيين والميليشيات المتطرفة في عدة مناطق، مؤكدا ان قوات الجيش طهرت العديد من المواقع من تواجد تلك الميليشيات، مضيفا: "مستمرون في تطهير مناطق أقصى الجنوب الغربي بمحاذاة الحدود مع تشاد ونحن نراقب تحركات الميليشيات هناك".
وأوضح أن "حكومة الوفاق وجماعة الاخوان التي تقودها تركيا وتنظيم القاعدة" هي التي تضع وترسم التحركات للعصابات الارهابية في طرابلس او في جنوب غرب ليبيا او دول الجوار الليبي، مؤكدا إن اردوغان استفاد من الهدنة بعد مؤتمر برلين في نقل السلاح والقيام بمهام ارهابية في هذه المنطقة، وتابع: "من ضمن هذه التجهيزات الطيران المسير بأنواعها هجومية وتشويش واستطلاع والتي استخدمت في الهجوم على صبراتة وصرمان وعقبة بن نافع، وقال: "عندما فشلت هذه التحركات بعد تصدي الجيش الليبي، استخدموا المرحلة الثانية بالهجوم على ترهونة وهي موقع استراتيجي وسكان داعمين للجيش الليبي، وتصدينا للهجوم في ترهونة وامرت القيادة العامة بتوجيه بعض المقاتلات إلى منطقة العمليات وطائرات عمودية مقاتلة إلى مسرح العمليات، ولدينا عدد كبير من الاسرى وآليات ومعدات عسكرية تم غنمها والعديد من الجثث التي تم تركها في ساحة المعركة".
وأكد المسماري إن كثير من العناصر الارهابية التي شاركت في الهجوم في صرمان وصبراتة تم ضبطهم والقبض عليهم ومن بينهم طفل من بنغازي لا يتجاوز عمره 18 سنة يقاتل مع هؤلاء الارهابيين، مشيرا إلى أن "العدو يحاول اليوم السيطرة على كل الطرق التي تؤدي إلى ترهونة، كما قامت ميليشيات مصراتة بالدفع بالمزيد من الارهابيين السوريين والليبيين الى الخمس.. وحققنا تقدم على محاور طرابلس وهذا ما يرعب الاخوان والاتراك ويربك تحركاتهم العسكرية.. وبعد تفوق الدفاع الجوي لم يبقى للعدو في تلك المنطقة سوى المدفعية الثقيلة وقدراتنا القتالية تستطيع رصد خروج القذائف واسكاتها على الفور.
"المعتوه اردوغان"
وخلال حديثه عن الطائرات التركية التي تم تدميرها في ساحة المعركة واستعراضه لصورا جديدة للطائرات المدمرة، وجه حديثه إلى رئيس النظام التركي الذي وصفه بـ"أردوغان المعتوه"، قائلا: "هذا ما تبقى من الخردة التركية"، واوضح أنه تم اسقاط طائرة صباح يوم الاحد ولم يتم تحديد تبعيتها وتختلف عن الطائرة التركية في منطقة الوشكة، "ننتظر اي بيان من اي جهة لمعرفة تبعية تلك الطائرة".
كما استعرض المسماري ما تقوم به تركيا حاليا من ادارة للتدخل العدواني ضد الشعب الليبي، وقال: "المعتوه اردوغان يصعد تدخله في ليبيا.. ويجري تدريبات لقواته على هجمات عدوانية بمقاتلات اف 16 ضد الاراضي الليبية.. ويشجع الارهابيين على استهداف قوات الامن والشرطة الليبية بفتاوى يطلقها الارهابيون التابعون له".
أدلة إرهاب أردوغان بيد مجلس الأمن
واشار المسماري إلى مقطع فيديو لاحد الارهابيين يتحدث عن تدمير مديرية امن صبراتة استادا الى "فتوى شرعية"، واضاف: "الفتوى ضد مؤسسات الدولة الأمنية هي داعشية وقاعدية ارهابية، وهذا النوع من الفتوى يمثل خطاب الارهابيين الدواعش الذين يقاتلون مع قوات اردوغان، ونحن سنرسل هذه الوثائق الى مجلس الامن ولجنة العقوبات على ليبيا كأدلة اساسية ضد اردوغان الداعم لهذه الجماعات الارهابية بالسلاح والمقاتلين والتدخل المباشر.. ونسأل السراج الذي يقول ان هذه "عملية عاصفة سلام" ماذا فعلت مراكز الشرطة والمنافذ الامنية التي يدمرها الارهابيون؟".
واشار المسماري إلى مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا الذي انعقد في كانون الثاني يناير الماضي، "تعهد فيه المشاركون فيه بمن فيهم اردوغان المعتوه بالالتزام بحظر السلاح.. واضافة لخرقه حظر السلاح، قامت مجموعة مقاتلات تركية بمحاكاة وتمرين على تنفيذ عمليات عسكرية هجومية على الاراضي الليبية، وهي محاكاة استباقية لهجوم فعلي.. اشتركت فيها طائرات تزود بالوقود وتحكم وسيطرة جوية وطائرات مقاتلة اف-16، وتمت محاكاة تدمير اهداف تم تحديدها في الاراضي الليبية، وهذا تصعيد للموقف والوضع الراهن حاليا، هل السادة في الاتحاد الاوروبي ومجلس الامن لديهم علم بذلك؟".
أردوغان وتجنيد المرتزقة
وتابع المسماري: "اردوغان يجند ابناء سوريا الفقراء الاميين الذين ظلموا في هذه المرحلة ونقلهم من المخيمات لمعركة خاسرة جديدة في ليبيا.. والطائرات التركية تصل بهؤلاء الشباب الضحايا الى ليبيا يوميا وهو يستغل ظروفهم وتورطهم في جرائم لتجنيدهم ونقلهم الى ليبيا، وبعد اغراءهم بالمال بـ2000 دولار شهريا، اليوم يدفع بالليرة التركية، يسمسر من وراء المرتزقة ايضا. هل هذا البند كان ضمن مخرجات برلين؟ هل نقل الارهابيين الاجانب كان مستثنى من الهدنة ؟ اردوغان خطره ليس على ليبيا فقط ولكن على المنطقة بالكامل من خلال اجندة خطيرة على كل المنطقة وحتى الشعب التركي نفسه."
وكرر المسماري الحديث عن العلاقات الليبية الكردية الطيبة، مشيرا إلى أن "الاخوة الكرد لديهم قضية مصيرية وحق ضائع من قبل الاتراك.. وعندما تحدثت عن وجود مرتزق من أصل كردي كنت اشير إلى قدرة اردوغان على تجنيد حتى الكرد الذي يعاديهم..تجنيد مثل هذا العنصر يدل على ان لدى اردوغان قدرة تجنيدية كبيرة مالية او دينية او ايديولوجية.. وهو لا يمثل البيشمركة ولا اي مكون عند الكرد ولا حتى اسرته التي تبرأت منه.. هو بين شيئين اما تجنيده من قبل المخابرات التركية بالمال والابتزاز وغيره او القضاء على فكره المدني وتحويله الى متطرف مرتزق خطير جدا قادر على التوجيه في أي لحظة".
واختتم حديثه بالقول: "الشعب الليبي الان امام غزو كبير ومؤامرة كبيرة تحاك ضد الوطن ومسؤولية الدفاع عن الوطن مسؤولية الجميع".
وقبل أيام، تمكنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر، من أسر عدد كبير من المرتزقة السوريين المقاتلين في صفوف "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا. وأعلن المسماري، إنهم تمكنوا من إلقاء القبض على مرتزق سوري من أصل كردي كان يقاتل تحت إمرة "قوات الجيش الوطني" الإرهابي المدعوم من تركيا. وأكد المسماري على أن المدعو "شاكر فرمان صالح بونجق" المنحدر من بلدة تربسبية في محافظة الحسكة تدرب على يد قوات لشكري روج في إقليم جنوب كردستان.
وتقول قيادات في لشكري روج إن قواتهم تتبع لقيادة قوات بيشمركة جنوب كردستان (إقليم كردستان العراق)، إلا أن أمين عام وزارة البيشمركة في الإقليم، جبار ياور، أكد في مقابلة تلفزيونية سابقة أنه لم يسمع بقوات بيشمركة روج وشدد على أنها لا تتبع لقواتهم الرسمية التي تعتبر جزءاً من الجيش العراقي.
ويشار إلى أن وزير الخارجية التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو، سبق أن أجرى زيارة لمقرات قوات روج العسكرية في إقليم جنوب كردستان وتحدث معهم.
وتشير تقارير عدة إلى أن عناصر لشكري روج تدربت على يد القوات التركية التي تمتلك أكثر من 20 قاعدة عسكرية متوزعة على أراضي إقليم جنوب كردستان (إقليم كردستان العراق).
وسبق أن طالب المجلس الوطني الكردي المنضوي تحت قيادة الائتلاف الوطني السوري المدعوم من تركيا أن تشارك قوات لشكري روج في العدوان التركي على مقاطعة عفرين الكردية إلا أن الاحتلال التركي رفض مشاركتهم.