هدية يوسف: تركيا تبتز المنطقة والغرب لضمان استمرار مشاريعها الاحتلالية 

قالت عضو منسقية مؤتمر ستار هدية يوسف إن تركيا تحاول فصل عفرين عن سوريا وضمها إلى أراضيها، عبر عمليات التغيير الديموغرافي في المناطق المحتلة وبناء الجدار في عفرين.

أكدت عضو منسقية مؤتمر ستار هدية يوسف أن دول الناتو والأمم المتحدة يخضعون للتهديدات والاستفزازات التركية ويغضون الطرف عن انتهاكاتها للمعاير العالمية والقيم الإنسانية، وهو ما يشجع الدولة التركية على ممارسة المزيد من الإرهاب ومواصلة الاحتلال. 
وأوضحت يوسف في حوار مع وكالة فرات للأنباء (ANF) أن "تركيا احتلت عفرين بتواطؤ من الجانب الروسي وكان الهدف فتح الطريق أمام تمدد النظام السوري للعودة والسيطرة على المنطقة".
وقالت يوسف إن أهالي عفرين اجبروا على الخروج من أرضهم بالقوة، ومنذ احتلال عفرين - قبل 14 شهراً- تتعرض عفرين لعمليات التغيير الديموغرافي، التطهير العرقي والتتريك من قبل الاحتلال التركي.
وأضافت "تركيا من خلال جلب التركمان وأناس آخرين إلى إقليم عفرين وتوطينهم هناك تحاول إضفاء الشرعية على الاحتلال ووضع أساس للهوية التركية في المنطقة".
وشددت لى أن بناء الجداء العازل في عفرين هو جزء من هذه السياسات التي تطبقها تركيا في عفرين اليوم، في محاولة لفصل عفرين عن سوريا وضمها إلى تركيا، بهذا تحاول الحصول على شرعية لتواجد قواتها المحتلة في عفرين وأن تكون تركيا ممثلة على طاولة المفاوضات بشأن مستقبل المنطقة والشرق الأوسط عندما يحين الوقت.
ولفتت يوسف إلى صمت المجتمع الدولي حيال الانتهاكات التركية واحتلال عفرين، وقالت: "تركيا تجبر الناتو والأمم المتحدة على الصمت من خلال التهديدات، منها: التهديد بفتح طريق اللاجئين نحو أوروبا، قواعد الناتو المتواجدة في تركيا، كذلك موقفها السياسي، وزنها الاقتصادي بالنسبة للغرب. أيضاً هي تتحكم بالجماعات المرتزقة منذ العام 2014 وتستخدمها للقتال لصالح تركيا في الداخل السوري، جميع هذه العوامل تجبر المجتمع الدولي على الصمت حيال الانتهاكات التركية".
وأشارت يوسف إلى العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان من قبل تركيا، حملة الإضراب حتى الموت، الإضراب المفتوح، انتهاكات حزب العدالة والتنمية AKP وتجاوزاتها في الانتخابات المحلية التي أجريت نهاية آذار المنصرم في شمال كردستان وتركيا، موضحة أنه "رغم كل هذه الانتهاكات إلا أن المجتمع الدولي يغض الطرف ويلتزم الصمت". 
وأضافت "حكومة حزب العدالة والتنمية AKP تستغل كل الأزمات والفوضى لصالحها وتحاول شرعنة بقائها وتعتمد هذه السياسية لضمانه". 
وأكدت يوسف أن تركيا تنتهك سيادة دولة مجاورة وتحتل أرضها، تقسمها أمام أنظار العالم، وأنها ولأجل كسب الشرعية تهدد المنطقة، كما تهدد باحتلال تل رفعت، الشهباء وباقي المناطق الأخرى.
وقالت إن روسيا، إيران والنظام السوري يلتزمون الصمت حيال الانتهاكات التركية، التي عندما بدأت ببناء الجدار العازل، توجهت وفود روسية إلى المنطقة بالمروحيات وتحت حماية تركية وعقدت اجتماعات في عفرين.
ولفتت إلى أنه من الواضح جداً أن روسيا والنظام السوري على علم بما تقوم به تركيا وكل ما يحصل في عفرين، لكنهما يغضان الطرف، وعلى الرأي المجتمع الدولي أن يتحقق من حقيقة هذا الصمت وما هو المقابل.
وتابعت: شعبنا وضد هذا الصمت الدولي حيال الانتهاكات التركية في عفرين أعلن المقاومة ويرفض الاستسلام، ولن يقبل ببقاء الاحتلال في عفرين. بسبب إصرار ومقاومة شعبنا على رفض هذا التقسيم الذي يحصل في عفرين، روسيا اليوم باتت تتواصل مع الجانب التركي وتقول له: "لم نتفق على بناء هذا الجدار".

واستطردت: "نرى المسؤولين الروس يصرحون بأن تعاونهم مع الجانب التركي جاء في إطار إعادة هذه الأراضي إلى النظام السوري وعلى الدولة التركية أن لا تفكر أبداً بفرض نظامها على هذه المناطق". 
ولفتت إلى وصف مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري الدولة التركية بمنبع الإرهاب، وقوله: "إن تركيا تحتل ثلاثة أضعاف المناطق السورية المحتلة من قبل إسرائيل، وتركيا تعادي الشعب السوري أكثر من عداء إسرائيل لنا". 
وأكدت أن الشعب السوري يرفض هذا الاحتلال والتقسيم ويقولون لتركيا: إنك "دائماً تتحدثي عن ضرورة وحدة الأراضي السورية، لكنك في المقابل وإمام أنظار العالم تبني جداراً يقسم سوريا، إذا مقاومة عفرين كانت حقيقية وكانت تدافع عن نفسها ضد الاحتلال والتقسيم. إذا مقاومة عفرين كانت من أجل وحدة الأراضي السورية والإدارة الذاتية هي التي تعمل من أجل مصلحة كل الشعب والأراضي السورية". 
وأوضحت يوسف أن بعض التصريحات تصدر من قبل المسؤولين الروس والنظام السوري مناهضة للانتهاكات التركية، لكن في الناحية العملية لا توجد أي خطوات على الأرض، مُشيرة إلى أنه إذا كان النظام السوري يعتبر نفسه حكومة ويملك القرار السياسي، فعليه أن يُعلن موقف صريح من الاحتلال التركي لعفرين ويتوجه بالنداء إلى شعب عفرين ويطلب منهم مساندته للقضاء على الاحتلال التركي.
ودعت في نهاية حديثها الرأي العام المحلي، الإقليمي والدولي لإعلان موقفه من الاحتلال التركي ومحاولات تتريك عفرين وباقي المناطق المحتلة ومحاولات فصل عفرين عن سوريا وضمها للأراضي التركية والضغط على تركيا لإنهاء الاحتلال والخروج من جميع الأراضي السورية المحتلة.