قريلان: العمال الكردستاني يناضل في سبيل الحفاظ على مكتسبات الشعب الكردي

أكد القائد العام لمركز الدفاع الشعبي مراد قريلان إصرارهم وعزيمتهم اللامتناهية في الدفاع عن مكتسبات الشعب الكردي في جنوب كردستان، وقال إنهم قادرين بمقاومتهم على دحر هجمات دولة الاحتلال التركي.

أشار قريلان في معرض حديثه إلى فعاليات الإضراب عن الطعام، قائلاً: إن فعاليات الإضراب عن الطعام التي بدأت كحملة استمدت قوتها من الروح الفدائية للمناضلة زيلان ومناضلي 14 تموز، وبهذه المناسبة أوجه تحية لجميع النشطاء وأتمنى لهم النصر والنجاح. 
وأوضح: جدار العزلة المشددة على القائد أوجلان اهتز بفضل تطور نضال التحرر الكردستاني ونتيجة حملات الإضراب عن الطعام التي خاضها نشطاء الكرد خلال 200 يوم. والأمر المهم والذي يعد النصر الأكبر، هو سماعنا لنداء القائد من إمرالي بعد أربعة أعوام من العزلة المشددة، والأمر الأكثر أهمية هو تمكن محامو القائد من اللقاء به بعد ثمانية أعوام وإعلان رسالته أمام الرأي العام من خلال مؤتمر صحفي وهذا الأمر بحد ذاته نتيجة مهمة.
وأضاف "هذا البيان المكون من سبع نقاط أوضحها القائد في رسالته، يشير إلى أن القائد أوجلان صاحب القوة الأكبر لحل قضية الشعب الكردي والتركي وقضايا منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأنه صاحب مشروع يهدف إلى إيجاد حلول ملائمة لجميع الأزمات التي تحدث في المنطقة؛ والجميع أدرك بأن للقائد أوجلان دور أساسي في حل أزمة المنطقة".
وأكد أنه "خلال الأعوام الخمسة الأخيرة تعرض شعبنا وحركتنا لهجمات كبيرة من قبل الأرغنكون، سواء على يد تنظيم داعش الإرهابي أو من بعدها على يد تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وأيضا نظام العزلة المشددة التي فرضتها الدولة التركية على قائدنا، والحرب الخاصة التي مارستها ضد شعبنا كان الهدف الأساسي منها إضعاف نهج القائد أوجلان وتصفيته وأرادوا أن يحولوا القائد أوجلان إلى سجين لا حول له ولا قوة في إمرالي".
ولفت إلى أن الوقائع الأخيرة التي حدثت سواء من لقاء المحامين والأنشطة التي قام بها شعبنا والبيانات التي صدرت، والحملة التي انطلقت بعد الثاني من آيار والجدل الذي أحدثه اللقاء التي حدث مع القائد أوجلان من خلال المؤتمرات الصحفية أمام الرأي العام التركي والعالمي، أثبت للجميع بأن القائد أوجلان صاحب إرادة وعزيمة وقوة حل وله فاعلية في حل القضايا في المنطقة.
وتطرق قريلان خلال حديثه عن سياسات الدولة التركية العدائية والداعية إلى الحرب، بقوله: على مدار الخمسة أعوام الأخيرة كانت هناك هجمات شرسة شنتها السلطة التركية على القائد أوجلان في إمرالي وعلى مقاتلي الكريلا في الجبال وفي شنكال وكوباني، وبعدها الهجمات الوحشية التي شنها تنظيم داعش الإرهابي على كوباني، وبهذه المناسبة نستذكر المجزرة التي قام بها مرتزقة داعش في 25 حزيران وراح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء في كوباني، وبلا شك فقد انتقمنا لدمائهم الطاهرة.
وقال أيضاً: "إن على الجميع أن يدرك أن هذا الشعب المكافح لم يقف مكتوف الأيدي أمام وحشية داعش، وقاومه بدءاً من كوباني مروراً بالرقة حتى الباغوز وقضى على عناصره؛ والدافع في هذه المقاومة كان الانتقام للمجازر التي ارتكبها التنظيم الوحشي في شنكال وكوباني".
واستطرد: "من جانب آخر فإ ارتكابهم المجازر في كل من (جزير وسور) كان بهدف إضعاف نهج القائد أوجلان والروح الأوجلانية، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك. وأن حملة "لننهي العزلة ولندحر الفاشية ونحرر كردستان"، إلى جانب رسالة القائد أوجلان والأحداث التي وقعت مؤخراً وإعلان الانتصار على داعش ونتائج الانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار وانتخابات اسطنبول التي جرت مؤخراً دلت جميعها على أن النهج الذي ينادي به القائد أوجلان ازداد قوةً أكثر من أية مرحلة سابقة".

وأضاف "هناك موضوع آخر في هذه المرحلة وهو أن القائد أوجلان منذ بداية العزلة المشددة في إمرالي وحتى الآن يخوض نضالاً كبيراً وعميقاً مرفقاً بالحكمة والصبر، فقد أصبحت توجيهاته أكثر غنى وعمقاً وهذا ما لامسناه على الواقع؛ والبيانات والرسائل التي صدرت جميعها أثبتت هذه الحقيقة، ونؤكد أن وضع وموقف القائد أوجلان قدوة لنا ولجميع رفاقنا.
وشدد على أن تعمق القائد أوجلان في فكره وتوجيهاته رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها في العزلة؛ له معانٍ كبيرة، وجميعنا أدركنا أن القائد أوجلان تعمق أكثر في فكره وتوسع في فلسفته وشغل وقته بتوسيع أفقه ونحن نستمد قوتنا منه ونعده مصدراً ومثالاً نحتذي به. 
وتابع: على مقاتلو القائد أوجلان وجميع الوطنيين إدراك عزيمته القوية ونضاله المفعم بالحكمة لأنه يعد قدوة نهتدي بها، وعلينا أن نسأل أنفسنا بأننا كيف سنصبح أهلاً لهذا النضال وهذه الحكمة التي يقدمها القائد أوجلان".
وعن الشهداء تحدث قريلان قائلاً: "قبل كل شيء نستذكر بكل احترام وتقدير ثلاثة من أهالينا المدنيين الذين استشهدوا في كورتك في جنوب كردستان وأهالينا الذين استشهدوا في المجزرة التي ارتكبت في كوشين على يد النظام المجرم المتمثل بحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية المعادي للشعب الكردي، ونتعهد بأننا سننتقم لهم. فهم استشهدوا خلال نضال التحرر الكردستاني لذلك هم شهداء الثورة وبدورنا نعزي ذوي هؤلاء الشهداء كمان نعزي شعبنا في قنديل وجنوب كردستان وشعبنا جميعا ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا.
وقال: "إن هجمات الدولة التركية على الشعب في جنوب كردستان هي هجمات مقصودة، فمنذ المجزرة التي وقعت في قرية كندكول التابعة لمنطقة خنير التي ارتكبتها الدولة التركية عام 2000 وحتى يومنا هذا تواصل الدولة التركية هجماتها ضد المدنيين العزل بشكل مقصود وعن معرفة تامة هادفة إلى ترهيب الشعب وتهجيرهم وفرض سيطرتها عليهم. وتشن هجمات قوية على أراضي جنوب كردستان، كي تقمع الشعب ولا تسمح لأحد بأن يقف ضدها وضد أهدافها. ففي المناطق التي تم فيها قتل المدنيين العزل، لا يوجد فيها مقاتلي حزب العمال الكردستاني(PKK) والجميع يعلم بعدم وجود نقاط عسكرية لمقاتلينا على طريق كورتك ورغم معرفتهم بأنها عربات تعود للمدنيين إلا أن الدولة التركية قصفت تلك المنطقة".
ونوه بأن قتل المدنيين تعد جريمة بحق الانسانية كما أنها تعد جريمة في المواثيق الدولية ومعاهدة جنيف، إلا أن الدولة التركية تستهدف المدنيين من خلال الهجمات التي تشنها ضد شعبنا منتهكة المواثيق الدولية.
ولفت إلى أن وزارة الخارجية العراقية أصدرت بياناً رسمياً حيال الهجمات التي تشنها تركيا، وقالت: "نحن نندد بشدة الهجمات التي تشنها تركيا على أرضنا مهما كانت الأسباب" وبدورها دعت وزارة الخارجية التركية ممثل دولة العراق في أنقرة ووجهت تنبيه له وقالت: "نحن لم نقتل المدنيين، كيف تقولون شيء كهذا؟ هذه الهجمات تشن على أراضي جنوب كردستان وحكومة الإقليم تتهم حزب العمال الكردستاني، أنتم لماذا تتهموننا؟"
وأكد قريلان أن هذا أمر مخجل، وقال: "نحن لا نود شرح البيان الصادر باسم حكومة إقليم كردستان، فالدولة التركية كشفت عن كل شيء خلال ردها هذا؛ وفي الحقيقة هذا يشكل موقف مخجل بالنسبة للشعب الكردي، ألا يوجد خطأ كبير في هذه المسألة؟ نحن نترك هذا الأمر لوجدان الشعب الكردي وبشكل خاص للشعب الكردي في جنوب كردستان وللرأي العام. كيف توجه الحكومة الفدرالية في العراق أصابع الاتهام صوب القاتل الحقيقي ومن الجانب الآخر يوجه الكردي أصابع الاتهام لأخيه الكردي، ولكن واضح جداً من هو المتسبب بقتل الأبرياء، وهنا يوجد خطأ جدي ويجب على حكومة الإقليم ومسؤولي حزب الديمقراطي الكردستاني ألا يهيئوا الأرضية للدولة التركية لاحتلال أراضيها، وإعطائهم معلومات استخباراتية لتشكيلات الأمن القومي التركي MIT هو خطأ فادح، وهذا لا يخدم الشعب الكردي ويؤدي الى استشهاد الشبيبة الكردية جراء قصف الطيران التركي عليهم أو استشهاد أهالينا المدنيين.
فالدولة التركية تقتل الشعب الكردي منذ عام 1806 أي منذ 213 عاماً ومنذ نهضة عبد الله بابان زاده في كويسانجاك حتى الآن، لأنها تعطي لنفسها المشروعية في قتل الكرد وأنها تنظر إلى الشعب الكردي على أنهم ارهابيين وقتلهم حلال؛ عندما استشهد ثمانية من أهالينا المدنيين في ديرلوك وشيلادزه جراء القصف التركي لم يعترفوا بذنبهم. ففي جنوب أفريقيا كان نظام التمييز العنصري يقتل الزنوج، لأنهم لم يكونوا يحسبونهم بشراً، وهذا ما تمارسه تركيا ضد الشعب الكردي في الوقت الراهن".
وتابع: "نحن نود حل المشكلات التي بيننا عن طريق الحوار ونتمنى بأن يدركوا نواقصهم ويغيروا من سياساتهم، لأن هذه السياسة لا تخدم شعبنا في جنوب كردستان لكي نتمكن من حل مشكلاتنا عن طريق الحوار. فالدولة التركية تسعى إلى استغباء الساسة الكرد من خلال أفعالها وسياستها القذرة، لهذا علينا أن لا نسمح بذلك. ففي القرن الحادي والعشرين لجأت لحل مشاكلها عن طريق الحوار أما الدولة التركية فلا تزال تسعى إلى اشعال الفتنة بين التنظيمات الكردية وهي يشكل خطراً كبيراً ضد أمتنا".  
ولفت إلى أن الدولة التركية تسعى من خلال احتلالها لأراضي جنوب كردستان إلى إثبات أن الكرد ليسوا قومية بل إنهم عشائر وهذا ما تقوم بها الاستخبارات التركية من خلال الفتنة.
وقال: "نحن نريد أن نقلص ألاعيب العدو ونثق بشعبنا ونؤمن بحقيقة الشعب الكردي وسياستهم وعلينا أن نظهر قوتنا أمام العدو بأننا قادرون على إحباط ألاعيبهم، وذلك علينا أن ننصت ونستمع لبعضنا البعض". 
وأضاف "الجميع يعلم بأننا نحارب الدولة التركية المحتلة وعليهم أن يوقنوا بأننا مستمرون في الحرب ضدها  في ديرسم وجولميرك وأمانوس وبوتان وآمد وفي كل مكان؛ فالدولة التركية تجاوزت حدودها لمسافة 120 كيلو متراً وقصفت شعبنا في كورتك بالقنابل، والبعض لا زال يقول إن سبب ذلك هو الحرب بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والدولة التركية وهذا ليس صحيحاً. فنحن نحارب في شمال كردستان أيضاً وعندما هاجم تنظيم داعش الإرهابي أراضي جنوب كردستان، قمنا بإرسال قواتنا لحماية شنكال ومخمور و كركوك وقدمنا هناك شهداء وسنناضل مرة أخرى وندافع عن مكتسبات جنوب كردستان حتى النهاية، وقد تعهدنا سابقاً بأن نكون فداءً لشعبنا".

وأكمل: "نحن نرغب أن يفهم الشعب الكردي بعضه ويتدارك الأخطاء؛ ومن الخطأ أن يدلوا بمعلومات للاستخبارات التركية فهناك حلول لجميع المشكلات وعلينا أن نكون مسؤولين عن تصرفاتنا؛ ومن جهتنا فنحن نتصرف بمسؤولية كبيرة، لذلك على المسؤولين في جنوب كردستان والساسة والباحثين والصحفيين والشبيبة إدراك هذه الحقيقة وهي أننا مستعدون لأي نوع من الحلول. وإذا تم تجاوز هذه الأخطاء وتم اتخاذ مصلحة الشعب الكردي أساساً وهدفاً حينها سيعيش شعبنا بحرية وكرامة".
وأكد قريلان أن الدولة التركية قصفت قرية درتو ومحيطها بكل وحشية وأظهرت عداوتها الشديدة للشعب الكردي الوطني، لذلك على شعبنا هناك الإدراك جيداً بأن العدو يهابهم بشكل كبير، ولهذا يرتكب هذه الجرائم ضدهم، مضيفاً: "وهذا طريق مبارك طريق جميع الكرد ولنا الشرف أن نستشهد على هذا الدرب، وأن التضحية والفداء لأجل شعبنا لا تذهب سدىً؛ شعبنا يناضل على هذا الطريق المقدس".
وتطرق إلى  دور المرأة الكردية التي تناضل ضد العدو، ودعاها لأن تعلم بأنها تناضل بشرف، لهذا يُمارس العدو ضدها كل تلك الممارسات الوحشية.
وأضاف "هناك حقيقة أخرى وهي كون القائد أوجلان ينتمي إلى تلك القرى وقرى تلك المنطقة قريبة جداً من بعضها البعض، وقد أمضيت أنا أيضاً وقتاً هناك، وأنا أعرف تلك المناطق بشكل جيد سواء أكانت قرية أمارا أو قرية درتو القريتان تشبهان بعضهما، لذلك العدو يهاب تلك المنطقة وهذا سبب الهجمات العنيفة التي تشنها الدولة التركية عليها. وعلى الشعب أن يدرك أن العدو أظهر وجهه الوحشي مرة أخرى، ولكن اليوم نضال التحرر الكردستاني منتشر في جميع الساحات وسينتقمون لنا، كما أن العدو سيحاسب على ممارساته الوحشية في ناحية خلفتي في المحافل الدولية كما أننا سنحاسبه أيضاً".
وفي سياق حديثه عن الرفيقان الفدائيان اللذان ذهبا إلى ناحية خلفتي تحدث قريلان قائلاً: "بحسب معلوماتنا كان يوجد هناك رفيقان فدائيان ومركز قيادة الدفاع لا تعلم من هم بشكل مطلق، ولكن هناك بعض الأشياء بأيدينا، ولأنها لم تتضح بشكل جيد لا نستطيع الإفصاح عنها؛ والرفيقان لم يذهبا إلى هناك من أجل القتال، وإنما من أجل تسيير الفعاليات بين الشعب؛ وبحسب معرفتنا بأن الرفيقان لم يستسلما للعدو وأنهما قاوما بأسلحتهم الخفيفة". 
وأكد أن مقاومتهما شيء مقدس، لأنهما أصحاب شرف وكرامة ولم يستسلما ووضعا الاستشهاد نصب أعينهما، لذلك موقفهم موقف ثوري مشرف. ونضالهما بات بالنسبة لنا رسالة ومقاومة عظيمة وكذلك بالنسبة لناحية خلفتي والمناطق المحيطة بها، مضيفا: "إن نضال رفيقانا الفدائيان والشعب في ناحية خلفتي له معاني كثيرة وموقفهم بالنسبة لنا رسالة، ونجدد عهدنا بأن نكون على قدر هذا النضال وسنرد على العدو رداً قاسياً كما أننا سنحيي ذكرى الشهداء وسننتقم لهم".