حمل "حوار المنامة" المنعقد حاليا في العاصمة البحرينية بمشاركة مسؤولين دبلوماسيين وعسكريين من الدول الكبرى، الكثير من الاجابات عن الأسئلة والملفات المفتوحة حاليا في الشرق الأوسط، وخاصة بعد الزيارة الرسمية الأولى من نوعها التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الى سلطنة عمان، والتلميحات السعودية الايجابية حول قطر والتي رجحت التوقعات بطي صفحة الأزمة الخليجية المستمرة منذ قرار المقاطعة في صيف 2017، حيث جاءت مجمل تلك التطورات قبل شهرين من انعقاد القمة الخليجية الأمريكية في يناير المقبل، والتي يتوقع خلالها الاعلان عن تشكيل تحالف خليجي-أمريكي لمواجهة "الأنشطة الإيرانية الخبيثة" في المنطقة، بمشاركة كل من مصر والأردن.
محاولات تصالحية مع الدوحة
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن التعاون العسكري مع قطر لم يتأثر رغم الخلاف بين الدولتين.
وأكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده تؤيد بقوة تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، الذي تقترحه الولايات المتحدة، ويشمل عضوية قطر، موضحا أن بلاده عقدت اجتماعات في الرياض مؤخرا مع كل دول مجلس التعاون ومع مصر، بمشاركة الدوحة لوضع اطار عمل مشترك حول هذا الموضوع.
وأوضح، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة البحرينية المنامة، على هامش أعمال منتدى حوار المنامة، إن التمارين العسكرية مستمرة واللجنة الوزارية تلتقي في مواعيدها من أجل التعامل مع الأمور الوظيفية، مثل التعليم والصحة وغيرها، وذلك حتى يتم حل الأزمة مع قطر. ويأتي هذا التصريح السعودي بعد أيام من إشادة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، باقتصاد قطر، خلال مؤتمر مستقبل الاستثمار في السعودية الذي عقد في الرياض بقوله أنه "رغم خلافنا مع قطر، فلديها اقتصاد قوي، وستكون مختلفة تماما بعد 5 سنوات".
وقال الجبير أن دول مجلس التعاون الخليجي ضمنت عدم تأثر التعاون العسكري والأمني بينها بالخلافات السياسية مع قطر، موضحا أن "هناك عددا من الضباط القطريين في القواعد العسكرية في البحرين، والعكس صحيح بوجود ضباط خليجيين بقاعدة العديد القطرية".
ومن جانبه، حدد وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية، 3 شروط قال إن بلاده تضعها كشروط أساسية يجب أن تسبق حل الأزمة الخليجية، وقال الوزير القطري في مؤتمر بعنوان: "أزمة الخليج وآثارها.. مقاربات علمية"، بالعاصمة القطرية الدوحة، اليوم السبت: "أي حل للأزمة يجب أن يسبقه اعتذار للشعب القطري، ثم رفع ما وصفه بالحصار، والجلوس على طاولة الحوار". وصعد المسؤول عن الدفاع في قطر من لهجته، مؤكدا على قدرة الجيش القطري على التصدي لأي عمل عسكري يستهدفها، وأن الدوحة استطاعت إفشال أي عمل عسكري ضدها، مشيرا إلى ان الدوحة "تمتلك أسلحة ردع" لحماية نفسها والحفاظ على أمنها واستقرارها.
وقال السفير الأمريكي لدى الكويت، لورانس سيلفرمان، في تصريحات صحفية اليوم، إن حديث ولي العهد "كان إيجابيا بشكل عام"، لافتا إلى أن بلاده "ترغب بشدة في رؤية دول الخليج موحدة". وأكد السفير الأمريكي في الكويت على أن "وحدة الخليج ضرورية ومهمة لجميع دول الإقليم بسبب التحديات التي تواجهها المنطقة خصوصا من إيران"، موضحا أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال خلال زيارة الأمير الشيخ صباح الأحمد لواشنطن إن الوقت قد حان لعودة قطر لمنظومة دول الخليج.
تحرك عُماني للسلام مع اسرائيل
وقال وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي، اليوم السبت، إن إسرائيل دولة من دول الشرق الأوسط، وإن نتنياهو هو من أبدى رغبة في زيارة السلطنة لمناقشة قضية السلام، وعرض وجهة نظره في حل الخلافات بالمنطقة، موضحا أن المفاوضات غير متوقفة، وأنه على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي التوصل إلى سلام لمصلحة الطرفين. وأكد على أنه يجب على الشعب الفلسطيني أن يحصل على دولته المستقلة، وأن يتعايش مع نظيره الإسرائيلي، وعلى الفلسطينيين أن يبدأوا رحلة جديدة من أجل المستقبل وبناء الدولة الفلسطينية ودعمها.
وأكد وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، أن بلاده لا تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وفلسطين، ولكنها "تقدم تسهيلات وأفكار لمساعدة الطرفين على التقارب".
وقال: "نشعر بتفاؤل شديد حيال هذا الاقتراح لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. سيكون الحل مفيدا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وقال وزير الخارجية العماني أن القضية الفلسطينية هي أساس المشكلات كلها التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن الماضي، معتبرا أن الزمن أصبح الآن مناسبًا للتفكير بجدية للتخلص من المشكلات التي لا تسمح لدول المنطقة بالتطور الذي تستحقه.