تحدث عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، عن آخر التطورات السياسية والعسكرية على الساحة الكردستانية، في لقاء أجرتها معه إذاعة "دنكيه ولات".

نظام حزب العدالة والتنمية وصل الى طريق مسدود

في بداية حديثه، لفت قره يلان الانتباه الى سياسة الدولة التركية في ليبيا وسوريا والعراق والبحر المتوسط وكردستان وأشار بأن الدولة التركية تظن أنها بهذا الشكل ستتمكن من البقاء في السلطة.

وأوضح قره يلان بأن الازمة والحروب أصبحت نهجاً متبعاً من قبل دولة الاحتلال التركي، وقال: "نرى كيف أن سياستها في ليبيا قد وصلت الى طريق مسدود وفي سوريا الوضع غير واضح نتيجة غياب الحلول، وكذلك في البحر المتوسط و ومع اليونان وصلت سياستها إلى طريق مسدود، لأن دول الاتحاد الأوروبي كلها أعربت عن مواقفها المناهضة لمآرب الدولة التركية، ولهذا نقول أن سياساتها أفلست ووصلت إلى طريق مسدود؛ أي أن محاولات الدولة التركية لن تستطيع حماية نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من الانهيار. 

مؤامرات خطيرة تجري على جغرافية كردستان

كما تحدث قره يلان بخصوص احتلال الدولة التركية لجنوب كردستان ومساندة الحزب الديمقراطي الكردستاني لها، ولفت الانتباه الى بيان الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، وقال: "تضمن بيان الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني نقاط هامة، سواء من ناحية التنويه والتذكير والتحذير أو من ناحية الدعوات إلى الحل؛ يعني تم توضيح الوضع الحالي وتم تحديد حل، ومع ذلك لم تستجب قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد لهذا البيان، ولا نزال في انتظار الرد".

وذكر مراد قره يلان بأن المشكلة مهمة وجدية، وعلى جغرافية كردستان تحاك مؤامرات خطيرة، وهي مسألة لا يمكن الاستهانة بها، فهل الذي يزيد الشرخ والخلاف بين الكرد ويقف عقبة في طريق حل المشاكل بين هولير وبغداد هو جزء من هذه السياسة الخطيرة...؟ يجب تقييم ذلك بشكل أوسع واستراتيجي ولا نتناول هذه المواضيع على أسس تكتيكية.

إذا استمرت هذه الأخطاء فلن يستطيع احد تحمل عبء الذنب

من المهم أن يفكر الحزب الديمقراطي الكردستاني جيداً بهذه المسائل، في هذا المرحلة التاريخية والهامة، وحصول الكرد على مكاسب كبيرة، حيث يتم إعادة هيكلة الشرق الأوسط، و إذا أصبح الحزب الديمقراطي الكردستاني جزءاً من مخططات دولة الاحتلال التركي ويدعم مسعاها في تصفية حزب العمال الكردستاني، حينها يكون الوضع خطيراً جداً؛ وكما قال خوجه نصر الدين (جحا): "يقطعون غصن الشجرة التي يقفون عليها"، مثل هذه السياسات خاطئة وخطيرة، فسياسات الحزب الديمقراطي الخاطئة سوف تجلب معها أشياء خطيرة للغاية، كالدعوة للاقتتال الكردي- الكردي الذي لا نريده لا نحن ولا الشعب الكردي حتى التلفظ به وسماعه، ما يجري يمهد الأرضية لهذا الاقتتال الأخوي، وهي سابقة خطيرة جداً؛ ما الذي يمكن أن تسببه...؟ كيف أن هذه السياسة تسببت بضياع شعبنا في القرن العشرين، سوف تؤسس للأسباب التي من شأنها أن تضيعه أيضاً في القرن الواحد والعشرين، كما أن الضياع سيكون على المستوى الاستراتيجي، لهذا على الجميع أن يفكر بمسؤولية في ذلك، إذا استمروا في الأخطاء، بدون شك لا يستطيع أحد ان يتحمل عبء هذا الذنب، لذلك يجب الوقوف ضد هذا لأن هذا الوضع سيجلب معه نتائج غير محمودة، وأيضاً سوف يضيع الشعب الكردي بأكمله، لأن المسألة لا تخص حزبين فقط، وانما تخص كل كردستان، وتخص مصير ومستقبل الشعب الكردي. 

لو قُتِلَ كردي على يد كردي آخر فهذا شيء خاطئ وغير مقبول، وأيضاً إذا أصبح كردي جاسوساً للعدو وقُتِلَ على يد كردي آخر فهذا خطأ أكبر، لهذا يجب سد الطريق أمام هذا ويجب أن يتوقف.

موقف شعب جنوب كردستان موقف مشرف ومحل تقدير

بخصوص موقف شعب جنوب كردستان، قال قره يلان:" شعب جنوب كردستان وعموم الشعب الكردي حساس جداُ تجاه هذه المسائل، وبالأخص شعب جنوب كردستان، فقد ذاق الويلات وقدم تضحيات جسام نتيجة الاقتتال الاخوي، فهو مضحي لدرجة كبيرة ويبحث عن الحل، بهذه المناسبة أحيي شعب جنوب كردستان، والموقف الذي ابداه شعبنا سواء على مستوى العشيرة أو نخبة المجتمع، هو موقف جدير بالاحترام وذو قيمة.

وأشاد قره يلان كمثال بالموقف الوطني والقومي الذي مثله كل من أساتذة قرية "كاني مزن" خالد خوجة وزبير هالي.

تقنية الطائرات المسلحة المسيرة دون طيار التي تستخدمها دولة الاحتلال التركي تأتي من الدول الغربية

وذكر عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، دعم الدول الغربية للدولة التركية في احتلاله وارتكابه للمجازر، وقال: "منذ بداية كفاحنا، لم تكن الدولة التركية لوحدها في حربها علينا، بل كانت دول حلف الناتو من خلفها ولا تزال، كما أن قوات الغلاديو الخاصة بالحلف تساند دولة الاحتلال التركي في حربها علينا، يعني الدولة التركية تُسانَدْ من الخارج دائماً في حربها ضدنا، هناك الآن بعض الوثائق التي تم نشرها في الصحافة، وهي قضايا مطروحة على جدول أعمال البرلمان الألماني، شيء لم يعد من الممكن إخفاؤه، أنتجت الدولة التركية طائرات بدون طيار تعتمد على التكنولوجيا الألمانية والكندية وبعض الشركات البريطانية والأمريكية، لأن الدولة التركية لم تتمكن حتى الآن من إنتاج مولد كهربائي بمفردها".

ألمانيا وكندا مسؤولتان عن المجازر التي ترتكبها الطائرات المسلحة المسيرة بدون طيار

وقال قره يلان إن ألمانيا مسؤولة عن المجازر في كردستان التي نفذتها دبابات ليوبارد والطائرات المسلحة المسرة دون طيار، مضيفًا: "كندا تدخلت أيضًا، وكندا مسؤولة أيضًا عن هذه المجازر التي ترتكبها الدولة التركية، ونريد أن نقول لألمانيا على وجه الخصوص: كفى لهذا العداء للكرد ... أوقفوا العداء للشعب الكردي ... قتل الآلاف من الكرد في حلبجة. وكشف فيما بعد أن صدام تلقى التقنية من ألمانيا، وأردوغان هو صدام هذا العصر، والآن يعطوها لأردوغان، فمها هو الحق لألمانيا في هذه المجازر الفاشية التي ترتكب بحق الشعب الكردي، يعني الشيء الذي تفعله ألمانيا بحق الكرد هو ظلم كبير لأجل المال والمصالح الامبريالية، مثلما دعمت صدام، تدعم أردوغان لارتكاب المجازر بحق شعبنا الكردي، وهذا ما تفعله اليوم، وبالتالي فإن مقاومة شعبنا وحركتنا تعطي معنى أكثر، لان هناك سياسة دولية مهيمنة ضد شعبنا ونحن نقاومها ".

احذروا من فيروس كورونا واتخذوا تدابيركم الوقائية

لفت عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، الانتباه إلى انتشار فيروس كورونا في كردستان، وقال إن "الدكتاتورية التركية ونظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يريد ترهيب الشعب من خلال كورونا وتركهم محاصرين في المنزل، ولأجل ذلك يمنع التجمعات والنشاطات والفعاليات والاحتجاجات الشعبية، لأنهم يريدون مواصلة هذه الأعمال غير القانونية وانتهاكات حقوق الإنسان، أي أن نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يستخدم انتشار فيروس كورونا بطريقة سيئة للغاية، لا ينبغي إعطاء الفرصة لذلك، ولا ينبغي الاعتراف بهذه الحجة، لا ينبغي لأحد أن يظل صامتاً ضد تصرفات النظام الفاشي، ويجب القيام بالنشاطات، ويجب تخطي العقبات الموجودة وتصعيد النضال، يجب إزعاج العدو و إرباكه، على شعبنا أن يتناول هذه القضية بمستوى من المسؤولية.

كما أشار قره يلان الى أنه مع ذلك، هناك مسألة هامة أخرى، وهي أن على الجميع اتخاذ إجراءات ضد هذا الوباء، وقال: "نرى أن شعبنا لا يتخذ الإجراءات اللازمة ضد هذا المرض، ويمكن ملاحظة ذلك في شمال كردستان وشرقه، بأن الدولة لا تهمها شيء بخصوص شعبنا، يجب على شعبنا في روج آفا وجنوب كردستان أن يتخذ الإجراءات حسب إمكاناته في ظل إدارته الذاتية، ولكن بشكل خاص في شمال كردستان وشرقه، الدول المهيمنة لا تهتم للشعوب، يجب أن يحمي شعبنا نفسه من هذا الوباء، يجب أن نستمع إلى إجراءات استخدام الأقنعة، والنظافة، وعدم المخالطة مع بعضهم البعض، يجب على الجميع اتخاذ التدابير، أي يجب علينا أن نحمي أنفسنا بأنفسنا".

وفي نهاية حديثه قال قره يلان:" ليستطيع شعبنا الوقوف في مواجهة الاستبداد والاستمرار في نضاله عليه أن يحمي صحته، ولكن في نفس الوقت يجب ألا يصمت أمام أعمال العدو والقيام بالنشاطات بكل تأكيد".