منسقية المرأة الكردستانية: نهج زيلان، طريقنا إلى الحرية

أصدرت منسقية المرأة الكردستانية بياناً كتابياً بمناسبة الذكرى السنوية الـ 23 للعملية الفدائية التي قامت بها المناضلة الشهيدة زيلان (زينت كناجي).

منسقية المرأة الكردستانية (KJK) في بيانٍ لها بمناسبة الذكرى السنوية الـ 23 للعملية الفدائية التي نفذتها المناضلة الشهيدة زيلان (زينب كناجي) في مدينة ديرسم، أكدت من خلاله على أن تاريخ المرأة يسطر بالفكر والجهد وروح العزيمة والفداء.

حيث جاء في البيان: "ان النظام الذكوري المهيمن  يرتكز إلى إنكار جهد وتاريخ المرأة والتاريخ المكتوب هو تاريخ إنكار المرأة. فحركة المرأة من أجل الحرية التي يقودها القائد أوجلان ،بدأت بنضال ساكنة جانسيز واستمرت بمقاومة زيلان وما تزال مستمرة إلى يومنا هذا؛ هذه الحركة تجسد في مدلولاتها تاريخ انبعاث المرأة التي أنكرها تاريخ الذكورة المهيمن؛ حيث ان تاريخ المرأة يسطر بالفكر والجهد وروح العزيمة والفداء.

إن العملية الفدائية التي نفذتها الشهيدة زيلان عام 1996 كانت رداً صارماً على المؤامرة التي شنت على القائد اوجلان، وضد سياسة الإبادة التي تمارس بحق الشعب الكردي وفي مواجهة سياسة العبودية التي يفرضها النظام الرأسمالي على المرأة.

كما أن موقف الشهيدة زيلان آنذاك كانت نقطة تحول بالنسبة لحركة المرأة؛ في زمن تحول فيه القرن الـ 20 الى قرن يسيطر فيها الفكر الفاشي الذي ابقى على نفسه من خلال نموذج الدولة القومية، وأبادت حركة المرأة ضمن هذا الإطار. حيث أصبحت العملية الفدائية التي نفذتها الشهيدة زيلان عام 1996 في ديرسم، بداية لمقاومة المرأة ضد الفكر الرأسمالي الذي أنكر تاريخها وأنهى وجودها المفعم بالعطاء، وكذلك كانت رداً صارماً ضد مجزرة الإبادة التي حدثت في ديرسم عام 1938 م.

لذلك علينا أن نصعد المقاومة التي بدأتها الرفيقة زيلان من أجل حرية المرأة ونمنحها المعنى الحقيقي؛ حيث تحتضن هذه العملية الفدائية عشق المرأة الحقيقي للحياة الحرة والكريمة وباتت مثال للحرية تحتذي بها كل النساء.

ويمكننا أن نصبح قوة من خلال امتثالنا للطريق الذي شقته الرفيقة زيلان بحثاً عن الحرية، لذلك على كل النساء الاحتذاء بها والسير على طريق النضال في جميع ساحات الحياة؛ فالنظام الذكوري يسعى الى إنكار المرأة وعدم السماح لها بمشاركته في ساحات المجتمع أو تقليص دورها من خلال فرض آرائه وذهنيته الذكورية عليها واعتبارها كعبدة لديه؛ ولا يود اعتبار المرأة كعنصر أساسي في الحياة المجتمعية بل يسعى إلى إنكارها وإنكار عطاءاتها من خلال اضطهادها واستغلالها.

لذلك علينا نحن النساء بأن نقود مشروع الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية وذلك من خلال الحداثة الديمقراطية ولعب دورنا بشكل ناجح؛ حيث قال قائدنا أوجلان في لقائه الأخير: "إما أن يصبحن قياديات، أو يمتن". وهذه المقولة تدعونا بأن نصبح كلنا زيلان ونواصل طريق المقاومة.

وما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من ممارسات حزب العدالة والتنمية وداعش ضد الشعوب والنساء، دليل على الوجه الأسود والشرس للفاشية. وموقف الرفيقة زيلان من خلال العملية الفدائية التي نفذتها ضد هذه الفاشية السوداء، حولت حركة المرأة إلى مصدر أمل لجميع النساء واتسع هذا الأمل كأمواج البحر؛ وأصبحت كقوة صلبة تحتذي بها جميع النساء. فالمرأة عندما تشارك في عملية بناء وحماية المجتمع بهذه الروح وبهذه الذهنية ستحقق مستوى عالي من التنظيم والحرية.

وفي هذا الإطار نحيي فعالية الشهيدة زيلان مرة أخرى ونحيي الذكرى السنوية الـ 23 لاستشهادها بكل تقدير واحترام، وواجبنا الاساسي تجاهها بأن نواصل النضال ونحقق أهدافها في الحرية؛ وسنجعل من المقاومة والحرية والنموذج الديمقراطي والثقافة أساس لنضالنا من أجل مواصلة ثورة المرأة؛ وسنصعد المقاومة بالروح الفدائية التي خلقتها زيلان إلى أن نحقق النصر".