كريمي : نكسة كركوك هي نتاج قذارة 26 عام

أشار الكاتب علي كردي إلى ان خسارة كركوك ليست بسبب الاستفتاء إنما هي نتاج السياسات القذرة التي تمارسها الحكومة منذ 26 عاماً .

 أجرى مراسل وكالة الأنباء فرات ANF لقاء مع الكاتب علي كريمي من جنوب كردستان عن الأحداث الأخيرة التي حصلت في جنوب كردستان فقال : تشكلت الحكومة في جنوب كردستان منذ 26 عام والجميع يعلم ان الحكومة تمارس اعمل غير شرعية من سرقة , نهب , قتل المدنيين , خطف أشخاص و اتباع أساليب المافيا و بناء نظام مافياوي في جنوب كردستان .

كريمي أشار إلى ان السرقة , النهب و الأعمال القذرة في هذه الفترة ظهرت بشكل واضح جداً أضاف :" خاصة مقولة الاقتصاد الحر و المستقل والتي اطلقها كل من نجيرفان برزاني و أشتي هورامي بعد عام 2003 تتجسد بشكل واضح اليوم , الشعب اكتشف هذا ان هذا النظام لا يخدم مصالحة إنما يخدم مصالح القادة و المسؤولين . هنا ظهر جيل جديد من أحفاد البرزاني و الطالباني ليقول ناضلنا كثيراً و قاتلنا أكثر مقاومتنا كانت بلا حدود إلى ان تعبنا من هذا النضال و اليوم يحق لنا ان نفعل ما نشاء كمكافئة على المجهود .

علي كريمي أوضح ان هذا هو السبب الذي أدى إلى ابتعاد الحكومة وهذا الحزب عن الشعب , وهذا الانقطاع بين الشعب و الحكومة ازداد مع مرور الأيام .

الكاتب كريم أشار إلى ان ممارسات الحكومة هي التي مهدت الطريق للوصول إلى الواقع الحالي وقال : بسبب ممارسات الحكومة لتلك الأعمال ازدادت الهوه بين الطرفين ليعبر الشعب عن اعتراضه لهذا الواقع و بشكل كبير و حال لسانه القول :" ما كنتم تفعلونه بنا يفعل بكل اليوم ". وهذا ما ظهر إلى الواقع .

الشعب يقول : لماذا كرميان , كركوك , شار زور فقيرة لماذا تناسيتم أبناء الذين تبنوا القيم الحقيقية للحركة الكردية, و الذين اليوم ضاعوا هم نفسهم أبناء تلك المناطق الفقيرة . انظروا إلى جبهات كركوك الذين قتلوا هناك اليوم مرة أخرى هم أبناء تلك العائلات الفقيرة التي مثلت ولا تزال تمثل القيم الحقيقة للحركة الكردية .

القيادة المسؤولة عن الأوضاع في كركوك

كريمي أشار إلى أن الأطراف الكردية اليوم تتهم بعضها البعض بسبب الكارثة التي حلت بكركوك وقال : الحقيقة هي ان القيادات إلى اليوم مستمرة في الكذب و خداع الشعب و اجتماع دوكان هو سقف هذه الخدعة و الأكاذيب . بعد خروجهم من الاجتماع اكدوا على انهم اتفقوا وهذه كذبه . لم يكن هناك اي اتفاق فإذا ما كان هناك اتفاق فأنه انتهى في الليلة التي تمت فيها مهاجمة كركوك .

هذه الكذبة هي التي أدت إلى سقوط كركوك و الكثير من النواحي و القرى في يد الحشد الشعبي و سبب الهزيمة الكبرى . المذنب الأول هو كبير هذه العائلة لان أي عائلة  تمنى بهزيمة فالمسؤولية تقع على عاتق كبير تلك العائلة , ومن ثم نستطيع لوم الأشقاء في تلك العائلة .

منذ سنوات و مسعود البرزاني متمسك بكرسي الزعامة و القيادة و يرفض التخلي عن المنصب . في نفس الوقت نصب نفسه قائداً لجميع قوات البيشمركة و نستطيع ان نقول ان المسؤول عن تلك الهزيمة في كركوك هو الذي نصب نفسه مسؤولا عن كل شيء .

هذه الهزيمة و حتى لو كانت نتاج خيانة , او تكتيك المسؤول الأول عنها هو البرزاني ولأنه نصب نفسه مسؤولا عن كل شيء لذا سيتم محاسبته قبل الجميع على هذه الهزيمة و التفريط بارض كردستان .

اذا كان الهدف هو الاستقلال لكانوا اجروا الاستفتاء عام 2005

الكاتب كريمي وفي حديثة تطرق إلى موضوع أهداف الاستفتاء موضحا انه لو كان الهدف هو الاستقلال فأن الظروف و الأوضاع التي كانت عام 2005 افضل بكثير من الظروف الحالية للمطالبة بالاستقلال , لكن القيادة حينها لم تفكر بهذا الاستقلال وكان تعمل في جانب اخر و لها حسابات أخرى .

كريمي قال : اليوم قالوا سنجري الاستفتاء , هذا الاستفتاء تسبب في هدر كرامة البيشمركة و الشعب الكردي اجمع و احتلال أجزاء من كردستان من جديد و المسؤول عن هذا هو البرزاني .

في عام 2005 كان كل شيء يحصل في العراق و جنوب كردستان بإشراف من الولايات المتحدة الأمريكية و كانت تحاول تسوية الوضع الكردي , الظروف الدولية حينها كانت في صالح الكرد ,لان الكرد تعرضوا للمجازر و الابادات في حلبجة , الأنفال و الكثير من المجازر الأخرى . هذه المجازر كانت تثير الراي العام العالمي وكان ينظر إلى الشعب الكردي انه محق بكل ما يطالب به و كان يدعم مطالبه . اذا كانت النية هي الاستقلال فكانت الظروف في تلك المرحلة افضل بكثير من الظروف اليوم وكان من الممكن إجراء الاستفتاء و الاستقلال و أمريكا كانت على استعداد لدعم هذا , لكن القيادات الكردي حينها و عوضا عن إجراء الاستفتاء و المطالبة بالاستقلال طالبوا بتعويضات وهذه كانت مفاجئة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية .

كل هذه الأحداث و النكسات التي تصيب الكرد ومنذ عام 2005 يتحمل مسؤوليتها القادة الكرد و على رائسهم مسعود البرزاني .

كان من الضروري عقد المؤتمر الوطني

كريمي أكد على ضرورة عقد المؤتمر الوطني أولا وقال : كان من الواجب هو العمل على عقد المؤتمر الوطني الذي يمثل جميع أجزاء كردستان مشيرا إلى ضرورة تأسيس العقلية الوطنية الموحدة , مثال هذا اليوم تحرير مدينة الرقة لكن في جنوب كردستان و بسبب العقلية التي تفصل القضية الكردية في جنوب كردستان عن باقي أجزاء كردستان أضعنا كركوك .

روج افا اليوم تناضل بالأفكار الأممية و الديمقراطية و تبني نظامها الاجتماعي على هذا الأساس . في روج افا يتصور مبعوث التحالف الدولي لمكافحة داعش  برريث ماكغورك  مع أبناء و مقاتلي روج افا و يفتخر بنفسه و يظهر نفسه للعالم و الراي العام . ونفس الشخص في جنوب كردستان يبحث عن البرزاني و يحاول التواصل معه لكن البرزاني حتى لا يرد على اتصالاته وهذا دليل التخبط و الضياع .

جنوب كردستان يمر في مرحلة خطيرة

الكاتب كريمي أشار إلى تأثير تركيا على حزب الديمقراطي الكردستاني PDK وقال : يذكر ان حزب PDK يحاول إدخال قوات تركية إلى جنوب كردستان , اذا اقدم الـ PDK  على ارتكاب هذا الخطأ فأن الأوضاع في جنوب كردستان ستتحول من سيء إلى أسوء . اذا فعل البرزاني و حزبه هذا فأن كردستان ستتحول بالكامل إلى ساحة حرب كارثية . فقط بالوحدة , الخط السياسي المشترك , الدبلوماسية و بناء قوة عسكرية موحدة نستطيع تجاوز هذه النكسة و تغير الواقع الحالي في جنوب كردستان , أي تحرك خارج هذا الاطار فلن يتمكن الكرد من التخلص من الابادات و الاحتلال ولن يكون قادراً على صد الهجمات التي تستهدفه .