لمواجهة استبداد أردوغان.. داود أوغلو يؤسس حزب جديد وباباجان ينافس بآخر

في أول خطوة فعلية لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من جانب الحلفاء السابقين من قيادات حزب العدالة والتنمية المنشقين، ينتظر حزب "المستقبل" الإعلان رسميا عن ميلاده. 

تقدّم رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو، الذي كان في وقت ما حليفا مقربا للرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس بطلب لتأسيس حزب سياسي جديد يمكن أن يتسبب في تقليص التأييد لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، حسبنا ذكرت وكالة رويترز.

وينظر إلى مؤسس الحزب الجديد باعتباره مهندس السياسة الخارجية التركية التي روج لها حزب العدالة والتنمية في بداية حكمه وانطلق من مبدأ حل المشكلات مع دول الجوار تحت شعار "تصفير المشكلات"، قبل أن ينفرد أردوغان بالسلطة ويمارس سياسة خارجية جعلته في أزمات مع مختلف الأطراف في المنطقة، وادت أيضا إلى انهيار محادثات السلام الكردية. 

كما شغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.

وقال مصدر مقرب من داود أوغلو إن رئيس الوزراء السابق تقدم لوزارة الداخلية يوم الخميس بطلب لتشكيل حزبه الجديد وإنه سيعلنه رسميا في مؤتمر صحفي في أنقرة يوم الجمعة. وأضاف المصدر أن الحزب سيكون اسمه حزب المستقبل.

وتابع المصدر قائلا ”سيُعلن مبادئ حزبه ويقدم معلومات بخصوص الأعضاء المؤسسين. الحزب الجديد سيبث روحا جديدة في السياسة“.

وكان داود أوغلو قد أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية، في أيلول/ سبتمبر الماضي، قائلا إن الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه. وجاءت استقالته بعد شهرين على استقالة النائب السابق لرئيس الوزراء علي باباجان من حزب العدالة والتنمية مشيرا إلى وجود ”خلافات عميقة“.

وتعرض حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم هزائم قاسية في الانتخابات البلدية لصالح أحزاب المعارضة، كما مثلت هزيمة الحزب في انتخابات بلدية اسطنبول المركز التجاري للبلاد، هزيمة شخصية لأردوغان الذي بدأ مشواره السياسي هناك، وسيطر حزبه على رئاسة البلدية منذ ذلك الحين. 

وقال مصدر مقرب من باباجان لوكالة رويترز أيضا إنه سيعلن حزبه الجديد المنافس في غضون أسابيع.

أضاف المصدر ”جهود تشكيل الحزب في مراحلها الأخيرة. التغييرات الأخيرة تُجرى للنصوص بعد أن اكتمل مؤسسو الحزب تقريبا“.

وقال باباجان في أول مقابلة تلفزيونية تُجرى معه منذ استقالته من حزب العدالة والتنمية الشهر الماضي إن تركيا في ”نفق مظلم“ محذرا من مخاطر ”حكم الفرد الواحد“.