محمد أسن : يجب تكريس اللغة الكردية في حياتنا 

أكد الرئيس المشترك لجمعية ميزوبوتاميا للثقافة واللغة(MED-DER) محمد أسن أن الانتهاكات التي تمارسها الدول الدكتاتورية ضد اللغة الكردية هي نفسها الانتهاكات، التي مورست على اللغة في بنغلادش عام 1952، ودعا الشعب الكردي للتكلم بلغتهم في جميع الأماكن.

يصادف يوم 21 من شهر شباط / فبراير اليوم العالمي للغة التي أعلن عنها بفضل النضال الذي قدمه الطلاب في بنغلادش من أجل اللغة الأم، في حين لا يزال هذا النضال مستمراً في كردستان.

وتحدث الرئيس المشترك لجمعية ميزوبوتاميا للثقافة واللغة (MED-DER)محمد أسن عن أهمية اللغة.

وقال إنه في 21 من شهر شباط / فبراير عام 1952 تظاهر مجموعة من طلاب الجامعة في العاصمة دكا في بنغلادش، وطالبوا بتدريس المناهج بلغتهم الأم.

وأشار أسن إلى التاريخ النضالي لطلاب بنغلادش، وقال: "في عام 1952 كانت بنغلادش تحت سيطرة السلطة الباكستانية وكانت الدولة الباكستانية آنذاك تمنع الشعب من التكلم بلغتهم وممارسة ثقافتهم.

وفي المظاهرة التي قام بها مجموعة من طلاب الجامعة في عام 1952 هاجمت الشرطة الباكستانية الطلاب بشكل وحشي حيث أصيب العديد منهم وفقد 11 شخصاً حياتهم أثناء التظاهرة".

وأضاف "احتجت العديد من الدول والمؤسسات المدنية الدولية على الممارسات الوحشية التي مارستها الدولة الباكستانية ضد الطلاب. وبعد تلك الأحداث بأعوام أعلنت منظمة الأمم المتحدة يوم 21 من شهر شباط / فبراير يوم اللغة العالمي.

وبعدها اضطرت الدولة الباكستانية للاعتراف باللغة البنغلادشية كلغة رسمية إلى جانب لغتهم".

وأكد أسن أن الدولة التركية تقمع اللغة الكردية، مضيفاً: "إن الانتهاكات التي كانت تمارسها الدولة الباكستانية على شعب بنغلادش وتمنعهم من التكلم بلغتهم، اليوم تمارسها الدولة التركية على الشعب الكردي. فاللغة التركية هي لغة رسمية أما باقي اللغات فممنوعة وتنحدر نحو الضياع، حيث يعيش في تركيا مكونات عديدة من كرد، أرمن، عرب وسريان وليس فقط الترك".

ولفت إلى أن اللغة هي القاعدة الأساسية للمجتمع، المجتمع الذي لا يتكلم بلغته يضيع وينحل. ففي شمال كردستان يوجد الملايين من الكرد وكل قومية تثبت وجودها من خلال التعرف على قوميتها.

ويمكن التعرف على الشعب الكردي من خلال اللغة الكردية.

وأشار إلى أن "اللغة الكردية ممنوعة في تركيا ولا يسمح لنا بالتكلم بلغتنا وهناك انتهاكات متعددة على اللغة الكردية. وعندما يتحدث الممثلون الكرد في المجلس التركي باللغة الكردية يضعون على كلامهم إشارة 'X' أي لم يفهموا.

وبهذا الشكل تتعامل الدولة التركية مع المكونات الأخرى".

وتابع: "وعندما ينظر المرء إلى السياسات، التي تتبعها الدولة التركية ضد الشعب الكردي يدرك بأن هدف هذه السياسات هي إبادة وصهر الشعب الكردي. لأنه عندما ترفض لغة ما فهو دليل على رفض القومية.

والشعب الكردي موجود لكن تركيا ترفض هذا الوجود لذا هناك خطر كبير على المجتمع الكردي.

وبدورها تقوم تركيا بنشر ثقافة في مناطق كردستان ألا وهي: "كلما درس أطفالكم باللغة التركية فسيكونون ناجحين في حياتهم".

وأضاف "هذا الشي غير وارد بأية علوم ومعارف، فالأطفال قادرون على تعلم سبعة لغات. إذا لماذا ندعهم يتعلموا لغة واحدة ؟ هذه إحدى سياسات الحكومة التركية ضد العلم. لهذا ادعو جميع الشعب الكردي أن يعلموا أطفالهم اللغة الكردية الأم وأن نجاح أطفالهم ليس بتعلم اللغة التركية وإنما نجاحهم بالتعلم بلغة الأم".

وتحدث أسن عن عمل جمعية ميزوبوتاميا للثقافة واللغة (MED-DER)وقال: "إن عمل الجمعية يتركز على البحث في اللغة وتعليم اللهجات المتعددة للغة الكردية.

فنحن نحضر مواد باللهجات الكردية. وهناك في الجمعية دورات من المستوى الأول إلى المستوى الأخير.

والأشخاص، الذين ينضمون إلى هذه الدورات يخضعون إلى خمسة مستويات تدريبية.

ونتلقى إقبالا كبيراً من الشبيبة لتعلم لغتهم.

ولدينا مشاريع تخص الأطفال في الأيام المقبلة حيث كنا نعطي دروس للكبار، والآن نرغب بتعليم أطفال مدينة آمد اللهجات الكردية(كرمنجي_ كرمنجكي) ونرغب بافتتاح دورات للأطفال.

وأيضا نعمل في مجال الترجمة، حيث نترجم الكتب من اللغة الانكليزية والتركية إلى اللغة الكردية".