قره يلان: العالم أصبح يسمع صوت الكرد

قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان: "لم يكن العالم يسمع صوت الكرد الذين عاشوا مئة عام من الاضطهاد على أيدي الدول الإقليمية، ولكن اليوم أصبح صوت الشعب الكردي يُسمع في جميع أرجاء العالم، وكلما تدولت القضية الكردية، كانت أكثر فائدة

أجاب مراد قره يلان على أسئلة سردار يكتاش في برنامج خاص بثته قناة Stêrk TV  الفضائية.

واستذكر عضو اللجنة التنفيذية لـ ( PKK) مراد قره يلان في بداية البرنامج، كل من المناضلين الثوريين الدبلوماسيين جميل ودمهات، اللذان استشهدا في إثر هجوم غادر في منطقة قريبة من السليمانية.

وقال: "ونحن نستذكر الرفيقين جميل ودمهات بكل احترام وتقدير ونتعهد بالسير على خطاهما والثأر لهما، نرجو أن يساعدنا المسؤولين في تلك المنطقة للكشف عن ملابسات تلك الجريمة النكراء".

كما أشاد قره يلان بمقاومة روج آفا مستذكراً شهداء الحرية هناك، وأكد تصعيد مقاومة الحرية في كردستان من أجل الوفاء لدمائهم الطاهرة.

ولفت قره يلان إلى فعالية 1 تشرين الثاني اليوم العالمي لمقاومة كوباني و2 تشرين الثاني اليوم العالمي لمقاومة روج آفا، وقال: "الشعب الكردي وأصدقائه شاركوا بقوة في هذين اليومين، وهذه هي المرة الأولى التي التف فيها الملايين حول الشعب الكردي وأبدوا تأييدهم ودعمهم لنضال الحرية لشعبنا وقضيته العادلة، وهذا شيء جديد على الصعيد العالمي له أهمية بالغة، وأتوجه بالتحية والاحترام إلى كل من شارك في هاتين الفعاليتين في كردستان وكافة أرجاء العالم".

وأكد قره يلان أن المشاعر الوطنية للشعب الكردي في كافة أجزاء كردستان ارتفعت وازدادت قوة في هذه المرحلة، وستزداد تدريجياً مع مرور الوقت، وخاصة الشعب الكردي في جنوب كردستان كان له الدور الأبرز.

وقال: "مثلما أبدى الشعب الكردي في جنوب كردستان دعمه ومساندته لروج آفا في مقاومة كوباني، ها هو اليوم يعيد ويكرر دعمه لثورة روج آفا وخاصة الشبيبة الكردستانية في شمال كردستان الذين انضموا إلى المقاومة في روج آفا، وعلى هذا الأساس أتوجه بتحياتي الحارة لهم وأتمنى لهم التوفيق والنصر في مقاومتهم".

قوة الرأي العام هي الأهم والأبرز

وأشار قره يلان إلى مدى أهمية يوم 2 تشرين الثاني، وجعله يوماً عالمياً لمقاومة روج آفا، والدعم والمساندة العالمية التي حظي به الشعب الكردي في ذلك اليوم، وقال: "في العصر الحديث عندما يجري الحديث عن القوة الأساسية، يتم الحديث عن الإعلام أو الرأي العام كقوة ثالثة (سلطة ثالثة) ولكن ما توضحه الأحداث التي جرت أن هذه القوة هي في تصاعد ولها تأثير أكبر من المتوقع، حيث تعتبر القوة الأبرز والأهم حالياً، ولها الدور الأهم والتأثير البارز على القوة الحاكمة".

المؤامرة تستهدف مكتسبات الكرد جميعاً

وذكر قره يلان في حديثه أن هجمات دولة الاحتلال التركي في يوم 9 تشرين الأول على شمال وشرق سوريا، هي مؤامرة مخططة ومدبرة لها، وقال: "ليس من الصدفة أن تبدأ الهجمات في يوم 9 تشرين الأول، بل هي مؤامرة واسعة ولها أهداف كبيرة، ولهذه المرحلة الجديدة من المؤامرة خاصية أنها مثلما تستهدف القائد عبدالله أوجلان، فهي تستهدف مكتسبات الكرد جميعاً، والسلطة القائمة في تركيا والمبنية على التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، أي هذا التحالف المشبع بالشوفينية والعنصرية القومية ليست سلطة اعتيادية، هم يعملون الآن في إطار مخطط واسع يهدف إلى القضاء على نضال الحرية للشعب الكردي وضرب كافة مكتسبات الكرد في كل مكان".

وتابع: "هذه الهجمات تجري في السياق ذاته، لذلك من أجل تطبيق هذا المخطط التآمري استغلوا الأهمية الجيو-استراتيجية لتركيا، وضموا القوة الخارقة المتمثلة في روسيا وأمريكا إلى هذه المؤامرة، لا أحد يعلم عن ماذا يتحدث أردوغان وترامب في مكالمتهما، وأي الصفقات القذرة قد أبرموها، ونفس الوضع ينطبق على كل من أروغان وبوتين، حيث أنهم أعدوا مخططاً مشتركاً يهدف إلى القضاء على نظام الأمة الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، وقد قالها أردوغان على العلن أن المنطقة التي يود احتلالها (المنطقة الآمنة) هي بعمق 32 كم وعلى امتداد 444 كم، ومن الواضح أنه اتفق مع القوى المهيمنة على ذلك، والغلاديو التابع لحلف الناتو يقف خلف هذا المخطط الذي يعادي الشعب الكردي".

وأشاد قره يلان بالمقاومة التي تسطرها قوات سوريا الديمقراطية في يومها السابع والعشرين، في مواجهة القوة الثانية في حلف الناتو مجهزة بأحدث التقنيات العسكرية على مستوى العالم، وقال "أحيي المقاومة التي تسطرها قوات سوريا الديمقراطية من أجل الحرية والدفاع عن الكرامة، هذه المقاومة التي يتشارك فيها العربي والآشوري- السرياني إلى جانب الشعب الكردي، بشبابها وعشائرها، وقد أبدوا موقفاً مشرفاً رافضاً للاحتلال، وهذا كان له التأثير والدور الأهم".

وأضاف قره يلان في حديثه "الكفاح والمقاومة التي سطرها الشعب الكردي خلال السنوات السبع الماضية في مواجهة رجعية جبهة النصرة وداعش، كان لها تأثير كبير على الرأي العام العالمي، وهذا ما جعل العالم يلتف حول الشعب الكرد".

وندد قره يلان بالموقف الروسي الأمريكي من الهجمات الاحتلالية لدولة الاحتلال التركي، وقال: "أعد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مذكرة قرار لإيقاف الغزو التركي على شمال وشرق سوريا، ولكنها قوبلت بالرفض من قبل الفيتو الروسي الأمريكي، هذا مثير للدهشة كيف أن كلتا الدولتان اللتان تختلفان في الكثير من القضايا، اتفقتا في هذا الموقف نفسه، ويمكننا القول أن الدولة التركية لم تصل إلى هدفها بعد ولكنها تصر في المضي نحو  تحقيق أهدافها".

العالم يقف الآن مع الكرد والمقاومة السياسية والعسكرية مستمرة

وقال قره يلان في معرض حديثه أيضاً: "نعم، احتلت الدولة التركية ومرتزقتها، كل من كري سبي وسري كانيه، ولكن الشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا احتلوا مكاناً في قلوب العالم أجمع وكسبوا دعماً وتأييداً عالمياً، لا تزال المقاومة السياسية والعسكرية والاجتماعية مستمرة، الأحداث والأوضاع التي عاشت في شمال وشرق سوريا، تشير إلى شعوبها صامدة في مقاومتها ولم تسمح للغزو التركي لتحقيق مآربه ومخططاته الاستعمارية وأن المنتصر هو إرادة الشعوب، بلا شك أن المقاومة ستستمر على هذا المنوال".

تدوّيل القضية الكردية

وقال: "تعقد أمريكا من ناحية ومن ناحية أخرى روسيا اتفاقيات وهذا ما يظهر أن الخطة المعدة كبيرة. لأن القوى الأكبر في العالم هي ضمن هذا العمل. كما تمارس قوى شمال وشرق سوريا سياسة محددة. وأتت روسيا إلى المنطقة ثم جاءت قوات الدولة السورية إلى المنطقة وخرجت أمريكا ثم عادت من جديد. وهذا كله يظهر أن القضية الكردية تدولت ووصلت إلى مستوى العالمية. والقضية الكردية هي بطبيعة الحال قضية دولية. ونتيجة لاتفاقية لوزان التي هي اتفاقية دولية قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء. يريدون التغطية على هذا الأمر. ودول المنطقة تظلم الكرد منذ مئة سنة وتمارس الهمجية بحقهم ولكن لم يكن العالم يسمع صوت الكرد حتى الآن. لكن صوت الشعب الكردي وصوت كردستان يصل للعالم كله الآن شيئاً فشيئاً. وعندما تأتي القوى العالمية اليوم إلى روج آفا فإن هذا لا يسبب ضرراً كبيراً. فكلما تم تدويل القضية الكردية أفاد ذلك الكرد بشكل أكبر".

وأردف: "هذا لأن قضية الوجود للشعب الكردي هي قضية مشروعة. وكل شيء يطالب به الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة هي مطالب مشروعة. وحلت هذه القضايا في كثير من مناطق العالم. حيث حلت مثل هذه القضايا في أمريكا وروسيا وأوروبا. إن حق اللغة والثقافة والإدارة الذاتية للشعوب والقوميات هي حقوق مشروعة. وهي الحقوق الطبيعية لكل شعب. والشعب الكردي أيضاً يريد حقه الطبيعي هذا. ويسمون هذا المطلب المحق للشعب الكردي "بالإرهاب" ويواجهونه بالعنف وهذا ما يسبب مآسي كبيرة في كردستان".

واستطرد: "كلما تدولت القضية الكردية فإن الكرد لن يروا ضرراً من هذا الأمر. بدون شك هناك حاجة لنضال سياسي، دبلوماسي، اجتماعي وخلاق بالإضافة إلى الحصول على نتائج في الساحة العسكرية. وعندما تنفذ هذه الأمور فإنه لا يبقى شيء يخاف منه المرء ويستطيع الإنسان التقدم إلى الأمام". 

الشيء الذي يقوم به أردوغان هو الإبادة

وأشار قره يلان إلى أن أردوغان يقوم بالإبادة، وقال: "أردوغان يدافع بشكل مكشوف عن الإبادة الجماعية ويفرض هذا الأمر على الجميع. وأظهر خريطة في اجتماع الأمم المتحدة وأكد أنه سيحتل شمال وشرق سوريا وسيوطن اللاجئين هناك. ولم يقل أحد شيئاً آنذاك ولم يسألوه: "هل لك حق في احتلال أرض سوريا؟ ومن أين تحصل على هذه الشرعية؟" ويصمت الأمين العام للأمم المتحدة على هذه الأبادة وتصبح الأمم المتحدة شريكاً في هذه الإبادة". 

ولفت إلى ان الحقيقة بهذا الشكل، أردوغان يقول بشكل صريح: "احتليت هذه المنطقة وسأحضر اللاجئين معي وأنتم كونوا مساعدين لي في هذا الأمر". ألا يستطيع الأمين العام للأمم المتحدة أن يسأل أردوغان: "إلى أين ذهب شعب تلك المنطقة؟ ألم يصبح 300 ألف شخص لاجئين في تلك المنطقة؟ أليسوا هم أيضاً بشراً؟ إلى أين سيذهبون؟ 

وتسائل: ماذا فعلت الدولة التركية في كري سبي وسري كانيه؟ قتلت الأطفال والمسنين. كما أحرقت القرى والمنازل. واستخدمت السلاح الكيميائي المحظور والفوسفور الأبيض ضد المدنيين. وارتكبت أفعالاً همجية. فيما كان الوضع في تلك المنطقة هادئاً قبل الاحتلال التركي. وكان الناس يبقون على أرضهم بشكل مسالم. لماذا قصف الجيش التركي المنطقة بالطائرات الحربية والدبابات والمدافع وارتكب مجازر كبيرة؟ في حال لم يكن هذا إرهاباً فماذا يكون إذاً؟ في حال كان الأطفال الذين يبلغون من العمر 6 سنوات وكذلك 9 سنوات يقتلون بالقنابل الفسفورية فإذا لم يكن هذا إرهاباً فماذا يكون؟ وأجبر 300 ألف شخص على الهجرة من تلك المنطقة وأحرقت ودمرت منازلهم وقراهم. فإذا لم يكن هذا إرهاباً فماذا يكون؟ لماذا لا يسأل أحد على هذه الأمور؟ عندما يتحدث الإرهابي الأكبر أردوغان يقولون له: "السيد المحترم"، وذلك لأنه لديه دولة. هل عندما تكون هناك دولة يحقّ لها إبادة شعب آخر؟ هل يحق لها ارتكاب الإبادة الجماعية؟ وهل يحق لها ممارسة الإرهاب؟ بدون شك لا يحق لها ذلك. 

وقال: "نحن الكرد لأنه ليس لدينا دولة فإنه مهما فعلنا يظهرونه على أنه إرهاب والذين يقفون مقابلنا من القوى الاستعمارية القائمة على الإبادة يتم الإشارة إليها على أنها دول ذات سيادة. هل هذا الأمر ممكن؟ هناك إرهاب يرتكب ضد شعبنا كل يوم. ويتم قتل أطفالنا وأهالينا وشعبنا كل يوم. ويبدو أن الأمم المتحدة على العكس من اسمها تدافع عن مصالح الدول. ولكن في الواقع هناك إرهاب مكشوف ضد شعبنا ويراد أن يتم إبادة شعبنا. وفي سوريا أصبح الكرد أصحاب فرصة من أجل أن الحصول على وضع قانوني لكن الدولة التركية تقف ضدها بإصرار وتقول "ستبنى في تلك المنطقة دولة " إرهابية." لكن في الواقع فإن الكرد في تلك المنطقة لم يتحدثوا عن بناء دولة بل يحاولون فقط الحصول على الإدارة الذاتية في إطار سوريا موحدة. لكن الدولة التركية تقف ضد هذه الإدارة الذاتية".

وأشار قر ه يلان إلى أنه بفضل نضال الشعب وأصدقائه فإن القضية المحقة للشعب الكردي انتشرت في العالم وأخذت مكانها في قلوب القرويين، العمال، الكادحين والمثقفين، وقال: "مهما فعل مرتكبو الإبادة فإنهم لن يستطيعوا إظهار القضية المحقة لشعبنا على أنها إرهاب".

كلنا ككرد في مركب واحد

وأكد قره يلان أن واحدة من أهم المسائل بالنسبة للشعب الكردي هي مسألة الوحدة الوطنية، وقال: "نحن ككرد جميعاً في مركب واحد. وإذا غرقنا فإننا سنغرق معاً وإذا تمكنا من النجاة فإننا سننجو معاً. ومع ذلك فإنه لا يمكن إيضاح عدم تحقيق الوحدة الوطنية والتعبير عنها. وبشكل خاص في هذه الفترة هناك فرصة مهمة. ويصل صوت الكرد الآن إلى جميع العالم ممثلين بروج آفا وبفضل المقاومين الأعزاء. والنظام العالمي كله يناقش هذا الأمر. هذه فرصة مهمة. في حال أبدعنا نحن الكرد استراتيجية وسياسة مشتركة وقضينا على الموجة الجديدة للاحتلال للدولة التركية فإن مكتسبات الكرد ستصبح دائمة آنذاك وستحل القضية الكردية".

المخاطر المحدقة بمكتسبات جنوب كردستان

أشار قره يلان إلى المخاطر المحدقة بمكتسبات جنوب كردستان، وقال: إن "هناك نقاشات في العراق حول الدستور الجديد. هناك حسابات للدولة التركية على المنطقة. ويقال إنهم أخذوا الكثير من الأشخاص من كركوك ودربوهم. حيث يحاولون تنظيم السنة ويقومون بتحضيرات ضد المناطق مع داعش. وكل هذا يؤكد أن المخاطر كبيرة". 

وأضاف "أريد أن أوجه مناشدة لزعماء الأحزاب الكردية وللأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين: يجب أن نرى المخاطر. في حال أضعنا هذه المرحلة أيضاً فإن الشعب الكردي لن يستطيع إيصال صوته إلى كل مكان مثل الآن. هناك فرصة كبيرة بين يدي الكرد الآن. فالقضية المشروعة للشعب الكردي هي على أجندات العالم. في حال كانت لدينا سياسة مشتركة وصحيحة فإنه يمكن القضاء على هذه الموجة من الهجمات الفاشية الاستعمارية القائمة على الإبادة ويمكن أن تصبح مكتسبات شعبنا دائمة. وإذا لم نستطع تحقيق هذا الأمر فإننا سنفقد كل شيء. لذلك يجب أن نفكر بالأمر بشكل جدي وأن نتأمل فيه".

يجب أن نقوم بخطوة مهمة من أجل الوحدة الوطنية

وأشار قر ه يلان إلى أنه من أجل جميع هذه الأمور يجب عليهم أن يقوموا بخطوة مهمة على أساس الوحدة الوطنية. وقدّم اقتراحاً حول ذلك قائلاً: "يوجد هناك مؤتمر وطني كردستاني KNK، ويمكن عن طريق المؤتمر الوطني الكردستاني KNK للمثقفين والكتاب والفنانين المستقلين في كردستان إنشاء هيئة. فلتجتمع هذه الهيئة مع الأحزاب الكردية جميعها ولتطلب منهم أن يجتمعوا على خط الوحدة الوطنية. وكل من يبتعد عن خط الوحدة الوطنية يجب أن ينتقد وأن يبدى موقف تجاهه".

وأضاف "أقترح ما يلي: برنامج الوحدة الوطنية جاهز. وقد أوقف برنامج الوحدة الوطنية الذي كان أعد في عام 2013 في المرحلة  الأخيرة. وإذا وافقت كل الأطراف على البرنامج فإنه ليس هناك حاجة للمرء أن يبدأ من جديد من نقطة الصفر. لأنه هناك أساس ويمكن للمرحلة أن تبدأ بالاجتماعات القائمة على ذلك الأساس. والصحيح هو أنه هناك أساس للوحدة الوطنية".