استضافت القاهرة، مساء الإثنين، فعاليات ندوة لقراءة الأعمال الفكرية وكتابات المفكر الراحل سمير أمين بالحزب الاشتراكى المصري، شارك فيها نخبة من الكتاب والمثقفين والساسة.
وشارك في الأمسية الكاتب والباحث في الشأن الإفريقي الدكتور حلمي شعـراوى رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية، بورقة بحثية بعنوان "سمير أمين.. إطلالة على سيرة حياة حافلة"، ألقى فيها الضوء على إسهاماته الفكرية عبر مسيرته الحافلة في عالم الاقتصاد السياسى.
وكشف الكاتب حلمى شعراوى، أن وثائق المفكر الراحل كلها بباريس وأن ابن شقيقته الذي يقطن بروسيا هو الوحيد الذي يعى قيمة أعماله، وهو ما يجعله بمثابة الوريث الوحيد لهذا المنجز الحضاري.
وطالب"شعراوى"مؤسسة الأهرام بجمع مقالات الراحل سمير أمين فى كتاب حتى تطلع عليه الأجيال الجديدة.
وبدوره قدم الدكتور محمد حسن خليل ورقة بحثية بعنوان "سمير أمين: الإشتراكية واقتصاد السوق"، قال فيها: إن سمير أمين كان يرى أن هناك 3 ثورات عالمية فى العالم، هي: الإنجليزية والفرنسية والبلشفية، كونهم الثورات الأهم فى تاريخ البشرية.
وأما فيما يتعلق بالإشتراكية واقتصاد السوق فقد استطاع الراحل أن يقدم تتبعاً للثورة البلشفية منذ بدايتها حيث رصد موقف المجتمع السوفيتى الذى كان لديه رغبة منذ بداياته في بناء اقتصاده وفقاً للنهج الإشتراكي، وفقاً لما أكده دكتور محمد حسن خليل.
وأضاف "تتبع أمين أيضاً خلال منجزه الفكرى علاقة الفلاحين بالملكية الرأسمالية باعتبارها ملكية متجذرة لدى الفلاح الصغير وليس الاقتصاد الجماعي".
وشارك المفكر السياسي المصري الدكتور سمير مرقس، بورقة بحثية؛ بعنوان "سمير أمين: المثقف بمواصفات الكونية"، أكد فيها أن العقل المصرى والعربي والإنسانى فقد عن عمر يناهز السابعة والثمانين قامة علمية كبيرة، هو العالم الاقتصادى الكبير سمير أمين، والذى تجاوز بإبداعاته علم الاقتصاد إلى مساحات ممتدة من الحقول المعرفية، وأن ما كرسه منظراً دائم التجدد علي مدى ٦٠ عاماً لقضايا جوهرية تمس البشرية فى علاقتها بواقعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي.
وأضاف مرقص إن "سمير أمين أبدع فى صك الكثير من المفاهيم والمصطلحات مثل المركز والأطراف، ورأسمالية المركز المتقدم والمهيمن والرأسمالية المحيطية الطرفية المتخلفة وتطورهما اللامتكافيء فى العديد من القطاعات والمجالات الاقتصادية والمالية؛ ورؤيته المبتكرة لعملية فك الارتباط بين المركز الرأسمالى المهيمن والأطراف الخاضعة للهيمنة والمتخلفة والأخطر"التابعة":" تجارياً، ومالياً، وتكنولوجياً".
وأكد مرقص أن اجتهادات سمير أمين النظرية ساهمت فى وضعه بين مصاف كوكبة من العقول التى ساهمت بجهد تنظيرى مؤثر منذ مطلع الستينيات من القرن العشرين وحتى الآن ممن عرفوا بأنهم رموز مدرسة التبعية وآباء نظرية التنمية اللآمتكافئة بين المركز والأطراف مثل:سلسو فرتادو، ودوس سانتوس، وإيمانويل والرشتاين، وأندر فرنك، وكاردوسو.
ولفت إلي أنه عندما تشير الموسوعة البريطانية إلي أطروحاته النظرية وتصنفها تحت أربعة عناوين رئيسية كما يلى:
أولاً: "نقد نظرية وتجارب التنمية السائدة.
ثانياً: "اقتراح بديل فكري جديد – غير المعتاد- لتحليل النظام الرأسمالى القائم.
ثالثاً: "إعادة قراءة تاريخ التكوينات الاجتماعية الراهنة.
رابعاً: "تأسيس منهج قراءة المجتمعات تحت عنوان"المجتمعات ما بعد الرأسمالية".
وأوضح أن دراسته للتشكيلات الاجتماعية للمجتمعات فى صورتها فترة ما قبل الرأسمالية والرأسمالية، سواء في الدول المتقدمة (فى المركز)، أو المتخلفة ( فى الأطراف) أتاحت للراحل تحقيق مسح بحثي شامل لهذه الدول من حيث تاريخها الاقتصادي / الاجتماعي، التطور الدولتي (نسبة إلى الدولة وتطورها السياسي)، وبيروقراطياتها ( أجهزتها الإدارية)، وطبيعتها الطبقية، وأنماط انتاجها، وأصولها الثقافية، فاتسمت كتاباته بالموسوعية، والشمولية، والمقاربة متعددة المستويات.
وجاءت كلمة المهندس منير عيّاد التي شارك بها في الندوة تحت عنوان "الثقافة ودورها عند سمير أمين"، واستشهد فيها بكتابه "نحو نظرية للثقافة".
وقال عياد إن الحزب استضاف سمير أمين في الحزب في السنوات الأخيرة من حياته لمناقشة الكتاب، وخلال الاستضافة قال له أمين إنه ليس لديه مخطوط الكتاب رغم كونه كتاب مهم، وأنه حزين لعدم قراءته بين العامة.
وجاءت مداخلة المهندس ممدوح حبشي، الخبير الهندسي المصري الشهير، جاءت بعنوان "دور سمير أمين في حركة مقاومة العولمة الأمريكية"، وأكد فيها أن الحدود المحلية والإقليمية وحدها لا تكفى بالضرورة محوراً أساسياً في كتابات سمير أمين، وهو ما نلمسه حتى يومنا هذا.
وأوضح أن مسألة ما يطلق عليه بـ"الجنوب العالمي" ومسألة التنمية الحقيقية التي لم تتحقق إلا بصدام مباشر مع الإمبريالية هي أهم إنجازات سمير أمين، ومع ذلك هناك امتناع لدى قطاع عريض حول تلك الفرضية.
وأضاف حبشي أن سمير أمين كان لديه قناعة بأن العولمة هى الأساس، وأن الصدام بين المشروع الناصرى ليس صداماً لعدم ارتباط الرجل إيدولوجيا ولكن لأن المشروع الناصرى كان مستقراً.
وحضر الندوة الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، والكاتبة أمينة شفيق، وعدد كبير من قراء المفكر الكبير الراحل.