في الجزء الثاني من الحوار مع عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قريلان على راديو "DengêWelat" تحدث قريلان عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا.

وأوضح قريلان أن قرار الانسحاب تتمة للقرار الأمريكي الذي صدر بحق قيادات حركة التحرر الكردستاني الثلاثة والذي هو ضمنهم في السادس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي يأتي في إطار المؤامرة الدولية حيث قال:

هذا القرار لم يكن مفاجئاً بالنسبة لنا. ونعتبر هذا القرار استمرار للمؤامرة الدولية. فأمريكا وفي السادس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أعلنت رصد مكافئة بحق ثلاثة قيادات في حركة التحرر الكردستاني وقرار الانسحاب هو جزء من هذه المؤامرة. ومرة أخرى أثبتت قوى الهيمنة العالمية عدم اكتراثها لقضايا الشعوب العدالة وحقوق الشعب الكردي المشروعة. وهي لا تبحث سوى عن مصالحها, فحيناً تتحالف مع الكرد من اجل مصالحها واحياناً تتخلى عن حلفاءها أيضاً من اجل مصالحها. ثورة روج آفا انطلقت على أساس الخط الثالث وبنت العاقات مع الجميع لكنها يوماً لم تعتمد على أي طرف من تلك الأطراف ولهذا لا اعتقد أن انسحاب قوات الولايات المتحدة الأمريكية يسكون له تأثيره السلبي على الثورة والإدارة في روج آفا.

البعض لا يزال يعتقد أن كل هذه الإنجازات التي تحققت في روج آفا هي بفضل الدعم الأمريكي، لكن الذين يتابعون المشهد عن كثب يدركون أن هذا غير صحيح. أمريكا دخلت سوريا في 2015 في حين أن ثورة روج آفا انطلقت في العام 2012 وحاربت مرتزقة داعش والنصرة خلال عامين بشكل متواصل قبل التدخل الأمريكي.

وأشار قريلان إلى أن تركيا تحاول مواصلة المؤامرة على الشعب الكردي وتحاول كسب كل الدعم والتضامن لتحقيقها لكن والى الأن تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا لا يلبي رغابتها. وتابع: "الكثيرين ضمن الإدارة الأمريكية انتقدوا قرار ترامب، أوروبا أيضاً كانت لها ردة فعل سلبية تجاه القرار، أطراف أخرى أعلنت أن هذا القرار لن يدخل حيز التنفيذ. لكن قبل هذا كان هناك قرار صادر عن محكمة العدل الأوروبية بحق حزب العمال الكردستاني ويمكن وصفة بالإيجابي. اذا الواضح أن البعض يحاول مواصلة المؤامرة الدولية بحق الكرد مثل الفاشية التركية والبعض من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. قد ينضم إليها بعض القوى الأخرى، لكن الواضح أن هناك فرصة للقضاء على هذه المؤامرة وتدميرها بشكل كامل وحان الوقت لتحقيق هذا".

وأكد قريلان أن ثورة روج آفا، وشمال سوريا لا تعتمد سوى على إمكانيات الشعب تمل القوة والخيارات العديدة وتواصل تقدمها على مبدأ الخط الثالث. وعليها مواصل هذا الطريق دون الاعتماد على احد. واذا ما تمكنت من الصمود بمفردها دون الاعتماد على الغير فهذه هي الثورة الحقيقية العظيمة. ونحن نثق فيها كل الثقة. البعض يحاول خلق حالة من الرعب داخل المجتمع، هذا الأمر غير جيد فهذه الثورة تملك من القوة الإمكانيات الكبيرة التي تدعم صمودها وبقائها في كل الظروف اعتماداً على هذا الشعب.

وأضاف:

لأنهم يحاولن بناء توازنات جديدة فلن تقف الإدارة في شمال وشرق سوريا مكتوفة الأيدي وهم قادرون على بناء اتفاقات جديدة وتحالفات أخرى. وهذا ما يحصل في كل العالم. الجانب الإيجابي هو أن الإدارة الذاتية والى اليوم لم تعتمد على أي قوى خارجية ولا ترتبط بشكل مباشر مع أي قوة أخرى، وقادرة على مواصلة علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، لحماية الثورة. والمهم هنا هو القدرة على حماية قوتها، دعمها والاعتماد على قوتها الذاتية بشكل اكبر. وان تكون هناك ثقة بنفسها من الناحية العسكرية والاجتماعية والعمل وفق هذه المعطيات. الثقة بالذات والإمكانيات سيدفعها إلى حماية الثورة وضمان المكانة ضمن التوازنات الجديدة وهي حقاً تمل تلك القوة والمقدرة على تحقيق أهدافها والفرص متاحة جداً.

ولفت قريلان أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية قد يؤدي إلى بناء توازنات أخرى في سوريا وكل من يعتقد أن ثورة روج آفا تشكلت وحققت انتصاراتها اعتماداً على أمريكا سيكتشفون لاحقاً انهم على خطأ وقال:

اذا ما انسحبت أمريكا فسنتدخل نحن ونقضي على الثورة خلال أيام". وهي تروج لشن هجوم على المنطقة. لكن القيادات العسكرية والسياسية تردك تماماً أن هذا الأمر لن يكون سهلاً. بالإضافة إلى أن تركيا لا تملك تلك القوة الكبيرة التي تتدعي أنها تمتلكها. قلنا هذا سابقاً: تركيا غير قادرة على احتلال أي منطقة كما تريد ومن المهم جداً أي يدرك الشعب العربي، السرياني، الكردي المقاتلون وقيادات روج آفا حقيقة ضعف الجيش التركي وان يتمسكوا جيداً بمواقعهم ضد أي هجوم. فالتمسك بالإرادة وحدة سبيل قلب الموازين وكسر أي هجوم تركي محتمل وهذا ما سيكون.

وأضاف:

 داعش، تركيا والنظام السوري يعتقدون أن ثورة روج آفا ستضعف إذا ما غادرت أمريكا المنطقة ونحن نجدد ثقتنا بالثورة ونؤكد أن مكونات شمال وشرق سوريا قادرين على تحقيق النصر وحماية مكتسبات ثورتهم.

وكرر قريلان أن حركة التحرر الكردستاني وكل الشعب الكردي سيدعم ثورة روج آفا ودعا كل القوى الديمقراطية في الشرق الأوسط وعموم كردستان إلى دعم ثورة روج آفا بكل قوة.