يبدو أن وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري قد استغل زيارته الأخيرة للقاهرة للمشاركة في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، للتحرك إزاء التوتر الأخير في علاقات بلاده بالجزائر، بعد ان هتف جمهور مباراة بين فريقين عراقي وجزائري في البطولة العربية باسم الطاغية "صدام حسين".

فقد أعلنت وزارة الخارجية العراقية عن لقاء جمع الجعفري مع رئيس الوفد المغربي المشارك الاجتماع الذي عقد الثلاثاء، وقال مكتب الجعفري في بيان، إن "وزير الخارجية إبراهيم الجعفري اختتم مشاركته في اجتماعات الدورة الـ 150 ل‍مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في العاصمة المصريَّة القاهرة بلقاء كاتبة الدولة لدى وزير الشُؤُون الخارجية والتعاون الدولي المغربي مونية بوستة، وجرى في اللقاء بحث سير العلاقات بين بغداد والرباط، وسبل تعزيزها بما يحقـق مصالح الشعبين الشقيقين".

أكد "الجعفري" على ضرورة تسهيل إجراءات منح سمات الدخول "الفيزا" للعراقـيين الراغبين في زيارة المغرب.

وأضاف الجعفري، بحسب البيان، أن "العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع دول العالم كافة خُصُوصاً الدول العربيَّة"، مؤكدا "علينا العمل على وضع آليَّة، وتسهيل إجراءات منح سمات الدخول (الفيزا) للعراقـيِّين الراغبين في زيارة المغرب، وأيضا فتح سفارة في بغداد للدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام، إضافة الى أهبة تضافر الجهود، والتعاون في المجال الأمني والاستخباراتي ومُواجَهة التحدِّيات الإرهابيَّة".

من جهتها، رأت بوستة، أن "مواقف المغرب ثابتة تجاه وحدة وسيادة العراق وعودة أمنه واستقراره"، داعية الى "عقد اللجنة العليا المشترَكة في الفترة المقبلة، لما لها من أثر كبير في فتح آفاق جديدة للتعاون المُشترَك، ومنها التنسيق لإعادة فتح السفارة المغربيَّة ببغداد"، مؤكدة "سعي بلادها "العمل على تعزيز المشاورات السياسية بين البلدين وزيادة حجم التبادل الاقتصادي، وتبادل الخبرات في مختلف المجالات".

وفي مؤتمر صحفي عقده الجعفري في ختام زيارته للقاهرة بمقر سفارة بغداد لدى مصر، قال الوزير العراقي ان ما حدث من الجمهور الجزائري لم يراع كرم العراق الدائم مع كافة البعثات الرياضية الجزائرية التي جاءت للعراق على مدار تاريخه، معربا عن استيائه الشديد لما صدر من الجمهور الجزائري تجاه الشعب العراقي بسبب هتافات "صدام حسين"، مطالبا السلطات الجزائرية برد حاسم وقوي لحفظ العلاقة القوية بينهما، واصفا ما حدث في مباراة كرة القدم التي جمعت فريقي القوة الجوية العراقي واتحاد الجزائر الجزائري، بأنه علامة سوداء في تاريخ العلاقات بين البلدين.