أعرب رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي عن رفضه التام لأي تدخل في السيادة العراقية بما في ذلك التدخلات التركية والانتهاك التركي المتكرر لسيادة العراق، داعيا إلى الاحترام المتبادل بين الطرفين، وشدد خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة على عدم السماح لأي جهات خارجة عن القانون أو جهات مصنفة على أنها إرهابية لاستخدام الأراضي العراقية في مهاجمة جيرانها، معتبرا أن شعب العراق تصدى للأجندات الخارجية التي كانت تسعى إلى تقسيم العراق إلى مناطق متعددة، وقال أن العراقيين أفشلوا فكرة تقسيم العراق عبر قضائهم على إرهاب تنظيم "داعش".
وطالب "الحلبوسي" الدول العربية بدعم بلاده في ملف المياه، بعدما منعت تركيا الحصة العراقية من المياه وهددت أمنها المائي، وأوضح أنه تحدث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن دور الجامعة لضمان الحصص المائية للعراق، مشددا على تمسك العراق بعروبته.
وقال "الحلبوسي" ان مجلس النواب العراقي سيعمل على وضع آليات حقيقية وصارمة في ملف محاربة الفساد الذي أثر بشكل سلبي على الدولة العراقية مما انعكس سلبيا على أداء الخدمات للمواطنين، وتعهد رئيس مجلس النواب العراقي بأنه سيقوم بدور واضح وحقيقي لدعم الحكومة في هذا الملف واصدار التشريعات اللازمة لمكافحة الفساد وإصلاح بعض المؤسسات الحكومية، وممارسة الدور الرقابي للبرلمان بشكل صارم في ملف مكافحة الفساد، من أجل نجاح الحكومة العراقية والبرلمان في إيصال الخدمات لكل أبناء العراق، كما تعهد أيضا بالوقوف بشكل صارم في وجه التآمر الخارجي.
الانفتاح على العرب للمساهمة في إعادة الأعمار
وقال الحلبوسي إنه خلال زيارته للقاهرة التي تعد زيارته الخارجية الأولى، وجد ترحابا عاليا من المسئولين في مصر بتعزيز العلاقات مع العراق والتأكيد على مشاركة مصر في إعادة الإعمار، إلى جانب ترحيب كبير لتسهيل فتح ملحقية ثقافية ودخول رجال الأعمال العراقيين إلى مصر.
ولفت الحلبوسي إلى أنه تمكين الشباب والمساهمة في تفعيل دورهم يعد من أولويات البرلمان العراقي الحالي، مشيرا إلى أن أكثر من 50% من أعضاء النواب العراقي هم من الشباب.
وتابع: "إننا في العراق نعمل على مواجهة التحديات المقبلة عبر إصلاح اقتصادي وانفتاح عربي قوي"، مشيرا إلى العراق الآن يعيد علاقته بأخوته العرب.
كما دعا الدول العربية لمساعدة بلاده في إعادة الإعمار والوقوف بجانب الاقتصاد العراقي.. وقال: إننا نعمل الآن على الإصلاح بين الدول العربية فيما بينها، مشيرا إلى أن تلك الخلافات تلقي بظلالها على المنطقة.
وشدد "الحلبوسي" على إن الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي أثبتت وحدة العراقيين، إذ امتزجت الدماء من كل طوائف الشعب، معربا عن أمله في مساندة العراق خلال مرحلة إعادة الإعمار، لأن الضرر الذي تعرض له كان كبيرا جدا.
وأكد رئيس البرلمان العراقي، أن بلاده ستكون نقطة لالتقاء جميع الفرقاء والعمل على تصفية الخلافات، بقوله: "سنعمل على أن نكون إيجابيين في المنطقة، وإيجاد حلول مشتركة لدول جوار العراق، وألا نكون ساحة للخصومات السياسية، بل نكون نقطة التقاء الفرقاء، وحل المشاكل بطريقة سلمية تنعكس إيجابا على العراق وشعبه".، مضيفا: "ليس هناك أي تدخل في سيادة العراق، وأن بلاده تحترم من يحترم سيادتها، معربا عن رفضه التدخل في سيادة العراق جملة وتفصيلا".