ناجي من الاحتلال التركي في عفرين: يعذبوننا لأننا كرد

أصبح الفرار للمواطن الكردي المُسالم من عفرين نجاة مقارنة بما يُقابله من تعذيب ممنهج يمارس على كل أبناء المقاطعة القابعة تحت احتلال تركي مقيت يُناصب كل ما هو كردي العداء.

أصبح اليوم الفرار للمواطن الكردي المُسالم من أرضه في عفرين بمثابة نجاة، مقارنة بما يُقابله من تعذيب ممنهج يماس على كل أبناء المقاطعة التي تقبع تحت احتلال تركي مقيت يُناصب كل ما هو كردي العداء، وهو ما أكده "شيار حمو" في حديث ممتد يروي فيه معاناة أهل عفرين الذين لم يُغادروا المقاطعة.

منذ أكثر من عام ومع الاحتلال التركي لعفرين، ودولة الاحتلال والعناصر الإرهابية التابعة لها والمدعومة منها، تُمارس أبشع الفظائع ضد أهل عفرين أو بالأحرى من تبقى منهم فيها ولم يغادرها مع من غادروها ورحلوا عنها.

مواطنون مدنيون مسالمون يُعايشون يومياً جرائم يعاقب عليها القانون الدولي وترفضها الإنسانية وسط صمت دولي يدعو للريبة والشك في مواقف المنظومة الدولية التي تتحرك وفقاً للأهواء بدليل محنة عفرين التي تمتد منذ أكثر من عام دونما أي تنديد أو رفض دولي واضح لما يجري ويتم بصورة شبه يومية.

مشهد الداخل العفريني الراهن يرويه لوكالة فرات للأنباء ANF   المواطن شيار حمو، من أبناء مدينة عفرين، ليكشف كم الفظائع التي يُقابلها المدنيين بصورة يومية منذ استباحة الاحتلال التركي لعفرين.

وأُجبر شيار حمو (31 عاماً) بعد أن نال ألوان من التعذيب على يد دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على الفرار من عفرين والتوجه نحو الشهباء، لتبقى في ذاكرته كل ما قابل من ممارسات وانتهاكات بحق المدنيين السلميين القابعين تحت الاحتلال التركي.

ويروي حمو لوكالة فرات صور مختلفة مما يُمارس في عفرين بدءاً من خطف الاحتلال ومرتزقته للمدنيين وطلب الفدية من أهاليهم للإفراج عنهم، إضافة إلى الاستيلاء على أموال وممتلكات المدنيين، وهو الأمر الذي لم يتوقف عند هذا الحد وإنما وصل الأمر لدرجة نهب الآثار التاريخية ومداهمة المنازل في الليل والاعتداء على النساء.

ممارسات وحشية ضد المدنيين 

ويُشير حمو إلى أن أطفال عفرين، الذين كانوا قد بدأوا في تعلم الكردية قبل عام من احتلال مدينتهم، يتم  الآن إجبارهم وتُفرض عليهم الدراسة باللغة التركية، وليس هذا فحسب لكن أيضا يُدرسون لهم مناهج إسلامية راديكالية تُفرض عليهم فرضاً.

ويقول حمو إنه لا يمكن لآلاف الشباب في المنطقة الخروج من منازلهم لزيارة أقاربهم، وحال اضطروا لزيارة أقارب لهم يبعد عنهم مسافة كيلومترين يكون عليهم دفع رشاوي وأموال من أجل هذه الزيارة، فمرتزقة الاحتلال التركي كل ما يهمهم جني الأموال بأي طريقة حتى أنهم قادرون على ضرب شيخ طاعن في السن من أجل دولار واحد.

شعب عفرين لم يهنأ بمحصول الزيتون

ويوضح حمو أن دولة الاحتلال التركي ومرتزقته يستولون على النسبة الأكبر من زيتون عفرين، وأنهم رغم الاستيلاء على زيتون أهالي المنطقة إلا أنهم يأتون إلى منازل المدنيين ويطلبون مزيد من الزيتون، مضيفاً: "يوجد في قريتي 150 مرتزقاً في حال أعطيتهم محصولي لم يبق لي شيء من المحصول، لأنهم يطلبون من كل منزل 10 تنكات من الزيتون".

يُعذبوننا لأننا كرد

ويتابع حمو حديثه: عند معرفتهم أننا كرد سيتم تعذيبنا بشكل مباشر. عندما علموا بأني كردي تم خطفي وتعذيبي، وخلال التعذيب يتم اتهامنا بجرائم لم نقترفها، أثناء الاحتجاز ذكر أحد الأصدقاء أنه تم احتجازه لأنه كردي ولم يدفع المال للمرتزقة.

يفرضون ضغوطاً كبيرة على النساء

ويتطرق حمو في حديثه إلى الضغوط التي تُفرض على النساء في عفرين، قائلاً: بسبب فرض النقاب على المرأة، لا يوجد فرق بين نساء المرتزقة ونساء المنطقة، لا يمكن للمرأة الذهاب إلى الأسواق إلا لأمر ضروري وفي ذات الوقت يُخرج المرتزقة السكان الأصليين من منازلهم ويتم تسكين عوائل المرتزقة القادمة من إدلب في تلك المنازل.

ويضيف "في أحد المرات قال مرتزقة، احرار الشرقية، لامرأة مسنة كانت تسكن لوحدها في منزلها يجب أن تسكني في غرفة واحدة والغرف الأخرى يجب أن يسكن فيها عناصرهم القادمون من إدلب وعند رفضها لذلك قالوا لها ستنفذين هذا الامر حتى لو ذهبتي وقدمت شكوى الى أردوغان".

نهب طبيعة عفرين

ويُشير حمو إلى ما تم من إحراق لجبل راجو، قائلاً: إن المرتزقة في قرية عرابو بموباتا استباحوا آلاف الأشجار واقتلعوها لبيعها، بينما قام الاحتلال التركي ببناء قاعدة للطائرات في قرية درويش الواقعة في راجو.

ويواصل حديثه: "لم أكن قادراً على الذهاب إلى السوق إلا ثلاث مرات فقط خلال سنة ، وهناك رأيت كيف أنهم كانوا يفرضون على التجار وضع العلم التركي على محالهم كشرط أساسي للبقاء".

وفي نهاية حديثه ناشد حمو دول العالم بضرورة الالتفات إلى عفرين، ودعاهم إلى زيارتها لمشاهدة ما يحدث على أرض الواقع بأعينهم مؤكداً أن ما يجري على الأرض من فظائع يصعب وصفها".