كالكان: الكرد حقّقوا تغييراً أساسياً في البراديغما عن طريق القيادة

قال دوران كالكان أن المجتمع الكردي حقّق تغييراً أساسياً في البراديغما بحقيقة القيادة وأن هذه التغيرات مازالت مستمرة. وتمّ بذلك القضاء على البراديغما التي حاول الاستعمار والنظام المهيمن والقومي والدولتي بناءها.  

أشار عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني PKK دوران كالكان إلى أن العالم يناقش بعض الأشياء لأنه في حالة فوضى وأزمة وقال "إنه على حافة القيامة. وفي حال لم يتمكن من تحرير نفسه فإن القيامة ستقوم. وفي أساس التحرر يوجد العقلية، الرأي، المفهوم والمقاربة من الحياة.

وأوضحت القيادة آراءها في مرافعاتها وقالت "يجب أن يتمّ مناقشة هذا الأمر كما يجب أن يتمّ التوصل إلى حل من هنا." حيث أوضحت معياراً ومستوى وإطاراً. في هذا الوقت فإن الشيء الأساسي هو أن يفهم هذا الأمر وأن يدرب المرء نفسه وفق هذا الأمر وأن يغير نفسه وأن يصل إلى هذا المستوى".

وقال كالكان: "يجب أن تكون حقيقتنا حقيقة القيادة. وفي أساسها يوجد الحياة الحرة الاجتماعية".

وأضاف "إذا أردنا أن نفهم عقلية القيادة وأن نتخذها كأساس عندها يجب أن نعرف كيف تقيّم القيادة الحياة وأن نتعلم مقاربتها للحياة ومسؤوليتها تجاه الحياة. الوضع المتأزم يمكن أن يحل بهذا الشكل. وعوضاً عن الهرب من الحياة يمكن التعمق في الآراء بهذا الشكل".

وصرّح كالكان أنه يجب ربط علاقة بين الأيديولوجية والفلسفة والعقلية وقال: "الأيديولوجية هي جمع المعايير. إنها معايير الحياة. لكنها ليست جمعاً مملاً للمعايير. فهناك فلسفة للحياة تستند عليها هذه المعايير. وهناك عقلية تستند عليها هذه المعايير. وتوجد معايير أخلاقية وسياسية لا يمكن الاستغناء عنها".

القائد آبو يركّز دائماً على الشك وسأل عنها على الدوام

وأشار كالكان إلى أن أوجلان ركّز على الشك وقال: "أشار إلى أن الصفة الأساسية هي المقاربة من الشك وقارب كل شيء بشك لكنه سأل وقام بالبحث وتعمّق في المجال الفكري والعملي وحاول أن يعيش بطريقة صحيحة وأن يحققها وبهذا الشكل وصل إلى أساس البحث".

العقل الاجتماعي مرن

ولفت كالكان إلى قول أوجلان حول العقل الاجتماعي، أفاد بأن "العقل الاجتماعي مرن" وقال: "المجتمع يتحرك بكل الاتجاهات، ومن غير الواضح إلى أي اتجاه يذهب. وهناك ميل له نحو الإدارة والكفاح. والشخصية أيضاً هي بهذا الشكل. وهناك علاقة له مع الشخصية. والشخص يعيش بنضاله الداخلي وكفاحه العقلي وبضميره. كما أنه يعيش بنضاله الأيديولوجي والتنظيمي. ونحن نعرف ذلك بهذا الشكل. وليس هناك حقيقة للشخص دون نضال. يجب أن يكون باحثاً. والنقطة التي تنتهي فيها الأنانية وتصبح الشخصية اجتماعية تبدأ من هنا".

تحقق تغير أساسي في مجال البراديغما بآراء القيادة

وصرّح كالكان أن الشخص ليس عبارة عن وجود بيولوجي فقط وبأنه يحدّد حياته عن طريق النضال، وقال: "من المهم أن يفهم هذا الأمر. يجب أن يفهم من الناحية العلمية وأن يشار إليه من الناحية الأدبية. وأرادت القيادة أن تفهم الحقيقة التي أصبحت سبباً في هذا الأمر وأن تحلل".

وقال كالكان: "هناك تغيرات في الشخصية وفي المجتمع، في الثقافة، الأخلاق، الروح، المشاعر وقيم المجتمع. وقد مر المجتمع الكردي بتغير أساسي في البراديغما عن طريق حقيقة القيادة. وهذه التغيرات مازالت مستمرة. وتمّ القضاء على البراديغما التي بناها الاستعمار، النظام المتسلط والدولتي والقومي وفتتها إلى أجزاء".

الأخلاق المشتقة من قائدنا ستقضي على النظام القائم على الإبادة

وذكر كالكان أن عقلية وأخلاق الأشخاص الأحرار الجدد تبنى من هنا، وقال: "الأخلاق الاجتماعية تأتي من أعماق التاريخ. لكن تلك الأخلاق لا يجوز أن نأخذها كما هي. فالعديد من المعايير لا تكون جواباً على العصر الحالي. وهجمات نظام الإبادة الثقافية قضت على تلك الأخلاق. ومن أجل القضاء على نظام الإبادة الثقافية والإنكار والإبادة هناك حاجة لأخلاق يقوم المجتمع الديمقراطي بخلقها. والأخلاق المشتقة من القائد تحدد هذا الشيء. وهذه الأخلاق هي معايير القيادة".

كلما كان المخزون الثقافي للمجتمع كبيراً كان المجتمع أقوى

وأشار كالكان إلى أنه كما لا يجوز أن يكون هناك مجتمع بدون أخلاق وسياسة فإنه في الوقت نفسه لا يجوز أن يكون هناك مجتمع بدون ثقافة وقال: "في حال لم يخطط المجتمع لمستقبله ولم يأخذ قراراً في ذلك الشأن ولم يحققه فإن ذلك المجتمع سيزول. وتحولت المجتمعات الصغيرة إلى مجتمعات كبيرة عن طريق جمع القيم. وعن طريق جمع القيم هذه تحولت المجتمعات البدائية للإنسان نحو مجتمعات كبيرة والتي يطلق عليها اسم المجتمعات القومية. وإحدى أسس التحول إلى مجتمعات هي الثقافة. وكلما كان المجتمع صاحب مخزون وغنى وقوة ثقافية كان مجتمعاً قوياً وأخلاقياً ويمكن له ممارسة سياسته".

وأشار كالكان إلى أن نظام الإبادة الثقافية يحاول القضاء على المجتمع الكردي وبناء القومية التركية الجديدة مكانه، وقال: "أراد القائد آبو الحفاظ على وجود الكرد والحياة الحرة ضد نظام الإبادة الثقافية وذلك عن طريق بديل جديد من المعايير الاجتماعية الديمقراطية والشخصيات الحرة. وبدون شك تحولت حقيقة قيادتنا في بناء الثقافة وتطوير الخط الأيديولوجي والتنظيمي وخلق المعايير إلى مخزون ثقافي وأخلاقي. وكلما تحقق هذا الأمر أصبح القائد آبو حزباً أكثر من شخص وحزب العمال الكردستاني PKK أيضاً يصبح مجتمعاً أكثر من كونه حزباً ويصبح أمة ديمقراطية".

وأكد كالكان أن هذه الأخلاق بدون شك تتخذ الأخلاق الاجتماعية الكردية كأساس لها.  

إبادة المجتمع هو إبادة العقلية

وأشار كالكان إلى أن إبادة المجتمع هو في جوهره إبادة للعقلية وقال: "إنها تحويل العقلية إلى عقلية مناقضة والقضاء عليها. وعندما يتمّ القضاء على العقلية يصبح نهب وسلب المجتمع والأفراد أكثر سهولة. وأكثر من ذلك سيصبح الاستعمار والسلطة أشياء طبيعية. وهذه عبودية ثقيلة. لذلك تحاول القوى المهيمنة والدولة على الدوام القضاء على العقل وإضعافه".

القيادة مرتبطة مع قيم المجتمع إلى حد العشق

وأضاف كالكان "يجب أن نفهم ارتباط القيادة مع الوطنية، الوطن، التراب، التاريخ والثقافة بشكل جيد وأن نستوعبه. وارتباط القيادة مع القيم الاجتماعية هي لحد العشق. ويستفيد منها كثيراً ويتعلم منها ويبحث فيها ويستمر بالحياة عن طريقها. والقيادة تعيش في تاريخ الإنسانية الذي يمتد لآلاف السنين وفي المستقبل الذي يمتد لآلاف السنين. حيث يبحث فيها ويتمعن فيها. والمجتمع، الوطنية وحب الأرض ليست فقط أقوالاً عند القيادة. إنها شعور واتحاد مع الحقائق. ويرى نفسه عن طريق هذه الحقيقة. وعرّف الوطنية بهذا الشكل".

وأشار كالكان إلى أن أوجلان ينظر إلى الرأسمالية كخطر كبير على مستقبل البشرية ولذلك أفصح عن موقفه ضد الرأسمالية، وقال: "من أجل إيقاف هذا الخطر يجب أن تتحقق الحداثة الديمقراطية. وخلق نظرية الثورة هنا كمحرر".

الحداثة الديمقراطية هي خلق الحياة الحرة

وصرّح كالكان أن الحداثة الديمقراطية هي خلق للحياة الحرة وقال: "الإنسان الحر والحياة الحرة تشكل لنا أهمية تاريخية من أجل نضالنا للحرية. والذي يشكل سبب هذه الأهمية هو اجتماعية الحداثة الديمقراطية".

وأشار كالكان إلى أن النضال من أجل حياة حرة على هذا الأساس تشكل الطريقة الرئيسية من أجل خلق ميراث الحداثة الديمقراطية.

الحياة الحرة المشتركة

ولفت كالكان إلى الحياة الحرة المشتركة وقال: "أشار القائد آبو إلى أن المؤسسات الاجتماعية يجب أن تكون في خدمة الحياة المشتركة. وأكد أنه في حال حدث عكس هذا عندها سيؤدي هذا إلى بناء خاطئ للحداثة المتحكمة. كل الاكتشافات التقنية العلمية والأعمال الاقتصادية والمؤسسات الاجتماعية هي كأدوات من أجل تطوير الحياة الحرة المشتركة. وفي بناء الحداثة الديمقراطية يجب أن نقارب بنفس الشكل الصناعة أيضاً. والبراديغما الديمقراطية والبيئية والمحافظة على حقوق المرأة والتي أبدعها قائدنا تشكل الحل الأساسي لكل هذه المشاكل".

وأشار كالكان إلى أنه من أجل التحرر الديمقراطي هناك حاجة للحياة الحرة المشتركة.