جلسة خاصّة لمناقشة انتهاكات الاحتلال التركي في عفرين بمبنى الامم المتّحدة في جنيف

أقامت "المؤسّسة الإيزيديّة" بالتعاون مع مؤسّسة "إيزدينا" جلسة نقاش في مبنى الأمم المتّحدة بمدينة جنيف السويسريّة, تناولت الانتهاكات التي ترتكبها قوى الاحتلال التركي بحقّ أهالي عفرين عامّة والإيزيديّين والمسيحيّين على وجه الخصوص.

وحضر الجلسة مفوّضون من الأمم المتّحدة وممثّلو منظّمات حقوقيّة دوليّة, حيث قدّمت المؤسّسة الإيزيديّة وثائق بالانتهاكات التي ترتكبها الفصائل الإرهابيّة المواليّة لتركيا بحقّ مدنيّي عفرين, ووصفوها ب"جرائم حرب ممنهجة", كما أشار المفوّض الحقوقي, ليوناردو بيريز, الذي كان يدير الجلسة, إلى الدولة التركيّة كونها دولة احتلال "لكنّ المجتمع الدولي لم يعترف بذلك رسميّاً على الرغم من إجماعه على أنّ الدولة التركيّة هي دولة احتلال".

وأكّد بيريز على ضرورة اتّخاذ الأمم المتذحدة إجراءات عاجلة لإنهاء احتلال عفرين, مضيفاً "يجب أن يتمّ إعداد تقارير دوريّة عن الانتهاكات التي تتمّ في عفرين, وإرسالها إلى نيويورك, لتأخذ شكلاً رسميّاً ويتمّ إصدار قرار أمميّ بذلك".

وتحدّث مدير "المؤسّسة الإيزيديّة" حسو هورمي, لوكالة فرات للأنباء ANF قائلاً: "بعد أن حصلنا على الصفة الإستشاريّة لدى الأمم المتّحدة بشكل رسمي, بدأنا بعقد جلسات نقاش حول المآسي التي تعرّض لها الشعب الإيزيدي بالعموم, وفي عفرين مؤخّراً على يد قوى الاحتلال التركي".

وأضاف هورمي بالقول: "تطرّقنا في جلسة جنيف إلى واقع الأقلّيات في سوريا, والممارسات العنصريّة التي تتعرّض لها, إلى جانب نقاش مسألة حقوق الإنسان في عموم سوريا. وشارك كلّ من مركز السلام, مؤسّسة إيزدينا ومنظّمة زغروس لحقوق الإنسان, إلى جانب منظّمة كولومبيّة معنا في تنظيم هذه الجلسة".

وعُرض فلم قصير يوثّق الانتهاكات التي يتعرّض لها أبناء مقاطعة عفرين المحتلّة, أعدّته مؤسّسة إيزدينا, حيث لفت مدير المؤسّسة, علي عيسو في حديثه لوكالتنا إلى أنّ المؤسّسة تقوم بجمع الوثائق والأدلّة حول عمليّات التعذيب الممنهج التي تقوم بها قوى الاحتلال التركي بحقّ مدنيّي عفرين, و"الممارسات العنصريّة بحقّ أبناء الشعب الإيزيدي هناك".

وأكّد عيسو على ضرورة التحرّك لمواجهة هذه الانتهاكات, مضيفاً "لقد عقدنا عدّة لقاءات مع ممثّلين عن منظّمات حقوقيّة أوروبيّة وأخرى دوليّة, شرحنا فيها معاناة الشعب الإيزيدي, على يد تنظيم داعش الإرهابي, إبّان هجومه على شنكال, وأيضاً على يد الفصائل المسلّحة التي تدعمها الدولة التركيّة.. سنقوم بعقد جلسات أخرى قريباً للتعريف بمعاناة الشعب الإيزيدي".

كما سلّطت الجلسة الضوء على ممارسات الفصائل الإرهابيّة بحقّ المرأة في عفرين, حيث تحدّث الناشطة النسويّة, أفين خليل عن تلك الممارسات قائلة "بعد احتلال عفرين, عمدت الفصائل الإرهابيّة إلى فرض إجراءات قسريّة على المرأة, فيما يتعلّق بلباسها ودراستها وخروجها وألخ.. كلّ تلك الممارسات هي غريبة عن مجتمعنا.. في عفرين, تعمل قوى الاحتلال على فرض ديانة واحدة على الشعب, دون المبالاة بتواجد أديان وعقائد متعدّدة في عفرين".

وطالبت خليل المجتمع الدولي بالتحرّك فوراً لوقف معاناة شعب عفرين "الإيزيديون منهم على وجه الخصوص", داعية الأمم المتّحدة والاتحاد الأوروبي بالضغط على تركيا "لإخراج جيشها وكافة الفصائل الإرهابيّة من عفرين, وضمان عودة آمنة لأهلها المهجّرين قسراً".