هسكيف التاريخية مهددة بالغرق تحت مياه السد

هسكيف التي يعود تاريخها لـ 12 ألف سنة، تتحول إلى ضحية سَدِّ عمره 50 سنة وستغرق تحت المياه بسبب سد "إليسو" 199 قرية تابعة لولاية سيرت وماردين وباطمان، حيث غرقت حتى الآن 20 قرية على الأقل.

سد إليسو الذي سيسبب إغراق المَعْلَمْ التاريخي والثقافي الذي يمتد عمره لـ 12 ألف سنة، حيث أن بعد إغلاق بوابات السد  ستغمر المياه كامل المنطقة الواقعة وراء السد لتتحول إلى بحيرة، ومع ارتفاع منسوب المياه، سوف تتسع البحيرة في محيط المنطقة وتغرق بذلك القرى والطرق.

سيتسبب سد "إليسو" بغرق 199 قرية تابعة لولاية سيرت وماردين وباطمان، حيث غرقت حتى الآن 20 قرية على الأقل. ومن هذه القرى (كرماف في ماردين) يمتد حوض السد حتى 35 كيلومتراً. ويخمن أنه حتى الآن دخل 600 مليون متر مكعب من الماء إلى السد وسيكون حجم المياه 10 مليار ونصف متر مكعب.

ووصل طول بحيرة السد الآن إلى 35 كم وما زالت مستمرة بالاتساع، ويقال إن طول البحيرة من حدود ناحية مسرجي وحتى حدود هسكيف هي 40 كم. ويشار إلى أن البحيرة ستصل في كانون الثاني من عام 2020 إلى هسكيف وبذلك ستغمر التاريخ الممتد لـ 12 ألف سنة.

وذكر المواطن رضوان آيهان الذي ولد في ناحية هسكيف التاريخية وترعرع في قلعتها وفي المغارة "أن التاريخ والذكريات والأرض التي عاشوا عليها ستغرق في مياه السد، وقال " في حال وصلت البحيرة إلى المنطقة، لن يكون بإمكانهم بعدها قراءة الفاتحة على قبور أجدادهم."

 

ستغرق المياه تاريخنا

المواطن رضوان آيهان ولد في عام 1967 في ناحية هسكيف وعاش حتى العام 1972 في قلعة هسكيف ومغارتها، وذكر آيهان أن الدولة هجرتهم في عام 1972 نحو النهر. وكانوا يقولون لنا آنذاك "أنكم تعيشون في الكهوف وهذا يؤدي إلى الإساءة لصورة تركيا"، والآن يهجروننا لحجج مختلفة ويريدون إغراق تاريخنا في المياه، وقد أمضيت طفولتي كلها في هسكيف، نحن نحب نمط عيشنا كثيراً ولا نريد الانتقال إلى مكان جديد، وفي حال وصلت المياه إلى هسكيف فإنني لن أستطيع المجيء لقراءة الفاتحة على قبر جدي وأنا الآن قادم للمرة الأخيرة إلى قبر جدي وأودعه، لأنني لن استطيع العودة مجدداً بسبب مياه السد."  

 

لن أغادر منزلي

الآلاف من الأشخاص استمروا بحياتهم في الكهوف، ويوجد في هسكيف 6 آلاف كهف وحتى الآن تعيش عائلتان فيها. المواطن محمد تلكي يستخدم الكهف كمنزل، ويتألف كهف محمد تلكي من ثلاثة طوابق، حيث أن طوابق كهف محمد تلكي أجمل من طوابق المنازل، ويقول محمد تلكي إنه مهما حصل لن يغادروا منازلهم وقال ما يلي: "يغرقون كل ذكرياتنا تحت المياه مع كل ما تحمله من جمال وتاريخ. كلنا أقارب ونريد العيش هنا، ونريد إلغاء المشروع، وإذا أغرقتم أراضي المنطقة تحت المياه فإن الاقتصاد سينهار أكثر، لا نريد أن نهاجر من أرضنا. وهسكيف التي يمتد عمرها لـ 12 ألف سنة سيجعلونها ضحية سد عمره 50 سنة. ولا زال الوقت باكراً ويجب أن يلغوا هذا المشروع الذي يقضي على التاريخ."

 

لا نريد للماء أن تغرق أرضنا

كما ذكر المواطن حسن يلدز أنه بالإضافة إلى منازلهم فإن حقولهم أيضاً ستغرق تحت المياه وقال " لن تبقى هناك أية مساحات لمواشينا ودوابنا، وسينتهي كل شيء هنا، ولا نريد لهذه الأراضي الخيرة أن تغرق تحت المياه، فكل الناس تستفيد من دجلة، ولا نريد لأرضنا أن تغمر تحت المياه، إضافة إلى ذلك يغرق التاريخ والإنسانية أيضاً تحت المياه."