ماذا تريد تركيا بفرض جدارها العازل على عفرين؟

خطوات منهجية تقوم بها دولة الاحتلال التركي منذ اللحظات الأولى لاحتلال عفرين، بدأت بالتتريك، واليوم وصلت إلى بناء جدار عازل في قرية كيمارا، جلبل، مريمين في محاولة لعزل عفرين عن جميع المناطق الأخرى في سوريا.

انتهجت دولة الاحتلال التركية منذ دخولها إلى عفرين سياسة التدمير والسلب والنهب والقتل، إضافة إلى محاولات التغيير الديمغرافي المستمرة للبلاد، في سعي مطرد لتتريك البلاد، فيما تقوم الآن، بخطوة جديدة وهي بناء جدار يعزل عفرين عن بقية المنطقة.
وبدأت تركيا، التي تحتل عفرين منذ مارس من العام الماضي، ببناء جدار مؤلف من 3 أجزاء بارتفاع 3 أمتار في كل من قرية كيمارا، جلبل وقرية مريمين.

ولأجل هذا البناء دمر الاحتلال التركي 20 منزل، وحتى لا يلفت الانظار يقوم ببناء الجدار من 3 أجزاء.

وتحاول تركيا ربط الجدار ببعضه البعض في غضون أسبوع واحد، وبحسب المعلومات فإن هذا الجدار سيمتد على طول 70 كيلومتر، وسيمتد من منطقة شيخ بركات حتى عفرين واعزاز.

ويحمل بناء هذا الجدار معنى واضح، وهو اقتطاع عفرين وفصلها عن جميع المناطق الأخرى.

وتقول بعض المؤشرات أن تركيا من بين أهداف تركيا لإقامة هذا الجدار هو حماية مسلحيها.
النظام السوري صامت
والغريب في الأمر أنه يتم بناء هذا الجدار على مرأى من النظام السوري دون أن يحرك الأخير ساكنا، فالقواعد العسكرية للنظام السوري تتواجد في مناطق الشهباء وشيراوا ويفصل بينها وبين الجدار 2 كيلومتر، ومع ذلك لا يزال النظام صامتاً لا يبدي أي رد فعل تجاه ما يجري على الأرض، ولم يصدر أي بيان بخصوص ذلك.

كذلك الأمر مع روسيا التي تتواجد القواعد الأساسية لها في منطقة الشهباء، في قرية كشتعار التابعة لشيراوا ويبعد الجدار عنها 6 كيلومترات، ليس هذا فحسب بل إن الملفت للانتباه أن السيارات الروسية العسكرية  كثيراً ما تدخل وتخرج إلى عفرين، وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول طبيعة هذه العلاقة.

توطين التركمان والعرب في عفرين

والجدير بالذكر أنه في عفرين ومن داخل المناطق التي يتم بناء الجدار فيها لا يستطيع الكرد الذهاب إلى ناحية راجو وبلبلة في عفرين، وهذه المناطق استلمها التركمان واستوطنوا فيها، كما تم توطين العرب الذين جاؤوا بهم من الغوطة في مركز عفرين.
يحاولون فصل المناطق عن بعضها
وتقوم الدولة التركية المحتلة ببناء الجدار بين بعض مناطق عفرين أيضا، في محاولة لفصل مناطق عفرين عن بعضها البعض، وفي عفرين وريفها يوجد أكثر من 200 قاعدة عسكرية تركية.

وإضافة إلى قواعد المسلحين وقواعد الاستخبارات، كما قامت بوضع كاميرات مراقبة في الكثير من المناطق في عفرين، كما أنه وبشكل يومي تحلق الطائرات الحربية وطائرات المراقبة في سماء عفرين، التي تحولت إلى سكنة عسكرية كبيرة تصارع محاولات التتريك وسط صمت مشوب بالمباركة من قبل كثير من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.