قره يلان: لا بد أن يكون النصر حليف شعبنا على أساس المقاومة

أشار قره يلان إلى أن  السلطة التركية تستفيد من التوازنات الراهنة في الحافظ على بقائها، وهي تسعى إلى بسط سيطرتها على المنطقة من خلال القضاء على حركة التحرر الكردستانية، وقال " يدركون أنهم ما لم يسعروا نيران الحرب وبتحقيق الحل، لن يبقوا في السلطة."

 أجاب عضو اللجنة الإدارية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان، على أسئلة الصحفي آرجين فرات في برنامج خاص بثته قناة Stêrk TV  الفضائية.

استذكر قره يلان في بداية حديثه جميع شهداء حرية كردستان وبالأخص شهداء شهر كانون الأول، وذكر منهم الشهيد عادل بيليكي والشهيدة كلبهار والشهيد محي الدين ورستم زيدان ، وكذلك شهداء مجزرة روبوسكي ومرعش ومجزرة تل رفعت.

وذكر قره يلان أن المستعمرين باتوا ينظرون إلى المجازر وأشكال التعذيب الوحشية والممارسات اللاإنسانية التي ترتكب بحق الشعب الكردي على أنها مشروعة، لدرجة تحولت إلى سياسة دائمة للمستعمرين.

وبارك قره يلان جميع المسيحيين في كردستان والعالم أجمع بمناسبة أعياد الميلاد، كما لفت النظر إلى العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان.

العزلة جزء من سياسة الإبادة

أكد عضو اللجنة الإدارية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان، أن العزلة المثقلة المفروضة على القائد أوجلان جزء مهم من سياسة الإبادة الممارسة بحق الشعب الكردي، كما أشار أنه في ظل ظروف العزلة هذه، لا يمكن بتاتاً الحديث عن الأخلاق والقانون وحقوق الإنسان.

وذكر قره يلان أن الدولة التركية في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية، قد فقدت حتى قوانينها الاستعمارية في كردستان، حيث لا وجود لشيء اسمه "قانون" أو " أخلاق"، لدرجة أصبحت كلمة ينطق بها أردوغان قانوناً.

حيث نوه إلى أن وزير العدالة في حكومة أردوغان قد أعلن للرأي العام عن إزالة العزلة المفروضة على أوجلان، ولكن اتضح أنه لم يصدق في حديثه، لأن العزلة لا تزال مستمرة على أشدها، هم لا يملكون ذرة من عزة النفس والكرامة الإنسانية، وقال " السلطة التركية تسعى إلى نشر الظلم المفروض في إمرالي على جميع السجون، انتقاماً من الإضراب العام عن الطعام."

كما لفت الانتباه إلى أن أشكال التعذيب والظلم المرتكب بحق القائد أوجلان يستهدف كل الشعب الكردستاني، وأكد أنه لم يعد بالإمكان تحمل مثل هذا الظلم والاضطهاد ولا بد من تصعيد الكفاح والمقاومة وقال " نهاية الممارسات الظالمة واللاإنسانية لهذه السلطة الفاشية، مرتبطة بإزالة العزلة المفروضة في إمرالي، ولكن ما نشهده اليوم هي تصاعد سياسة الإنكار والإبادة، وفي مواجهتها لا بد لنا من تصعيد الكفاح والمقاومة."

العلاقات التركية الروسية ومؤثراتها

وقَيَّمَ قره يلان السياسات الاستعمارية التي تنتهجها الدولة التركية في المنطقة وخاصة في شمال وشرق سوريا، والتي ترتكز إلى سياسة العداء للشعب الكردي وكذلك تأثير تطور العلاقات التركية الروسية، وقال " في البداية حضرت الولايات المتحدة مشروعها، ولكن هذا المشروع "الشرق الأوسط الكبير" لم ينجح، والآن روسيا تسعى بنفس النمط إلى التحضير لمشروعها وتعقد علاقاتها وتعزز من حضورها على هذا الأساس، وأهداف روسيا ليست محصورة في سوريا وحدها، بل تشمل المنطقة أجمع. والمنطقة تشهد توترات وصراعات، تخشى فيها تركيا من أن تفضي إلى استفادة الكرد منها، أي أن الدولة التركية تخشى من الشعب الكردي، فهي على الدوام تسعى إلى منع أي اعتراف بالكرد أو أن تقوم لهم أية قائمة، وهي بذلك تسعى إلى تحقيق طموحاتها العثمانية وتصبح امبراطورية مهيمنة على المنطقة ولم تعد تريد التقوقع ضمن حدودها فقط، لذلك نرى أنها اليوم عابرة للحدود وهي الآن متواجدة في سوريا وليبيا ومصر والعراق ولديها حساباتها في جميع تلك الدول، ولدى تقييمنا الوضع من هذا الجانب، سندرك تماماً أن الدولتين التركية والروسية هما على التضاد تماماً، ولكن إلى الآن استطاع أردوغان وبوتين الحفاظ على التفاهمات الموجودة وفق مبدأ " الحوار"، رأينا كيف جرت المقايضات بينهما في صفقة " غوطة دمشق مقابل عفرين" وكذلك إخراج المرتزقة من حلب في مقابل إدلب، وإلى الآن ليس واضحاً أبداً إلى أين ستؤول الأمور بينهما، لأن جميع الأسس التركية هي على التضاد تماماً مع الأسس الروسية، على سبيل المثال: الدولة التركية وحكومة أردوغان تستند إلى جماعة الإخوان المسلمين والفصائل الجهادية في سوريا ولكن روسيا تستند على النظام السوري وتسانده، وهذا مثال على التضاد الموجود بينهما؛ كما الحال في ليبيا ايضاً، فتركيا تساند الحكومة الليبية وجماعة الإخوان المسلمين والجهاديين ولكن روسيا تدعم قوات المشير خليفة حفتر، لذلك  نرى أن هناك تناقض كبير بين كلتا الدولتين، نعم أنهم يلتقون على طاولة المفاوضات ولكنهما يتصارعان في ميدان المعركة."

وذكر قره يلان أن " بوتين وأردوغان سيلتقيان في 8 كانون الثاني 2020، والحرب مستعرة الآن في إدلب والوفد التركي منذ الآن توجه إلى روسيا للتحضير للقاء بوتين وأردوغان، يتضح أن هناك صفقة كبيرة يتم التفاوض عليها بين تركيا وروسيا على إدلب وقد توافقوا إلى حد ما على بعض الأمور في إدلب وما الحرب الدائرة الآن في إدلب إلا نتيجة هذه التوافقات."

 لم تنجح سياساتهم الاستعمارية

" ومثيل هذه الصفقة المعقودة بين تركيا وروسيا في سوريا، هناك تفاوض على صفقة مماثلة في ليبيا، وبكل تأكيد الصفقة أو التفاوض الأكبر هي على كردستان، لأن القضية الاساسية لتركيا هي القضية الكردية وكردستان، ومن الواضح جداً أن الدولة التركية تحاول التفاوض على باقي المناطق في سوريا مع روسيا على غرار الصفقة التي ابرمتها في عفرين، والوفد التركي متواجد الآن في روسيا من أجل ذلك، وإزالة الجدار ما بين عاموده والدرباسية كانت إشارة لذلك، الدولة التركية لن تهاجم الآن بشكل مباشر ولكنها تلوح وتريد أن تكسب أوراقاً في المفاوضات مع الروس، ولكن حكماً علينا أن لا نفهم أن الدولة التركية لن تهاجم، فالاستراتيجية الأساسية التي ترتكز إليها الدولة التركية هي " احتلال كامل غرب كردستان /روج آفا"، وهي قد أرادت تحقيق ذلك من خلال هجماتها في 9 تشرين الأول، ولكنها لم تنجح."

يسعى إلى الاستفادة من التوازنات الموجود على غرار السلطان عبدالحميد

ولمح قره يلان إلى أن الدولة التركية تسعى إلى التلويح بتوسيع مناطق احتلالها في شمال وشرق سوريا، من أجل التفاوض مع الروس، وهم بذلك يريدون أن يقدم كل طرف تنازلات للطرف الآخر في مناطق نفوذهم، وأن هذه التفاهمات تشمل إدلب وروج آفا وليبيا، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانوا سيتفقون على الصيغة النهائية، وقال قره يلان " أن الأساس الذي يجمع التفاهمات الروسية التركية "هَشٌ" للغاية ومتضاد، كما أن روسيا تسعى إلى جر تركيا إلى صفها في الصراع الدولي القائم، والدولة التركية الحالية هي الأخرى تسعى إلى الاستفادة من التوازنات الدولية الموجودة بحكم أهمية موقعها الجيوسياسي، وأردوغان اليوم يسير على نفس النهج الذي اتخذه السلطان عبد الحميد في نهاية الدولة العثمانية، عندما حاول اللعب على التوازنات الدولية حينها ما بين دول الحلفاء "فرنسا، بريطانيا" وألمانيا وروسيا، من دون أن يلتزم بطرف محدد، بهذا الاسلوب والسياسة يريد الوصول إلى أهدافه، ونريد التأكيد على أن الهدف الرئيسي للدولة التركية هو " القضاء على حركة التحرر الكردستانية وبسط هيمنتها على المنطقة، ومن خلال تحقيق هذه الأهداف يسعى أردوغان إلى إطالة أمد بقائه في السلطة بتحقيق هذه الأهداف، حيث أن مصير حكومة AKP-MHP بات متعلقاً باستمرار الحرب وتصعيد التوترات بها، لأنهم يدركون تماماً أنهم ساقطون إذا انتهت هذه الحرب وصمتت الأسلحة وانفتحت أبواب الحل."

وأكد قره يلان على أن اللعبة التي يقوم بها ويلعبها أردوغان خطيرة للغاية وتشبه "القمار"، إنه شخص مهووس بالسلطة ومستعد لفعل أي شيء من أجل الحفاظ على سلطته، ومن المؤكد أنه سيناقش هذه الأمور ويتفاوض عليها مع روسيا في الأيام القادمة."

المقاومة مستمرة على جميع الجبهات

وأشار قره يلان ايضاً إلى المقاومة المستمرة ضد الاحتلال التركي وقال " المقاومة في عفرين وسري كانيه وكري سبي لم تتوقف أبداً ولن تتوقف، لا يمكن للمرء أن يقول أن الدولة التركية نجحت لأن المقاومة ما زالت مستمرة، نحن على حق ونحمي كفاحنا ونضالنا العادل والحق، وسننتصر حتماً."

على الشعب الكردي أن يثق بقوته

وأكد قره يلان على أن الشعب الكردي عليه أن يدرك أخطاءه ونواقصه وقال " علينا أن نثق بقدراتنا وبذلك نستطيع تحقيق الانتصار، لن يذهب دماء الشهداء في عفرين وسري كانيه هباءً، وليس هناك أي شيء من دون معنى أو سبب، لكل ما حدث معاني وأسباب، وبكل تأكيد أن النصر سيكون حليف شعبنا على أساس المقاومة."

نستقبل عام 2020 بمقومات قوية

تطرق عضو اللجنة الإدارية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان، إلى التحضيرات للعام 2020، وقال " إن أساس النضال لدي شعبنا قوي للغاية مع بداية العام 2020، وهو أقوى من أي وقت مضى، وبالنسبة لقواتنا العسكرية وبالنسبة لنا ككل، نستطيع القول أن التجارب التي استخلصناها والخبرات التي اكتسبناها في العام 2019، ستصبح أساساً لتحقيق الانتصار في العام 2020."

 وأضاف " لو استطاعت جميع القوات الكردستانية ومن ضمنهم البيشمركة، أن يطبقوا صيغة قوات الدفاع الشعبي ويتخذوا من التغييرات التي أحدثوها أساساً لهم وينتهجوا اسلوب الكريلا الحديث في صفوفهم، في إطار مفهوم إعادة البناء، عندها بكل تأكيد سيكون النصر حليفنا، وعلى هذا الأساس نستقبل العام الجديد ونحن كلنا أمل وثقة بالانتصار."

يتبع .....