مقاتلون عرب في صفوف الكريلا: PKK حركة تحرّر الشعوب

يتحدث المقاتل العربي المنحدر من دير الزور، خبات زاغروس، والمقاتلة العربية المنحدرة من الرقة، زيلان جودي، عن تجربتهما بعد الانضمام إلى صفوف قوات حزب العمال الكردستاني. ويقول المقاتلان إن حقيقة الحزب تختلف بشكل تام عن ما كان النظام يروجه عنه.

زيلان جودي

تنحدر زيلان جودي من ريف الرقة السورية وتتحدثُ عن انضمامها إلى صفوف قوات الدفاع الشعبي الكردستاني والتجربة التي عايشتها منذ فترة الانضمام وحتى اليوم وتشرحُ الأسباب والدوافع التي قادتها إلى أن تصبح جزءاً من جبال قنديل.

وتقول جودي إن المجتمع العربي قائم على النظام الهرمي الذي يعطي السلطة والميزات فقط للذكور، فمن ناحية الدراسة مثلاً، لا تستطيع الفتاة إكمال دراستها إلا إلى مرحلة معينة.

وتضيف جودي قائلة: "المرأة في المجتمع العربي مظلومة، ولا تتمتع بحقوقها كما الذكور، فلا تأثير لها داخل مجتمعها. بالنسبة لي، لم أتمكّن من متابعة دراستي، لأن عائلتي لم توافق على ذلك، مثلي مثل أيّة فتاة أخرى".

وتتابع الفتاة العربية التي انضمت إلى صفوف حزب العمال الكردستاني في السنوات الأخيرة، قائلة: "الأخ هو المسيطر في العائلة، فحين ننوي الخروج لزيارة أقاربنا، يجب أن يكون أحد الأخوة مرافقاً لنا، لأنه من المعيب أن تخرج الفتاة لوحدها من المنزل، لذلك لم أكن أخرج من المنزل".

وحول كيفية تعرفها على أفكار الحزب، تقول جودي إن الفضلَ يعود في ذلك إلى القوات التي حررت المنطقة من إرهاب تنظيم "داعش"، والتي تطبق بدورها أفكار القائد عبدالله أوجلان.

وتضيف جودي: "أُعجبت بفكرهم، خاصة من ناحية إشراك المرأة في جوانب نضالية عدّة بالإضافة إلى روح الزمالة بينهم".

وترى زيلان حزب العمال الكردستاني "حركة عظيمة، وبالتحديد فيما يتعلق بإعطاء المرأة أهمية كبيرة داخل المجتمع، أي ليس هدفها الاستيلاء على الأراضي أو احتلالها، هي حركة تناضل لأجل حرية الشعب وحرية المرأة. هذا ما رأيته خلال انضمامي لصفوف هذه الحركة الرائعة. أنا كامرأة عربية أملك هدفاً سامياً ألا وهو حرية المرأة وحرية الشعوب المظلومة".

وتدعو جودي الشباب العربي إلى عدم تصديق الأفكار السلبية التي يتم ترويجها عن الحزب وخاصة تلك التي حاول تنظيم "داعش" أن يزرعها في عقول الشعب العربي، حيث تشدد قائلة إنها ليست إلا أفكار وهمية، "فأنا رأيت عكس كل تلك الأفكار"، كما أقول لهم "إن انضممتم لصفوف هذه الحركة، ستقولون يا ليتنا لو انضممنا لها منذ ميلادنا"

وتختتم جودي حديثها قائلة: "أنصح كل من يسمع ندائي هذا أن يبادر بالتطوع في صفوف الـ ب ك ك، كي يعرفوا مدى عظمتها بمقابل الظلم والمعاناة التي تلقوها على يد تنظيم داعش".

خبات زاغروس

خبات زاغروس، شاب عربي ينحدر من محافظة دير الزور السورية. تعرَّف زاغروس على أفكار حزب العمال الكردستاني، التي تحولت إلى مصدر إلهام له، ودفعته إلى الانضمام إلى صفوف قوات الكريلا في جبال قنديل.

يتحدث خبات عن تجربته الحالية في صفوف قوات الدفاع الشعبي وحياته في فترة ما قبل الانضمام والظروف والأسباب التي مهَّدت الطريق لهذا التحول الكبير في حياته.

كان زاغروس يعيشُ مع أهله ويعمل في فرنٍ لخبز التنور المحلي. لم تكُن حياتهُ تختلف كثيراً عن باقي الشباب، حيث أنه كان وبحكم العادات والتقاليد الذكورية التي تحكمُ المجتمعَ في المنطقة، يمنع أخوته من الخروج لوحدهنّ ويضيف: "كان واجباً أن يخرج معهن إمّا والدي، أو أنا أو حتى والدتي. كانت الفتاة العربية تعرفُ فقط الأكل والنوم وأعمال المنزل".

ويتابع الشاب العربي حديثه قائلاً: "حينما خرجنا من دير الزور التجأنا لروج آفا، وهناك عملنا أنا وثلاثة من أخوتي في التنور، ثم وقعت خلافات بيننا،  فترك أخي الكبير المنزل وانضم إلى صفوف الـ ي ب ك وعمل معهم كسائق لسيارة الإسعاف. بعدها التحق أخي الآخر بصفوف الـ ي ب ك، حيث بقينا أنا وأخ واحد فقط، لذا اضطررنا أن نبيع التنور، كوننا لم نستطع أن نعمل فيه وحدنا".

ويضيف: "لم أتمكّن من إيجاد عمل مناسب لي، وتملَّكني الإحباط. وقد أنضم أخي الآخر إلى صفوف قوات الآسايش. من جهتي التحقت بحركة الشبيبة الثورية. بعد مضيّ شهرٍ على التحاقي بصفوف الشبيبة الثورية، تعرّضت بلدة قراتشوك للضربة الجوية التي قامت بها الطائرات التركية. حيث استشهد فيها شقيق صديقي، وأنا تأثرت بالحادثة كثيراً".

يقول خبات إنه وقبل انضمامه لحركة حرية كردستان، كان ينظر للمرأة على أنّها ضعيفة لا تستطيع فعل أيّ شيءٍ. لكنه وبعد أن رأى المكانة العظيمة للمرأة في صفوف الحركة، تيقّن أنّ للمرأة قدرةً كبيرة مثلها مثل الرجال.

ويؤكد الشاب العربي على أن هدفه من الالتحاق بصفوف الحركة في جبال قنديل يتمثل في تحقيق حرّية الشعوب، إلى جانب حرّية المرأة، بالإضافة إلى حرية القائد جسدياً.

ودرس زاغروس حتى الصف الرابع الابتدائي فقط، وقبل الثورة في سوريا "كنا نرى الظلم في المجتمع، لكن لم نكن نفكر في ذلك".

واختتم زاغروس حديثه بمناشد الشباب العربي قائلاً: "إنني وبعد ما تعرّفت على حياة الجبل، لا أرغب بمغادرتها. النظام السوري كان يروّج أنّ الـ ب ك ك منظمةٌ تقتل بغير وجه حق، لكنّ كلّ هذا الكلام افتراءٌ ولا يمت للحقيقة بصلة".