معتقل سابق في سجون الاحتلال التركي يروي مأساة من فقدوا حياتهم نتيجة التعذيب

يتحدث الكثير من المواطنين الذين نزحوا صوب مقاطعة الشهباء مؤخرا عن الاعتقالات التعسفية والتعذيب الممنهج ضد المواطنين في مقاطعة عفرين المحتلة.

كثرت الروايات باختلاف ضحاياها ونوعية اجرامها قصة المواطن "مصطفى" وزوجته "زلوخ محمد" لم تكن الأولى ولن تكون الاخيرة من حيث المعاناة والالم والسجن والتعذيب والحرمان "مصطفى"وزوجته "زلوخ محمد" تحدثا لوكالة فرات للأنباء ANF، عن الاوضاع في مقاطعة عفرين المحتلة والانتهاكات الممارسة هناك ضد اهالي المقاطعة، وعن ظروف اعتقاله والتعذيب الذي تعرض له "مصطفى" في سجون المرتزقة حيث بدأت زوجته بالحديث عن بداية الاحتلال التركي لقريتهم.

بعد استهداف قريتنا قام المرتزقة بحملة اعتقالات موسعة

تستهل "زلوخ محمد" حديثها بسرد قصة عائلتها منذ بداية الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين قائلة :خرجنا من القرية وسط تردد كبير بين افراد العائلة حيث عائلة خالي أرادوا الخروج منذ الصباح لكن ومع استهدافنا قررنا وبالاتفاق مع خالي وجدي بعدم الخروج من القرية  فذهبنا الى منزل خالي وجلسنا هناك حيث  سمعنا اصوات  قوية شعرنا على اثرها بالخوف كانت القذائف تسقط على بئر القرية ورافقتها اصوات التكبيرات حيث انتشر حينها المرتزقة في كامل ارجاء القرية كانوا يخرجون مثل النمل وسط بكاء الاطفال واطلاق الرصاص  كان يرافقهم احد الملثمين وكان يتكلم الكردية حيث قال لنا لا تخافوا ومن ثم تكلم بالعربية.

تتابع "زلوخ": "ظل المرتزقة لمدة يوميين في القرية حتى مجيئ قوات الاحتلال التركي والذين قاموا بالتمركز في القرية، ووضعوا الذخيرة فيها، ومن ثم قاموا بتنفيذ الاعتقالات بحق آهالي القرية وألقوا القبض على ثلاثة اشخاص وايضا قاموا باعتقال والد احد الاطفال والذي استهدفه القصف الذي طال القرية بالإضافة لاعتقال شخصين من القرية هم كل من "مظلوم" و"عصمت" وحتى الان لا احد يعرف شيء عن مصيرهم.

وأوضحت انه مع تأخر  زوجها بالقدوم الى المنزل، "ظننته في منزل اخيه وكنت اقوم بالاتصال به مرارا لكن بدون اي جدوى، الى ان اتصل احد اقربائنا واخبرونا  بانه تم القاء القبض على زوجي عند حاجز قريتنا "خلنيره".

 -المرتزقة كانت تعتقل النساء بتهم الانتماء لـ"الكومينات" 

تتحدث "زلوخ "عن الاعتقالات في قريتها ومدينة عفرين قائلة :لم اكن اخرج كثيرا امي كانت تقيم في عفرين ابلغتني بان المرتزقة تبحث عني  وتريد اعتقالي وان اكون حذرة كانت هناك اعتقالات للنساء في احدى المرات قاموا باعتقال امرأتين إحداهما من قريتي بتهمة انتمائها للكومين (مجالس الأحياء)، لو بقيت في عفرين كانوا اعتقلوني انا ايضا، فالاحتلال التركي قام بتحويل احدى المدارس الواقعة على طريق جندريسه الى نقطة عسكرية وقامت بوضع جدران اسمنتية حولها وايضا وضعت اسلاك شائكة حولها المدرسة.
الاحتلال التركي يلجأ لتلفيق التهم والتعذيب

اما الزوج مصطفى والذي بدأ حديثه بالخوض في ظروف اعتقاله منذ بداية الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين قائلا : "كنت اعمل في عفرين خرجت صباحا  متوجها الى قريتي "خلنيره"، حيث قامت عناصر المرتزقة بإلقاء القبض علي واقتادوني الى سجن "معراته"، حيث البسونا بدلات عسكرية عائدة لوحدات حماية الشعب وقاموا بتصويرنا واخبروا المحققين باننا من عناصر الوحدات، وقمنا بتسليم انفسنا في الجبهات ومن ثم تم اقتيادنا معصوبي الاعين الى سجن مدرسة السواقة، حيث كان عددنا اثنين فقط حتى ما لبس واصبح عددنا ١١ معتقلا، فقاموا بتعصيب اعيننا وممارسة اشد انواع التعذيب بحقنا، فقاموا بتحويلنا الى سجن جندريسه وهناك قاموا بتعذيبنا من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة ١٢ ليلا، وفي الصباح اقتادونا الى قرية الحمام، واخبروا الاتراك باننا مرتزقة، وتم القبض علينا في الجبهات وكان يرافقنا احد المحققين ومن ثم قاموا بنقلنا الى سجن "سجو" معصوبي الاعين هناك تم ممارسة التعذيب ضدنا حيث بقيت في ذاك السجن لمدة شهرين ونصف.

الاحتلال التركي ومرتزقته يمارسون اشد انواع التعذيب في السجون

يتابع "مصطفى" متحدثا عن التعذيب في سجون المرتزقة قائلا :هناك الالاف من المعتقلين في السجون اغلبهم مدنييون هناك فتيات معتقلات ايضا هناك ضرب ممنهج بالعصي والخراطيم للمعتقلين حتى الصباح في احدى المرات فارق احد المعتقلين وهو من قرية "حسن"حياته نتيجة التعذيب الشديد كان هناك ايضا احد المعتقلين واسمه "محمد"من ناحية راجو كان يعاني من جروح بليغة نتيجة اصابته بطلق ناري في ظهره بقي لمدة شهرين في السجن تعرض للتعذيب الشديد وبدون تلقي العلاج للازم بعد خروجي من السجن سمعت بانه استشهد تحت التعذيب بالإضافة لاستشهاد ثلاثة معتقلين في سجن كفرجنة  المعتقلون يتعرضون للشتائم والاهانات المحققون الاتراك يشرفون على التحقيق برفقة احد المترجمين.

الاعتقالات تكون عشوائية والتهم جاهزة

يتحدث "مصطفى" عن الاعتقالات في مقاطعة عفرين المحتلة قائلا: "في احدى المرات قاموا باعتقال مواطنين من ناحية "بلبلة"، ولم يكن لديهم اي صلة باي جهة سياسية او حزب سياسي ايضا قاموا بالاستيلاء على سيارتهم ايضا، وفي حي "المحمودية" جانب مدرسة الصناعة اعتقلوا ثلاثة اشخاص ايضا بتهم جاهزة وغير صحيحة.. كل تلك الاعتقالات تكون لأسباب مادية ليقوموا من خلالها بطلب مبالغ مادية ضخمة مقابل الافراج عنهم ايضا، ففي احدى المرات قامت المرتزقة بالاستيلاء على احدى السيارات العائدة لاحد المواطنين من قرية "كفرشيل" وطلبوا منه دفع مبلغ مالي قدر بسبعة ملايين ليرة، لكنه قام مؤخرا بدفع مبلغ مليون ونصف ليرة مقابل الحصول على سيارته كل هذه الجرائم والسرقات تحدث امام اعين جنود الاحتلال التركي.

الاحتلال التركي ومرتزقته قاموا بتعريب المدينة

 يتابع "مصطفى"حديثه بالتطرق الى التعريب في مدينة عفرين قائلا: "مع عودتنا الى عفرين كانت المدينة قد تغيرت كثيرا كلهم كانوا غرباء وكانوا من اهالي الغوطة، ولم نكن نشاهد احد من اهالي عفرين الاصليين..

ايضا قام الاحتلال التركي ومرتزقته بحفر العديد من المواقع الاثرية وخاصة في قرية "سيويا" وقاموا باخراج الاثار".

وتقوم  المرتزقة بترهيب الاهالي من خلال الدوريات الليلية والاعتقالات العشوائية وخطف النساء وملاحقة الاغنياء بتهمة الانضمام لوحدات حماية الشعب، وابتزازهم حتى دفعهم لمبالغ مادية.. فهم
يلاحقون الاغنياء بتهمة انضمامهم لوحدات حماية الشعب ويبتزونهم.. اما بخصوص اعضاء "الانكسة"، فهم موجودون في عفرين، ويساعدون الاحتلال التركي، وهم موظفون في المجالس ولا يستطيعون فعل شيء لأجل الاهالي وجودهم شكلي لا اكثر، اما بخصوص المستشفيات فقد ذهبت في احدى المرات الى المستشفى لم يكن الاطباء متواجدين كنت اذهب صباحا واقف حتى الساعة الواحدة ظهرا، ويأتي الاطباء وتكون هناك حالة من الفوضى فيطلبون منا الذهاب والعودة في الساعة الثانية.. وهنالك نقص حاد في الماء، إذ ان ثمن الصهريج الواحد يبلغ ٥٠٠٠ ليرة والمياه تأتي مرة واحدة في الاسبوع، والكثير من المنازل لا تصلها المياه ويقومون بدفع مبلغ ٢٠٠٠ ليرة ثمن فاتورة المياه.

يختتم "مصطفى "حديثه بالقول: "لقد جئنا الى هنا لأجل زوجتي لانهم كانوا يبحثون عنها، ويريدون القاء القبض عليها ايضا بسبب الابتزاز الدائم للأهالي لأجل المال فالأوضاع اصبحت سيئة للغاية في عفرين على أيدي الاحتلال".