قال مدحت سنجار، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، إنهم دائمًا مع الحلول السياسية للمشاكل، ومستعدين للتباحث والمفاوضات في كل ما يخص الشأن التركي، مع أردوغان، ولكن الحكومة التابعة لأردوغان لا تريد حل المشكلات بالحلول السياسية، وتمارس سلطتها في التعامل مع المشكلات وتزيد من حدة توتر المعارضة، مؤكدا انه لن يحدث سلام في تركيا طالما بقي أردوغان في السلطة.
وشدد سنجار على أن أردوغان لا يريد ديمقراطية ولا حرية في تركيا، ويريد أن يمنع حزبنا من العمل السياسي، ويعلم أننا لدينا قدرات هائلة فيما يتعلق بعلاقتنا مع الشعب.
وأشار سنجار إلى أن الصراعات المعلنة في تركيا، يعلم الجميع تفاصيلها، إذ انتهت بتأسيس بعض مؤسسي حزب العدالة والتنمية، أحزابًا جديدة، مثل علي باباجان وأحمد داود أوغلو، كما أن هناك صراعات أخرى داخل الحزب، محاطة بسرية وغير معلنة، مثل صراع سليمان صويلو، وزير الداخلية، مع صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير المالية بيرات البيراق، مشيرًا إلى أن أردوغان يسعى جاهدًا لاحتواء تلك الصراعات التي تصل في بعض الأحيان إلى صراعات مسلحة.
وفيما يخص القضية الكردية بالنسبة لأردوغان، قال سنجار إنه "بين عامي 2013 و2015 كانت هناك عملية سلام، وكان أردوغان رئيس وزراء، وتباحث مع الكرد، وفي الحقيقة كانت هناك تحركات للحكومة فيما يخص الملف الكردي لإيجاد حلول، لكن ذلك لم ينجح، ولم تحدث أي إيجابيات منذ 5 سنوات، فمنذ 2015 بالتحديد، هناك حروب سياسية بين الأكراد وممثلي سياسة أردوغان".
وتابع: "قبل 4 سنوات في تموز /يوليو 2015 كانت هناك انتخابات برلمانية، وحصل حزب الشعوب على الكثير من الأصوات، ولأول مرة يخسر أردوغان، فلم يحدث له هذه النتيجة من قبل، ومنذ ذلك التاريخ وهناك ممنوعات ومحرمات كثيرة، وعمليات ضد السياسيين العاملين معنا، ونحى أردوغان الكثير من الجمعيات، حتى فيما يخص الأعمال الحكومية استبعدهم، ليس فقط في تركيا، بل في المنطقة عامة، حيث شن الكثير من الحروب السياسية ضد الكرد في سوريا".
وفي إجابته على سؤال "هل تعد سياسة أردوغان مع حزب الشعوب الديمقراطي امتدادًا للمعارك مع حزب العمال الكردستاني؟"، قال سنجار أن هناك الكثير من التباحثات والاتصالات السياسية بيننا، ومعاملات دائمة، وهناك عداوة غير ظاهرة ضد الحزب، وما يخصنا أن كثيرًا من الأصدقاء في السجون الآن، مثل دميرطاش وغيره، فنحن حزب شرعي يضم 6 ملايين صوت في آخر انتخابات خضناها، وهذا أكبر حزب في البرلمان، لكن أردوغان لا يريد ديمقراطية أو حرية، بل يريد حكم سلطة الفرد وقمع المعارضين.
وحول أسباب الخلاف بين أردوغان وحزب الشعوب الديمقراطي، قال حزب الشعوب الديمقراطي: "نحن مستعدون للتباحث والمفاوضات في كل ما يخص الشأن التركي ومع أردوغان، وهناك حوار معنا، نحن بالطبع نريد ذلك، والمباحثات أيضًا هي حل للمشاكل القائمة، وهناك مباحثات وعلاقات، لكن هذه الحكومة لا تريد حل تلك المشاكل بالحلول السياسية، بل تمارس سلطتها في التعامل مع تلك المشاكل، وتزيد حدة التوتر للمعارضة، وبمثل تلك العقلية السياسية لن نصل لحل وحكومة أردوغان لا تريد ذلك".
وفيما يتعلق بأسباب عزل رؤساء البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي، واستمرار حبس الرئيس المشترك له صلاح الدين دميرطاش، قال سنجار: "أردوغان لا يريدنا أن نمارس السياسة، يعلم أن لدينا قدرات هائلة فيما يتعلق بعلاقتنا مع الشعب، ولديه تحالف مع الشيوعيين الأكراد، وبعض الرجال ممن يعملون مع أردوغان ضد الأكراد وسياستهم، ولا يريدون إعطاء الأكراد أي حقوق، أو فرصة للحكم الذاتي، وهو حق شرعي لهم".
وأضاف: "أردوغان لا يريد إعطاء أي حقوق لكرد سوريا، حتى الحكم الذاتي لهم، فقد احتل عفرين بالشكل العسكري الذي رأيناه جميعا، وكل تلك العمليات سببها الوحيد أنه ضد الكرد، لذلك نقول إنه مع استمرار تلك السياسة التي يمارسها لن يحل سلام على وجه الأرض، فالمشكلات يجب حلها عن طريق الحوار، لكن حكومة أردوغان لا تريد الحوار مع كرد سوريا، فقط، يريدون إخضاع الكرد بشكل عسكري".
وتابع رئيس حزب الشعوب الديمقراطي: "لا يوجد حكم ذاتي في تركيا، فهناك 100 عرق، وانتخابات البلدية منذ 5 سنوات أقيمت، وأعفي رؤساء البلديات من عملهم مع أنهم تم انتخابهم، فهذه الحكومة لا تريد انتخابات بلدية سليمة طبيعية تجرى في تركيا، ولا تسمح بعمل أي حكم ذاتي لأي جماعة موجودة، نحن نريد أن نمنع القوة والعنف والصراعات الداخلية، وهذا يعني السلام الذي نريده ونسعى إليه بشكل دائم، ونريد نفس الحقوق فيما يخص الديمقراطية والسلام لكل الشعوب ذات العقائد المختلفة، ونحن نكافح من إجل ترسيخ الحوار بين الأديان، وإنشاء حركات سلمية لحل كل الأزمات بشكل سلمي وديمقراطي في الشرق الأوسط".
وفيما يخص دعم أردوغان لجماعة الإخوان والمنظمات الإرهابية في سوريا وليبيا، قال الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي، مدحت سنجار، "أردوغان كان يسعى لتمكين حكومة من الإخوان على الأراضي السورية، قبل أن تظهر داعش، ونعتقد أن الأخيرة جاءت من رحم الإخوان، ولم يكن لدى حكومة أردوغان القدرة على إرساء تلك المنظمات على الأرض، ففشلت داعش في كوباني، وقبلها فشل الإخوان، بعد أن وقف أمامها القوات الكردية، ومن وقتها وأردوغان يحاول التحكم في مدن أخرى في سوريا".
ووصف سنجار تدخل أردوغان في ليبيا بأنه "مغامرة غير محسوبة"، مؤكدا أن حزبه ضد التدخل العسكري في ليبيا، وأنهم يريدون حل تلك المشاكل بعيدًا عن الصراعات المسلحة، وبالشكل الدبلوماسي الذي ينمي العلاقات الطبيعية بين الدول.