قره سو: لن يفلحوا مهما أمعنوا في عدائهم للكرد

ذكر عضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، أن حزب الشعوب الديمقراطية يتعرض لهجمات واسعة من دائرة الحرب الخاصة، مشيراً إلى أن أسس هذه الدولة قائمة على معاداة الكرد والقوى الديمقراطية.

قال عضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو: "لا يخلو النضال ضد الفاشية من بذل التضحيات؛ تتأسس الفاشية على زرع الخوف في كل مكان، وعندما تكون القوى الديمقراطية على مستوى من الجرأة والشجاعة، حينها ستهزم الفاشية. فاشية تحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، هشة للغاية وبإمكان التحالف الديمقراطي إسقاط هذه السلطة الفاشية، بتصعيد النضال ضدها".

قّيَّمَ القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني، مصطفى قره سو، الهجمات التي تشنها حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على حزب الشعوب الديمقراطية (HDP)، في حديثه لوكالة فرات للأنباء (ANF).

أشار قره سو إلى أن السبب الرئيسي لتعرض حزب الشعوب الديمقراطية إلى هذا الكم من هجمات الحكومة التركية، هو برنامجه السياسي ونهجه النضالي، وقال "الهجمات التي يتعرض لها حزب الشعوب الديمقراطية ليست منفصلة عن هجمات الإبادة التي تشنها الحكومة التركية على الشعب الكردي؛ لأن حزب الشعوب الديمقراطية يصرخ بأعلى صوته في تركيا القائمة على سياسة إنكار وإبادة الكرد، "بأن وجود الشعب الكردي حقيقة تاريخية ولا بد من حل القضية في تركيا عبر الاعتراف بالوجود الكردي وحقوقه الأساسية والدستورية"، كما أن لحزب الشعوب الديمقراطية ثقل اجتماعي هام في كل كردستان وتركيا، هذا بحد ذاته سببٌ كافٍ لتعرضها للهجمات الفاشية".

وأكد قره سو على أن حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) من خلال السياسة الديمقراطية التي اتبعها، تمكن من خلق استراتيجية الحل الحقيقي في كردستان وتركيا، وتبوء مركز الريادة في السياسة التركية، وقال "التصويب نحو الاستراتيجية القائمة على حل القضية الكردية وتحقيق التحول الديمقراطي، هي الحاجة الملحة لسياسة تركيا اليوم. لذلك تحول حزب الشعوب الديمقراطية خلال فترة قصيرة إلى الحزب السياسي الوحيد القادر على حل مشاكل تركيا".

لن يحققوا أية مكاسب، مهما أمعنوا في عدائهم للشعب الكردي وحزب الشعوب الديمقراطية

كما نوه قره سو إلى أن سياسة حزب الشعوب الديمقراطية، أيقظت مخاوف القوى الرجعية والفاشية التركية من أي تحول ديمقراطي في البلاد، وقال: "حتى الآن لم تفلح السياسات الهادفة إلى إبادة الكرد في تركيا وكذلك الاستراتيجية القائمة على هذا الأساس، ومهما حاولت القوى الرجعية والعنصرية الفاشية التركية وأمعنت في عدائها للكرد والقوى الديمقراطية، إلا أنها لن تفلح ولن تحقق أية مكاسب حقيقية؛ حيث أن استراتيجية حزب الشعوب الديمقراطية القائمة على أساس الحل الديمقراطي، اقتلعت استراتيجية العداء للشعب الكردي والحركات الديمقراطية من جذورها".

وشدد قره سو على أن الحكومة الفاشية المتمثلة بتحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية (AKP-MHP) تعادي الشعب الكردي في كل شيء وكل مكان وبكافة السبل، وقال: "السلطة القائمة في تركيا تسعى جاهدة إلى تحييد حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) عن برنامجه السياسي والايديولوجي ونهجه النضالي، من خلال حملات الاعتقالات الواسعة التي طالت شريحة واسعة من السياسيين في حزب الشعوب الديمقراطية؛ يهدفون بذلك إلى إزالة حزب الشعوب الديمقراطي من أمام استراتيجيتهم القائمة على إبادة الكرد؛ كما أن الهجمات التي تستهدف النهج السياسي والايديولوجي، أشد وطأة من الاعتداءات الجسدية وعلى نطاق أوسع".

 حملات الإبادة السياسية

ولفت عضو الهيئة القيادية لمنظومة المجتمع الكردستاني، مصطفى قره سو، الانتباه إلى حملات الإبادة السياسية التي تقوم بها الحكومة الفاشية التركية، وقال: "لا تتحطم إرادة الشعوب دون تحقيق الإبادة السياسية، لأن الإبادة الثقافية والجسدية غير ممكنة؛ كما أن الإبادة تقوم على أساس سياسي في بادئ الأمر، وهذه السياسة قائمة على طول الـ 95 سنة الماضية، في السابق كانوا يزرعون الخوف من خلال التعليق على أعواد المشانق وفي الحاضر يقومون بها من خلال حملات الاعتقالات الواسعة بين السياسيين والنشطاء، حيث حطمت الحكومة التركية الرقم القياسي في عدد السجناء السياسيين، كما أن الاعتقال السياسي هو نوع آخر من الإعدام، وهم يسعون من خلال توسيع رقعة الاعتقالات إلى تشتيت حزب الشعوب الديمقراطية وإضعافه؛ ولكنهم لا يدركون حقيقة أن هذا الحزب لم يتأسس وراء المكاتب والكراسي، بل يستند إلى ميراث 100 عام من الانتفاضة الكردستانية والثورة الديمقراطية لشعوب تركيا، أي أنه نتاج ممارسة نضالية ولذلك لن يتمكنوا من أضعاف القاعدة الشعبية الداعمة لحزب الشعوب الديمقراطية".

وأضاف قره سو: "الحصة الكبرى من الحرب التي تشنها الحكومة الفاشية التركية ضد الكرد، هي "الحرب الخاصة والنفسية"، وتعتبر حكومة العدالة والتنمية من أكثر الحكومات التركية التي مارست أسلوب الحرب هذه، لذلك تتلقى الدعم من الدولة العميقة في تركيا تساند الدولة العميقة في تركيا؛ ولولا الدور الكبير الذي تلعبه حكومة العدالة والتنمية في الحرب الخاصة ضد الشعب الكردي، لما كانت لها أن تبقى كل هذا الوقت في السلطة".

حزب الشعوب الديمقراطية أمل كبير لشعوب تركيا و العالم

وأفاد قره سو بأنهم يتابعون عن كثب مسيرة الديمقراطية التي تقودها حزب الشعوب الديمقراطية، وقال: "نحن على ثقة أنهم يسيرون على الطريق القويم من حيث النهج وأسلوب النضال، وطالما تفتقد تركيا وتتجاهل هذا النهج، لن يكون بإمكان تركيا حل مشاكل الديمقراطية لديها، سواء حل القضية الكردية أو العديد من المشاكل التي تعاني منها نتيجة غياب الديمقراطية، لذلك وجود هذا النهج السياسي مهم جداً بالنسبة لشعوب تركيا والشرق الأوسط وسائر شعوب العالم، ويعطي أملاً كبيراً للشعوب".

كما تطرق قره سو إلى الوضع الحالي لتحالف العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، وقال: "أصبح التحالف الحكومي ضعيفاً، وهو يخشى من أصغر المعارضين وحتى من بعض التغريدات على التويتر، إنه مصاب بمرض "الرهاب"؛ وهكذا يكون حال جميع الدكتاتوريات والمتسلطين عندما يعانون من الضعف ويتجهون نحو الزوال".

تعزيز التحالف الديمقراطي وتصعيد نضال القوى الديمقراطية من شأنه تسريع زوال الفاشية

وفي ختام حديثه، أكد قره سو، مرة أخرى على أن الحكومة الفاشية التركية تعيش حالة من الوهن والضعف، ولا بد من تحالف القوى الديمقراطية وتصعيد النضال في هذه المرحلة، لإنزال الضربة القاضية للفاشية التركية، وقال: "الشعب الكردي يمثل القوة الديمقراطية الأكثر فعالية في تركيا، وعلى الجميع أن يعترف بذلك، كما أن حزب الشعوب الديمقراطية يمثل القوة السياسية الأهم في النضال الديمقراطي في تركيا؛ فالشعب الكردي يدرك جيداً أن الحياة الحرة الكريمة، ممكنة بالنضال والتحالف والمصالحة الديمقراطية في تركيا، لذلك ينضم إلى مسيرة الديمقراطية في تركيا ويبذل التضحيات الجسام في سبيل تحقيق هذا الهدف؛ جميعنا نعلم أن النضال ضد الفاشية لا يخلو من بذل التضحيات؛ كما أن الفاشية تتأسس على زرع الخوف في كل مكان، وعندما تكون القوى الديمقراطية على مستوى من الجرأة والشجاعة، حينها ستنهزم الفاشية. فاشية تحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، هشة للغاية وبإمكان التحالف الديمقراطي إسقاط هذه السلطة الفاشية، بتصعيد النضال ضدها".