اتّفاق مصري-سعودي على مواجهة التدخّلات الإقليمية والتمسّك بشروط المصالحة مع قطر
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بقصر الاتحادية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بقصر الاتحادية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية وأن أمن واستقرار المملكة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وخلال لقاء الرئيس المصري بالأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، تم الاتفاق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشئون السيادية لدول المنطقة ومحاولات بث الفرقة بينها، والتي أفضت مؤخراً إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها، حيث شدد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر، بأن الرئيس السيسي رحب بالأمير السعودي في بلده الثاني، وطلب نقل تحياته للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، منوهاً للتقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعباً للمملكة العربية السعودية في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وأفادت مراسلة قناة العربية السعودي، بأنه جرى التأكيد بين مصر والسعودية على مواجهة التدخلات الإيرانية. كما أفادت بتمسك السيسي ومحمد بن سلمان بشروط المصالحة مع قطر من دون أي تنازل، وذلك بالتزامن مع لقاء أمير قطر تميم بن حمد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول واتفاقهما على الدعم المتبادل لتخفيف حالة العزبة الإقليمية والضغوط التي تتعرض لهما الدوحة وأنقرة بعد توتر علاقاتهما بالعديد من دول المنطقة.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أشار الرئيس المصري إلى حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع السعودية في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط وتعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية، بحسب بيان الرئاسة المصرية.
من جانبه؛ نقل الأمير محمد بن سلمان إلى السيسي تحيات العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمراراً لمسيرة العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعماً لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والسعودية، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلاً عن البناء على ما سبق وأن تحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة الأخيرة بين مسئولي الدولتين.
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة؛ تناولت المباحثات عدداً من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية ويصون مقدراتها ويحقق طموحات شعوبها، لا سيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
وأضاف السفير بسام راضي أن الرئيس السيسي قام باصطحاب ولي العهد السعودي إلى مطار القاهرة لتوديعه عقب اختتام الزيارة.
وقد أعرب ولي العهد عن خالص تقديره لحفاوة الاستقبال والمشاعر الصادقة التي لاقاها خلال الزيارة، مؤكداً ما يعكسه ذلك من عمق ومتانة العلاقات الممتدة التي تربط بين البلدين حكومةً وشعباً، ومتمنياً لمصر وشعبها دوام الازدهار والتقدم.