الجزء الثاني:الواقع الزراعي في عفرين ماقبل الاحتلال التركي ومابعده

مع بدء هجمات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين في العشرين من شهر كانون الثاني 2018 نال القطاع الزراعي النصيب الاكبر من الانتهاكات بمختلف انواعها من قطع للاشجار وحرق وسرقةفي تحد واضح للقوانين والاعراف الدولية.

تعيش مقاطعة عفرين منذ الثامن عشر من آذار 2018، مرحلة صعبه تتمثل في تعرضها لابشع انواع الانتهاكات والجرائم البشعة والمخالفة لكل القوانين الانسانية والاخلاقية ،حيث كانت المقاطعة الاكثر امناً واستقراراً قبل الاحتلال التركي وكانت أبوابها مفتوحة أمام كل ضحايا الحرب في سوريا حتى اصبحت النموذج الأفضل للديمقراطية في سوريا.

ويعتمد سكان مقاطعة عفرين عبر التاريخ على القطاع الزراعي بمختلف انواعه في معيشتهم وبشكل خاص زراعة اشجار الزيتون .

حيث تبلغ أعداد أشجار الزيتون فيها بنحو 20 مليون شجرة تعود ملكيتها لسكان المقاطعة الاصليين ، في ناتج سنوي يبلغ أكثر من 270 ألف طن من الزيتون، أي ما يعادل نحو 55 ألف طن من زيت الزيتون،

بما يعادل نحو 20% من إجمالي مزارع الزيتون في سوريا والتي جعلتها المدينة الأولى في البلاد من حيث زراعة الزيتون وانتاج الزيت،

وفي العشرين من شهر كانون الثاني 2018 شن الاحتلال التركي هجوماً عنيفاً على مقاطعة عفرين بهدف احتلالها مستخدماً في هجومه في اليوم الأول 79 طائرة حربية، مئات الدبابات والمدافع، آلاف الجنود إلى جانب ما يزيد على 25 ألف مرتزق من بقايا فلول الجماعات الإرهابية التي عاثت إرهاباً في عموم سوريا خلال سنوات من عمر الأزمة السورية.

وكغيره من القطاعات الاخرى التي استهدفها الاحتلال التركي كان للقطاع الزراعي النصيب الاكبر من الانتهاكات والسلب والسرقة حيث عمد الاحتلال التركي ومرتزقته الى قطع اكثر من 150 الف شجرة زيتون واشجار حراجية كما وتم قطع 300 شجرة معمرة للاتجار بحطبها بالاضافة ل 15 الف شجرة سنديان كما أيضا تم حرق اكثر من 10 الاف شجرة زيتون واشجار حراجية وحرق المحاصيل الزراعية بمايعادل 2180 دونم، بالاضافة لسرقة ونهب

140 معصرة زيتون من اصل 300 معصرة وسرقة 7 معامل للبيرين والصابون

كما وبلغ كمية زيت الزيتون المسروق والذي بيع في الاسواق الاسبانية كمنتج تركي 70 الف طن

لموسم 2018 ماعدا موسم 2019

فرض الضرائب على المزارعين

الى جانب عمليات السرقة والنهب وحرق الاشجار عمدت المجموعات الارهابية التابعة للاحتلال التركي الى إتباع سياسات اخرى هادفة الى التضييق على المزارعين ومنها فرض أسعار مخفضة لشراء صفائح  زيت الزيتون،

وفرض ضرائب على مزارعي الزيتون ومعاصرهم،والاستيلاء على الاراضي الزراعية المملوكة للمهجرين قسراً منها .

وكانت مصادر محلية قد أكدت مراراً لوكالة فرات للانباء بفرض سلطات الاحتلال التركي ضرائب على شكل إتاوات على مزارعي الزيتون في المقاطعة  وبأنه هناك ضرائب عديدة ، منها ضريبة الوصول لمزارع الزيتون وجني محصولها،وضريبة نقل الزيتون إلى المعاصر وضريبة بيع زيت الزيتون.

بالاضافة لمنع المزارعين من تصدير زيت الزيتون لخارج المناطق المحتلة والذي اكده لوكالة فرات للانباء عدد من مالكي مكاتب الشحن داخل المقاطعة المحتلة .

اعترافات مسؤولي العدالة والتنمية بسرقة زيتون عفرين

وكان مسؤولون أتراك اعترفوا، باستيلائهم على زيت الزيتون من مزارع عفرين بعد نقاشٍ حاد تحت قبّة البرلمان التركي.

في حين نفى وزير الخارجية التركية، مولود تشاووش أوغلو، الذي كان حاضراً في جلسة مناقشة ميزانية تركيا لعام 2019-2020، الاتهامات الموجهة لبلاده بسرقة عائدات مزارع الزيتون في عفرين.

وجاء نفي وزير الخارجية رداً على نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض للشؤون الخارجية، أونال تشيفكيوز، الذي قال لأوغلو إن "عناصر مايسمى بالجيش الوطني السوري سرقوا زيت عفرين وهرّبوه إلى تركيا بطرقٍ غير شرعية"، بينما رد برلماني آخر من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عليه قائلاً: "نعم يتمّ توريد الزيت إلى تركيا ونحن نقبل بحدوث هذا الأمر".

وتعمل تركيا منذ احتلالها لمقاطعة عفرين على تصدير زيت الزيتون لأوروبا من خلال تزوير شهادة بلد المنشأ، وفقاً لصحيفة Público الإسبانيّة والتي كشفت في تقريرٍ لها بالوثائق عن أن قرابة 19 مليون يورو هي عائدات بيع زيت زيتون عفرين لإسبانيا وحدها.

وكان عضو حزب العدالة والتنمية، وزير الزراعة التركي بكر باكدميرلي قد اعترف بعمليات النهب والسرقة التي جرت وما زالت تجري في مدينة عفرين المحتلة.

وأقر باكدميرلي بهجمات العصابات والمجموعات الإرهابية التابعة للإحتلال التركي على بساتين الزيتون وقطفها وبيعها في تركيا.
وأجاب باكدميرلي على أجوبة البرلمانيين في حزب الشعوب الديمقراطي خلال لجنة التخطيط والميزانية وقال: "إن الموضوع الذي يتعلق بعفرين هو كالتالي: نحن كحكومة لا نريد أن يستولي حزب العمال الكردستاني على انتاج عفرين، لذلك نريد أن نستولي على كامل إنتاج عفرين".

وأوضح: "نريد أن نبيع 50 ألف طن من زيتون عفرين لخارج البلاد، حتى الآن قمنا بقطف 600 طن من الزيتون وأخذناه إلى تركيا".

وكان صلاح ايبو نائب رئيس هيئة الزراعة في مقاطعة عفرين المحتلة قد أشار لوكالة فرات للأنباء ANF من خلال تقرير اخباري اعدته الوكالة والذي تناول استهداف القطاع الزراعي وبالاخص محصول الزيتون الى الانتهاكات الممارسة من قبل الاحتلال التركي ضد القطاع الزراعي وبالأخص محصول الزيتون،منوهاً بأن الاحتلال التركي و مرتزقته سرقوا محصول القمح، وبأن أكثر من عشرين طن تم سرقته ونهبه وتهريبه إلى تركيا

وأشار إلى أنهم كهيئة زراعية ومن خلال متابعتهم للشان الزراعي في الداخل رصدوا كيف عمد الاحتلال التركي إلى تخفيض سعر شراء المحصول من الفلاحيين مقارنة بأسعار الإدارة الذاتيه قديماً إضافة إلى الضرائب التي فرضها الاحتلال التركي من خلال مرتزقته ومجالسه على أشجار الزيتون .