ما حصل في جنوب كردستان, فشل السلطة السياسية المستسلمة

أوضح الرئيس المشترك لحركة المجتمع الحر الديمقراطي في كردستان محمد عبد الله ان ما حصل في جنوب كردستان ليس انكسار للشعب الكردي و البيشمركة, إنما هو انكسار لسلطة الاستسلام .

 تحدث الرئيس المشترك لحركة المجتمع الحر و الديمقراطي الكردستاني ( حركة اذادي ) محمد  عبد الله إلى مراسل وكالة فرات ANF  عن الأحداث الأخيرة في جنوب كردستان و سبل حل الأزمة الحاصلة موضحاً ما حصل و يحصل اليوم هي نتاج سياسة تشبثت بالحكم لمدة 26 عاماً مشيراً إلى دور الأحزاب و القيادات الحاكمة في جنوب كردستان في قبول الدستور العراقي الجديد الذي اعتمد منذ عام 2005 .

عبد الله أوضح ان هذه القيادات طلبت من الشعب التصويت لصالح هذا الدستور وقال : في ذلك الحين كان لنا دور في الساحة السياسية باسم حزب الحل الديمقراطي في كردستان و اعلنا حينا أننا لن نصوت لصالح قبول هذا الدستور , لكن تم اتهامنا من قبل الحكومة في جنوب كردستان بالخيانة .

الدستور العراقي الحالي هو سبب كل الأزمات و السلطة الحاكمة في جنوب كردستان دعمت هذا الدستور

ما يحصل اليوم سببه الدستور العراقي الذي اعتمد عام 2005 . الحكومة العراقية ومن خلال هذا الدستور تمكنت من تقيد الأحزاب و الحكومة التي تمثل الشعب الكردي ومن خلال هذا الدستور اليوم تتحرك بكل أريحيه , وهذا الدستور يخولها للسيطرة على كل شيء من البصرة وصولا إلى زاخو .

كذلك الدستور العراقي يسمح لحكومة بغداد بالسيطرة على الحدود بالكامل , وسبب تقدم القوات العراقية داخل أراضي الكرد و السيطرة عليها و تراجع البيشمركة وعدم اتخاذ موقف تجاه ما يحصل هو هذا الدستور .

أحزاب الحكمة في جنوب كردستان لم يفسروا هذا الدستور للشعب الكردي بالشكل الصحيح بل تحايلوا عليه و خدعوه و دفعوه إلى الموافقة عليه وهذا ما أدى إلى احتلال أرضنا اليوم . قبل 2005 كان من الممكن إعداد دستور ديمقراطي لكن أحزاب حكومة إقليم جنوب كردستان لم يفكروا في هذا و السبب لان الدستور العراقي الحالي يخدم مصالحهم الشخصية وفي سبيل تلك المصالح قاموا بخداع الشعب ليقبل بهذا الدستور .

أحزاب الحكومة في جنوب كردستان لم يتطرقوا للمشاكل الأساسية في البلاد ولم يسعوا لتحليلها بالشكل الصحيح وسأذكر هنا مثالاً على هذا : الاتفاق المتعلق ببيع النفط كان مضراً بمصالح الشعب الكردي و العراقي , هذا لأنه و بحسب الدستور العراقي فأن مهمة بيع النفط تقع على عاتق الحكومة المركزية و لا يحق لحكومة جنوب كردستان التصرف بها . لكن حكومة جنوب كردستان وقعت اتفاقيات بيع النفط للخارج دون الرجوع إلى الحكومة المركزية في بغداد ولم نجد قرش واحد من واردات تلك المبيعات وبهذا تفاقمت المشاكل الداخلية .

مع كل المشاكل التي كانت تعاني منها حكومة جنوب كردستان أعلنت إجراء الاستفتاء . نحن وكما لم نصوت لصالح الدستور العراقي عام 2005 لآنه كان ناقصاً و غير ديمقراطي , قاطعنا الاستفتاء لآنه كان من مخططات الخارج .

كنا نعلم ان نتائج الاستفتاء ستفضي إلى هذا , لهذا كان قرارنا المقاطعة

عبد الله اعلن انهم كحزب كانوا يتصورون هذا السيناريو وان النتائج ستفضي إلى هذه الأزمة والفشل , لهذا كان قرارهم كحزب هو مقاطعة الاستفتاء .

وعن هذه المقاطعة عبد الله قال: أولا الأوضاع في العراق لا تتحمل المزيد من الأزمات حالياً , و ثانياً الاستفتاء يزيد من تأجيج نار الطائفية و القومية و كنا نتوقع ان يؤدي هذا إلى تمهيد الطريق أمام حرب مذهبية , طائفية , عرقية و قومية في العراق و كردستان .

عبد الله أوضح ان اغلب تلك المخاوف التي كانوا يتوقعونها حصلت وبهذه بدأت معالم الهزيمة و الفشل تظهر على الساحة .

الفشل و الانكسار أصاب السلطة السياسية المستسلمة

عبد الله و في حديثة أوضح ان هذا الفشل و الانكسار ليس بسبب الشعب الكردي و البيشمركة وقال : الشعب الكردي و البيشمركة في جميع مراحل الثورة حققوا النجاح , الذي هزم و فشل في هذه المرحلة ولأنها لم تكن من جوف الشعب و البيشمركة هي السلطة السياسية المستسلمة , القادة هم الذين لم يكونوا على مستوى الثورة .

من خلال الوحدة الوطنية نستطيع مواجهة المخططات التي تعادي شعبنا وبلادنا

عن المشاكل التي يعاني منها جنوب كردستان عبد الله قال : كردستان وطن واحد , ومن خلال اتفاقية سايكس بيكو و لوزان أصبح أربعة أجزاء , يجب ان يكون من مبادئنا الأساسية هو العمل على مواجهة هذه المخططات التي تستهدف بلادنا و شعبنا على المستوى الدولي . كذلك يجب العمل على تحقيق الوحدة الوطنية و اذا تمكنا من تحقيق هذه الوحدة فحينها سيكون مقدورنا مواجهة هذه المخططات التي تستهدف وطننا و أمتنا . التقسيم و التجزئة هو جانبنا الأضعف ولا خيار أمامنا سوى القضاء على هذه التجزئة و التقسيم .  

عبد الله أوضح انهم ومن اجل تحقيق الوحدة الوطنية يحاولون ان يكون لهم دور كما منظمات و مؤسسات KCK  و KNK  وقال : من اجل تحقيق الوحدة الوطنية حاولنا كثيراً التقدم لكن وللأسف دائماً ما كان البرزاني هو العائق الأكبر الذي يحول دون تحقيق هذه الوحدة . في عام 2013 ومن خلال التدخل التركي البرزاني أعاق مسيرة الوحدة الوطنية , حينها لو تمكنا من تحقيق الوحدة الوطنية ولولا الطلب التركي من البرزاني بإيقاف هذه المساعي لما كان اليوم بمقدور الدولة العراقية ان تستبيح ارض جنوب كردستان اليوم و تفعل ما تفعل اليوم بالشعب الكردي .

الشعب في جنوب كردستان لم يعد يأمل أي شيء من أحزابها

الرئيس المشترك لحركة التحرر أوضح ان الشعب في جنوب كردستان لم يعد يأمل أي شيء من الأحزاب الحاكمة من اجل حل مشاكلهم و قال : نحن أيضاً لم نعد نثق بهذه الأحزاب ونتأمل الخير فيهم , نحن فقط نثق ان الحل يكمن في نضال المجتمع , نضال يحمل أفكار وطنية ديمقراطية هي فقط قادرة على خلق أرضية للوصول إلى الحل و الخلاص من هذه المشاكل , هناك حاجة إلى ضخ دماء جديدة في جسد شعب جنوب كردستان و تنظيمه وفق أفكار وطنية جديدة .

لان أحزاب السلطة الحاكمة في جنوب كردستان فشلوا في إدارة البلاد فقدنا اهم أجزاء من أرضنا خلال أيام , لذا على الشعب في جنوب كردستان ان يعيد تنظيم نفسه في إطار الأمة الديمقراطية ليتمكن من النهوض من جديد وينضم إلى الإدارة ولا يمكن حل المشاكل التي تعصف به سوى بهذه الطريقة .

عب الله أضاف : الثورة الديمقراطية تتمثل بالشعوب و إرادتها , وفي جنوب كردستان وفي هذا المجال إرادته مسلوبة و تم إبعاده عن الساحة السياسية . لذا على الشعب الكردي في جنوب كردستان ان يستعيد هذه الإرادة المسلوبة و يعيد تنظيم نفسه وعلية ان يدرك تماماً ان الحل يكون من خلال إرادة الشعب و يعمل على أعادة تنظيم نفسه .