ممدوح حمو: أسرتني شخصية القائد أوجلان في أول لقاء.. وفكر وفلسفة القائد أساسٌ للشخصية الثورية

أكد السيد ممدوح حمو، بأن القائد عبدالله أوجلان بفكره وفلسفته يشكل مصدر إلهام وقوة للشعب، وأساس لبناء الشخصية الثورية.

كان لتواجد القائد عبدالله أوجلان في ساحة غرب كردستان، الأثر الكبير في نفوس الشعب في مناطق روج آفا، كما كان له الدور الأكبر في تقدم مسيرة الحرية والمقاومة في غرب كردستان؛ حيث أمكن للعديد من الوطنيين فرصة اللقاء به مرات عديدة، وهذه اللقاءات كانت بمثابة دفع معنوي نحو تصعيد المقاومة والنضال في مسيرة التحرر الوطني الكردستاني.

السيد ممدوح حمو، هو أحد الوطنيين الذين سنحت لهم فرصة اللقاء بالقائد أوجلان منذ بدايات حركة التحرر الوطني الكردستاني في غرب كردستان؛ حيث ألتقى به بالصدفة لأول مرة بدمشق في العام 1980م، ثم عاد ليلتقي به مرة أخرى مع عدد من الوطنيين في العام 1991م أيضاً في دمشق.

 على الرغم من مرور 39 عاماً على أول لقاء له بالقائد أوجلان، إلا أنه لا يزال يحتفظ في ذاكرته بتفاصيل ذلك اللقاء.

وكالة فرات للأنباء ANF التقت السيد حمو في منزله، للحديث عن ذكرياته بخصوص ذلك اللقاء، أفكاره وانطباعاته عن القائد أوجلان في مقابلة خاصة.

ويستهل حمو حديثه قائلاً: "أثناء تأديتي للخدمة الإلزامية العسكرية في دمشق، كنت أرتاد منزل شقيقة الشهيد رستم جودي بحكم صلة القرابة التي كانت تربطنا، وفي أحد الأيام تزامنت زيارتي لهم مع تواجد القائد عبدالله أوجلان مع مجموعة من الرفاق في منزلها، حيث كانوا يسكنون غرفة صغيرة في المنزل ذاته؛ وأثناء تبادل أطراف الحديث تبين لي أنه القائد عبدالله أوجلان؛ كان مختلفاً بتميزه واسلوبه وقوة تأثيره على محاوره وعمقه في طرح المسائل وتحليل الشخصية الكردية؛ فقد أسرتني شخصيته وأثر ذلك اللقاء كثيراً في تفكيري ومنحى حياتي، وأصبح دافع لي لتأييد النضال وتبني فكر وفلسفة القائد نحو الحرية.

   يضيف حمو قائلاً، وفي العام 1990م في الوقت الذي كانت حركة التحرر تنظم مجموعات من الوطنيين وإرسالهم للقاء بالقائد عبدالله أوجلان في أكاديمية معصوم قورقماز في سهل البقاع في لبنان، توجهت مع مجموعة من الوطنيين من منطقة الجزيرة إلى لبنان، ولكن في تلك المرة لم يحالفنا الحظ في اللقاء به، كونه كان منشغلاً في أنشطة تنظيمية أخرى؛ ولكننا التقينا حينها بالعديد من قيادات حركة التحرر الوطني الكردستاني، ومن بينهم القيادية الشهيدة ساكنة جانسيز؛ كان تلك المرة الأولى التي أشهد فيها على نمط حياة الرفاق وطبيعة العلاقات فيما بينهم وأصول التعامل؛ كان الجميع في حراك مستمر معتمدين أنفسهم، والكل يحاول إحداث حالة التكامل من خلال القيام بواجباتهم، كان العمل يشبه خلية نحل".

كما أوضح حمو بأن الفرصة قد سنحت له مجدداً في العام 1991م للقاء القائد أوجلان، مع مجموعة من الوطنيين؛ منهم عبدالله أبو عيسى من الحسكة، وكذلك حكم خلو ووالدته أيضاً من الحسكة وأناس آخرون لم أكن أعرفهم، وأثناء هذا اللقاء شعرت بارتفاع كبير في معنوياتي واعتبرته يوماً خالداً وللذكرى، وخاصة أثناء استلامي لصورة تذكارية التقطتها مع القائد، وخلال اللقاء تحدث إلينا حول تطورات المعارك في شمال كردستان، وركز على الشخصية الثورية أثناء حديثه مطولاً".

و استطرد: لا زلت أتذكر حديثه وقتها، فقال: أنا لا أحب صنفين من الأشخاص، الصنف الأول من يصفق ويهتف لنا دون أن يعرف ما هي توجهات حزبنا أو حتى معنى حزبنا، والصنف الآخر هو الذي يهاجمنا وينتقدنا دون معرفتنا.

وحول المؤامرة الدولية التي طالت القائد أوجلان قال حمو: "شكل يوم اعتقال القائد صدمة قوية لي ولعائلتي، لم نستطع النوم لعدة أيام، كانت أجسادنا كأنها خالية من الأرواح؛ وعندها أدركنا أن كردستان لن تتحرر إلا عندما نتحد جميعا ونكون يداً واحدة وحينها سنكون قادرين على التقدم".

وفي نهاية حديثه تطرق حمو إلى مضمون رسالة القائد، قائلاً: "إنها رسالة إنسانية بعيدة عن التعصب القومي والديني، كونها تهدف إلى التعايش السلمي وأخوة الشعوب وهو ما نحتاجه وننشده الآن".