الحزب الديمقراطي الكردستاني استخرج رفات 67 شهيداً من شهداء الإبادة ودفنهم دون إجراء فحص الحمض النووي

قال ممثل مؤسسة بتريكور، خيري إبراهيم: "تم فتح المقبرة الجماعية الواقعة بين خانصور وسنون بشكل غير قانوني من قِبل سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK وتم دفن جثامين 67 شهيداً أمام شرف الدين دون إجراء فحص الحمض النووي، ولكن لم يتضح من هؤلاء!"

بعد ارتكاب الإبادة التي وقعت بتاريخ 3\8\2014، أصبحت المقابر الجماعية واحدة من أكثر القضايا المؤلمة للمجتمع الإيزيدي في شنكال، حيث قُتل الآلاف من الإيزيديين على يد داعش، ودُفنوا في مقابر جماعية، ونحن على عتبة الذكرى السنوية العاشرة للإبادة، ولكن بالنسبة للإيزيديين، فإن هذا الجرح لن يندمل، وخلال السنوات العشر، تم التعرف والتأكد من مكان 92 مقبرة جماعية، إلا أنه لم يتم فتح إلا 55 منها فقط، وتشير المعلومات التي قدمها شهود العيان على الإبادة إلى وجود عشرات المقابر الجماعية الجديدة، ويعرب المجتمع الإيزيدي عن استيائه من الحكومة العراقية بسبب استهتارها ولامبالاتها بمسألة المقابر الجماعية ويطالب بالتحرك الفوري.

وتعمل الإدارة الذاتية في شنكال والعديد من مؤسسات المجتمع المدني أيضاً منذ ارتكاب الإبادة وحتى اليوم على خوض الأنشطة لفتح المقابر الجماعية والكشف عن مصير من لا يعرف مصيرهم، وإحدى تلك المؤسسات التي يقع مقرها وسط مدينة شنكال وتعمل بشكل خاص على ملف المقابر الجماعية هي مؤسسة بتريكور، وأفصح ممثل هذه المؤسسة، خيري إبراهيم، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن معلومات مهمة حول المقابر الجماعية في شنكال، منتقداً لامبالاة الحكومة العراقية، مبيّناً أيضاً أنهم قد قاموا برفع شكوى أيضاً ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث لا تزال هذه القضية مستمرة.

"انتشال جثامين 700 شخص من 55 مقبرة جماعية"

وأوضح ممثل مؤسسة بتريكور، خيري إبراهيم، في مستهل حديثه، أنهم قاموا في البداية بفتح وفحص المقابر الجماعية في قرية كوجوي لأول مرة في شنكال في 15 آذار 2019، وأضاف قائلاً: "حتى الآن تم تحديد 92 مقبرة جماعية في شنكال، التي فُتحت 55 منها، وقد تم انتشال رفات حوالي 700 شخص من هذه المقابر الجماعية وإرسالها إلى مؤسسة الطب العدلي في بغداد، وتم التعرف على هوية 204 أشخاص منهم حتى الآن وأُقيمت لهم مراسم تشييع".

وذكر خيري إبراهيم أن أحد الأسباب الرئيسية لعدم التعرف على هويات هؤلاء الأشخاص هو لامبالاة الحكومة العراقية، ولكن نظراً لأن العديد من العائلات رحلت إلى أوروبا دون إعطاء عينة دم لاختبار الحمض النووي، الأمر الذي من شأنه يؤخر الكشف عن هويات الضحايا والتعرف عليهم.

"37 مقبرة جماعية لم يتم فتحها منذ 10 سنوات"

ونوّه خيري إبراهيم إلى أن 37 مقبرة جماعية من أصل 92 تم العثور عليها حتى الآن، لم يتم فتحها بعد، وتابع قائلاً: "إننا أيضاً ندعو المؤسسات المعنية إلى فتح هذه المقابر الجماعية في أسرع وقت ممكن، وبالإضافة إلى المقابر الجماعية التي لم يتم فتحها حتى الآن، تُكتشف مقابر جماعية جديدة، وعندما تُوجه الانتقادات للمؤسسات المعنية، تتذرع بالقول إن عددنا قليل وأن هناك مقابر جماعية كثيرة في جميع أنحاء العراق، ولا تزال هناك مقابر جماعية من حقبة صدام حسين يجري العمل عليها".  

"ربما يتم العثور على مقابر جماعية جديدة خلال الفترات المقبلة"

وبيّن خيري إبراهيم أنه وفقاً للمعلومات التي بحوزتهم والتي استقوها من شهود العيان على المجزرة، ربما يتم العثور على مقابر جماعية جديدة في شنكال خلال الفترات المقبلة، وتحدث قائلاً: "نقوم بالاعتماد على معلومات شهود العيان لتحديد أماكن المقابر الجماعية، حيث هناك بعض الأشخاص الذين كانوا شهود عيان على المجازر التي ارتكبها داعش، وسيقودنا هؤلاء الشهود إلى مقابر جماعية جديدة لم يتم التعرف عليها وتحديدها بعد، ونعتقد أن الكثير من الإيزيديين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً موجودون بين تلك المقابر الجماعية".

"رفات شهداء الإبادة تنجرف بالمياه"

ولفت ممثل مؤسسة بتريكور، خيري إبراهيم، الانتباه إلى مسؤولية مؤسسات وهيئات الحكومة العراقية وانتقد موقفها حيال ذلك بهذه العبارات: "لم تعمل المؤسسات الحكومية التي من المفترض أنها مسؤولة عن حماية هذه المقابر الجماعية وإجراء التحقيق حولها، على القيام بواجبها، ونحن على دراية بأن بعض تلك المقابر الجماعية قد جرفتها المياه، وأخذت الحيوانات رفات هؤلاء الأشخاص، وحُرق بعضها، وهذا الوضع يشكل تأثيراً كبيراً على أقاربهم".  

"الحزب الديمقراطي الكردستاني استخرج رفات 67 شهيداً من شهداء الإبادة بشكل غير قانوني ودفنهم"

وأكد خيري إبراهيم على أن المقابر الجماعية التي يتم فتحها أيضاً تكون بطرق خاطئة وغير قانونية، وطالب العوائل بهذا الصدد، بتقديم شكوى ضد ذلك وفتح دعوى قضائية، ففي عام 2019، قام الحزب الديمقراطي الكردستاني بفتح مقبرة جماعية بشكل غير مصرح به وغير قانوني في المنطقة الواقعة بين خانصور وسنون، ونقل رفات 67 شهيداً من شهداء الإبادة إلى هولير، وأدلى خيري إبراهيم بمعلومات مهمة حول هذا الموضوع، وأضاف قائلاً: "قامت المؤسسات التابعة لإقليم كردستان بفتح المقبرة الجماعية الواقعة بين خانصور وسنون بشكل غير قانوني، وبعد فتح هذه المقبرة الجماعية ونقل رفات الأشخاص الذين تم انتشالها من هذه المقبرة إلى هولير، قاموا فيما بعد بإحضارها إلى شرف الدين ودفنوهم بإقامة مراسم تشييع لهم، ولم يتم حتى الآن تسليم شهادة وفاتهم لعائلاتهم وضاعت حقوقهم، ونحن أيضاً لا نزال نعمل على هذه القضية، حيث هؤلاء الأشخاص الذين دُفنوا في شرف الدين لا بد من إعادة فتح قبورهم واستخراج جثامينهم مرة أخرى، وإرسالها إلى مؤسسة الطب العدلي في بغداد وإجراء فحص الحمض النووي الخاص بهم، وإن هؤلاء الذين دُفنوا أمام شرف الدين، لم يتضح من هم ومن يكونون! كما أنه لا توجد شواهد للقبور وقبورهم على أرض مسطحة مستوية، وعندما يذهب المرء إليها، لا يعرف أن ذلك المكان هو لـ 67 شهيداً من شهداء الإبادة".

"لا تزال جثامين 24 إيزيدياً في هولير"

وقدم ممثل مؤسسة بتريكور، خيري إبراهيم،  مثالاً مختلفاً بخصوص جرائم الحزب الديمقراطي الكردستاني ضد المجتمع والقوانين، حيث أقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 2019، على انتشال جثامين 24 إيزيدياً من مجمع كوهبل من المقبرة الجماعية الواقعة بين الموصل وهولير في منطقة بردي، ونقلهم إلى هولير دون إبلاغ ذويهم، وقال خيري إبراهيم بخصوص ذلك: "وفقاً للمعلومات التي بحوزتنا، تم انتشال جثمان 24 شخصاً من هناك ونقلهم إلى هولير، ولا تزال تلك الجثامين موجودة في هولير منذ ذلك الحين ولم يعيدوهم إلى شنكال بعد".