قرسو: اكتسبنا الخبرة ولا مكان لمؤامرة أخرى

أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستانيKCK مصطفى قرسو أن تركيا تحاول الخروج من أزماتها من خلال تفعيل مؤامرة دولية أخرى كما فعلت في العام 1998، مؤكداً أن جميع محاولاتها في هذا الإطار ستفشل.

بدأت المؤامرة الدولية التي استهدفت شعب كردستان وحركة التحرر الكردستاني من خلال استهداف القائد الكردي عبد الله أوجلان في التاسع من شهر تشرين الأول 1998، ونتيجة تلك المؤامرة لم يكن أمام القائد أوجلان سوى خيار الخروج من دول الشرق الأوسط. وبتاريخ 15 شباط 1999 اكتملت المؤامرة الدولية بأسر أوجلان وتسليمه إلى تركيا. 

وفي الذكرى السنوية العشرين لهذه المؤامرة أجرت وكالة فرات للأنباء(ANF) حواراً مع عضو اللجنة التنفيذية في منظومة المجتمع الكردستانيKCK مصطفى قرسو.

وأكد قرسو في بداية حديثه أن المؤامرة على علاقة مباشرة مع أطماع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، موضحاً أن أمريكا بات لها تأثير كبير بعد حرب الخليج الأولى على دول الشرق الأوسط، بسبب الفراغ الذي ظهر في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وقال: "بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يكن النظام الجديد في المنطقة قد تأسس بعد، وكانت هناك خلافات وصراعات عدة في المنطقة. وأرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تسيطر على المنطقة وتدخلت من الناحية العسكرية، السياسية، الاقتصادية والثقافية لترتيب المنطقة وفقاً لمصالحها".

وأضاف "أيضاً حركة التحرر الكردستانية بقيادة القائد أوجلان كانت تمهد لإحداث تغيرات مهمة وجذرية في المنطقة وليس فقط في شمال كردستان، وكان للحركة تأثير كبير على الكرد في شرق، غرب وجنوب كردستان".

وأوضح: أوجلان الذي فهم جوهر شعوب المنطقة وتاريخها، على أساس أخوة الشعوب كان يمهد لبناء نظام جديد في الشرق الأوسط، يمثل حقيقة شعوب المنطقة، وكان نضال حزب العمال الكردستاني PKK بقيادة أوجلان،  من شأنه إضعاف جميع أدوات وحلفاء القوى الدولية في المنطقة.

وأكد أن تلك القوى وبهدف مد نفوذها كانت تعمل على تشكيل نظامها بالاعتماد على قوى حليفة، لكن تنامي فكر النضال التحرري وتأثير العمال الكردستاني على شعوب المنطقة أدخل الخوف في نفوس تلك القوى وحلفاءها، لأن ما كانوا يخططون له يتصادم مع مشروع أوجلان. وكان بقاء حزب العمال الكردستاني بهذه القوة في المنطقة يشكل خطراً على مشروعهم ويعيق تقدم نفوذهم. 

وتابع: "ومن خلال المؤامرة الدولية، التي استهدفت شخص القائد أوجلان، كانوا يحاولون توجيه ضربة لحزب العمال الكردستاني لإلغاء تأثيره وبهذا يكون الطريق أمامهم مفتوحاً لفرض هيمنتهم على المنطقة وتثبيت أدواتهم".

وواصل قرسو: "أيضاً إحدى أهداف المؤامرة كانت استخدام تركيا كأداة في الشرق الأوسط، ظناً منهم أن أسر أوجلان سيؤدي بالنتيجة إلى القدرة على تفعيل دور تركيا بشكل سهل وسلس في المنطقة. كما أنهم أرادوا بأسر أوجلان إضعاف وقطع علاقة الشعب الكردي مع حزب العمال الكردستاني وكسر ثقتهم بالحركة وإلغاء تأثير أوجلان والعمال الكردستاني على المنطقة. وعلى هذا الأساس حاولوا دعم القوى السياسية الكردية التابعة لها ومنح تركيا دور أكبر في المنطقة. لأن حركة التحرر الكردستانية بقيادة أوجلان وحزب العمال الكردستاني كانت تضعف تركيا وتمنعها من القيام بمهامها الموكلة إليها ضمن المؤامرة".

وتطرق قرسو في حديثه إلى نظام العزلة المشددة المفروضة على سجن جزيرة إيمرالي وقال: "هذا النظام تشكل وفُرض على إيمرالي من قبل القوى الدولية المشاركة في المؤامرة. تركيا في هذه المؤامرة تتولى مهمة الحراسة فقط. وبالحديث عن عمليات التعذيب النفسي التي تعرض القائد أوجلان لها من قبل تركيا، أعد تقرير بهذا الخصوص وقدم إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، التي بدورها المحكمة وكجزء من المؤامرة رفضت التحقيق في القضية وأعلنت موقفها بشكل يُشَرّع النظام الظالم المفروض على إيمرالي". 

وأضاف "هذا الرد والموقف من قبل المحكمة يؤكد بشكل صريح للجميع من الذي يحمي ويدافع عن النظام المفروض على إيمرالي، فإن منح الشرعية لتركيا فيما تفرضه على إيمرالي لهو تشجيع على فرض المزيد من العزلة والضغوط على أوجلان ومواصلة هذه الانتهاكات".

ولفت إلى أن تركيا فرضت، مؤخراً، على أوجلان عقوبة انضباطية أعلنت بموجبها منع الزيارة عنه لمدة ستة أشهر، وهذا القرار هو في نفس الوقت يعتبر هجوماً تركياً على الشعب الكردي. 
وشدد على أن تعرض أوجلان لضغوط نفسية وجسدية يعتبر هجوماً صريحاً وتصعيداً من قبل تركيا ضد الشعب الكردي هدفه كسر إرادة هذا الشعب وقمعه. 

وأوضح قرسو أن سلطة حزب العدالة والتنمية AKP، من الناحية السياسية داخلياً وخارجياً تعاني من ضيق كبير كما تعاني من أزمة اقتصادية حقيقية، مشيراً إلى أن هذا لتصعيد هو ردة فعل من قبل العدالة والتنمية على هذه الأزمات التي يعاني منها.

وقال: "حكومة العدالة والتنمية تحاول تخليص نفسها من هذه الأزمات عبر التصعيد، تركيا وفي العام 1998 كانت تعاني من الناحية السياسية، العسكرية والاقتصادية كما تعاني اليوم، وكدولة ضمن حلف الناتو تمكنت من الحصول على دعم من قبل القوى الدولية. واليوم أيضاً محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تقدم نفس الدعم لتركيا من خلال قرارها بشأن قضية تعرض أوجلان للتعذيب والتهديد بالقتل". 

وتابع: "مؤخراً شاهدنا استقبال أردوغان في أوروبا، كما أنه يحاول تحسين العلاقات مع أمريكا وإعادتها إلى مسارها وهذه التطور على علاقة مباشرة مع الأزمة التي تعاني منها تركيا بسبب نظام أردوغان".

وأوضح قرسو أنه مع "تحوّل حزب العمال الكردستاني وعلى أساس فكر أوجلان في تركيا، الشرق الأوسط وعموم العالم إلى قوة إيديولوجية وسياسية كبيرة، بات النظام الرأسمالي والحداثة في العالم يعيش أزمة، وهذا الأمر نشهده كل يوم بشكل واضح".

ونوه بأن "حزب العمال الكردستاني وعلى أساس فكر أوجلان بات يمثل البديل الوحيد لهذا النظام، شعوب الشرق الأوسط وفي الأساس تلتف حول فكر أوجلان، ومن خلاله يبحثون عن الطريق للخروج من الأزمة وبهذا يمتلكون القوة. لهذا فإن القوى الدولية وتركيا تعادي أوجلان ونفذت المؤامرة ضده".

وأضاف قرسو "لا شك أن المؤامرة الدولية التي بدأت في التاسع من تشرين الأول كانت سبباً في منح حركة التحرر الكردستاني والشعب الكردي المزيد من الخبرة في كيفية التعامل مع المؤامرة والتصدي لها، شعبنا بات يدرك، اليوم، الهدف من هذا التصعيد والهجمات التي تستهدف القائد أوجلان. لكننا نؤكد أن جميع محاولات الدولة التركية الرامية لكسر إرادة الشعب الكردي عبر هذه الهجمات على أوجلان لن تفلح. فقد أثبت القائد أوجلان، حركة التحرر الكردستانية وجميع أبناء شعبنا الكردي، منذ اليوم الأول للمؤامرة وحتى الآن، أنهم سيواصلون النضال والمقاومة ضد هذه المحاولات.

ولفت قرسو إلى أهمية الفعاليات الداعية إلى حرية أوجلان التي يقوم بها أبناء وأصدقاء الشعب الكردي في أوروبا، مشيراً إلى أن الفعالية التي قام بها الشاب الكردي في ألمانيا(الذي أشعل النار في نفسه) والتي أدت إلى استشهاده هي جزء من نضال حملة "لا أحد يستطيع حجب شمسنا".

وتابع قرسو أن القائد أوجلان أوضح أن هذا الشكل من الفعاليات (حرق النفس) أمر غير صحيح وأن مثل هذه الفعاليات تؤثر فيه كثيراً وقال: "لكن هذه الفعالية وغيرها من الفعاليات تُظهر حجم أهمية القائد أوجلان في تاريخ والمجتمع الكردي، وتُظهر حجم التأثير الكبير للقائد أوجلان على مختلف فئات الشعب الكردي".

وختم القيادي مصطفى قرسو حديثه بالقول: "رغم أننا نرى أن مثل هذه الفعاليات غير صحيحة إلا أننا ندرك معناها الحقيقي وتأثيرها الكبير على الجميع، وبهذا نعزي عائلة الشهيد أوميد آجار كما نعزي جميع أصدقائه وأقاربه وجميع أبناء الشعب الكردي".