قهرمان حسكة ذلك البطل الذي انضم لقوافل الشهداء في (جولك)

فجر الشهيد قهرمان حسكة قنبلته اليدوية بنفسه، عندما أصيب بجروح بليغة خلال تنفيذه لعملية نوعية، بعد أن قال "لقد انتقمنا لشهداء جولك".

كان قهرمان حسكة (أحمد توفيق) أحد المقاتلين الذين توجهوا من سهول روج آفا نحو قمم جبال شمال كردستان وشاركوا في الحرب التحررية الشعبية.

تأثر الرفيق أحمد توفيق بنضال حزب العمال الكردستاني (PKK) من أجل حرية الشعب الكردستاني، وكانت البداية مع نضاله في صفوف الوطنيين من ابناء منطقته إلى أن انضم الى صفوف الكريلا عام 1993.

وبعد أن تلقى تدريباته في ساحة القيادة، ونهل من فكر القائد عبدالله أوجلان، توجه الى جبال كردستان باسمه الحركي (قهرمان حسكة)، حيث كانت جبال زاغروس مركز فعالياته ونضاله.

وشارك الشهيد البطل قهرمان حسكة على مر سنوات طويلة في معارك عصيبة في جبال زاغروس، إلى جانب أنه كان محبوباً جداً من قبل رفاقه، لما كان يتحلى بشخصية قوية ومتزنة، وتفكيره العميق في نهج الحركة وفلسفة القيادة وشجاعته في النضال.

وتوجه قهرمان حسكة الى إيالة أرزروم أثناء حملة 1 حزيران بعد خضوعه لدورة تدريبية ايديولوجية بعد سنوات طويلة من العمل الشاق قضاها في جبال زاغروس لمدة ثمانية أعوام.

وعلى الرغم من انحداره من روج آفا /غربي كردستان، إلى أنه كان يتقن التعامل مع أهالي المنطقة التي كان يناضل فيها، حيث استطاع خلال قترة قصيرة كسب ود ومحبة الشعب، حيث كان الشعب في المنطقة التي يناضل فيها يثقون به كثيراً وينصتون إليه في كل شيء، وهو بالمقابل كان يمضي معظم وقته بين الأهالي في المنطقة الواقعة في إطار فعالياته.

وفي الوقت الذي كانت الدولة التركية، تتخذ من منطقة جولك مركزاً لها يهدف القضاء على مقاتلي الكريلا، أقدمت الوحدات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال التركي على وضعه من ضمن الأهداف الرئيسية لهم لمدة طويلة، والسبب شعبيته وتأثيره المتزايد وسط الأهالي، ولكنهم لم يتمكنوا من إلحاق الأذى به، لأنه كان جغرافية المنطقة جيداً لدرجة أثارت الدهشة لدى الأهالي وسكان المنطقة.

ولم يفرط ابداً في مقاييس ومعايير الكريلا، حيث كان قائد حرب ذو انضباط عالي ويتمتع بالمهارة في تكتيكات الكريلا وحس عالٍ بالمسؤولية، كان يباغت العدو بعمليات نوعية مفاجئة ويلحق الهزيمة بهم، إلى درجة دفعت قوات جيش الاحتلال التركي إلى إعلان جائزة لمن يدلي بالمعلومات عنه أو يتمكن من الإمساك به أو قتله، والسبب كان الذعر الذي زرعه البطل قهرمان حسكة في قلوب جيش الاحتلال.

وفي العام 2008 تم اتخاذ قرار القيام بعملية كبيرة ونوعية، وحينها كان الهدف مخفر كيخي/ تفزات، حيث نوقشت تفاصيل العملية، وتم التخطيط لها بشكل موسع، وعين حينها الرفيق قهرمان حسكة قائداً لهذه العملية، حيث كانت العملية ستنفذ حينها في منطقة لم يكن العدو يتوقعها أبداً.

وفي تلك العملية، على الرغم من أن العدو أحس بقهرمان  ورفاقه، إلا أنهم لم يتراجعوا وأصروا على التقدم في تنفيذ العملية، وبالفعل تمكنوا من تدمير العديد من مواقع العدو في وقت قصير جداً وقياسي ودخلوا فناء المخفر وسيطروا على المبنى وقتلوا حينها 16 جندياً تركياً، بعد حوالي ساعة ونصف من العملية، أرادت قوات الاحتلال التركي القيام بعملية إنزال جوي في ساحة المخفر بدعم من مروحيات كوبرا القتالية، حيث كانت إحدى طائرات السيكورسكي تحمل 20 جندياً، وأصبحت هذه تلك المروحية في مرمى نيران الرفيق قهرمان ورفاقه، وتمكنوا فعلاً من إسقاط المروحية وقتل كل من فيها.

 

وأصيب حينها البطل قهرمان حسكة في هذه العملية، وطلب من كافة رفاقه الانسحاب الفوري ولم للرفاق بأن ينشغلوا به وبإخراجه من منطقة العملية، وأوصاهم بقوله " بلغوا سلامي وتحياتي للرفاق، وأخبروهم أننا انتقمنا لشهداء (جولك)، ويعيش القائد عبدالله أوجلان" وسحب مسمار الأمان في رمانته اليدوية وفجرها بنفسه، بعد أن تأكد من ابتعاد رفاقه بقدر كافي من مكان العملية، وانضم بذلك إلى قافلة الشهداء.