قرايلان: مستعدون للمساعدة في حل أزمة جنوب كردستان وللإيزيديين الحق في الإدارة الذاتية

تطرق عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني، مراد قرايلان، خلال لقاءه مع قناة جرا تي في إلى التطورات التي يشهدها الإقليم وقال إن حزب العمال مستعد ويريد المساعدة في حل مشاكل الإقليم. وشدّد قرايلان على ضرورة دعم المجتمع الإيزيدي ليدير نفسه بنفسه.

تحدث عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني، مراد قرايلان، في حوار خاص مع قناة (Çira Tv) عن آخر التطورات التي يشهدها إقليم كردستان ومنطقة شنكال والدور الذي تلبعه دولة الاحتلال التركي في الإقليم.

وفي مستهل لقاءه، بارك قرايلان الإيزيديين بمناسبة عيدهم وقال: "أتمنى أن يتم الاحتفال بأعياد كهذه وأن تصبح وسيلة للسلام، الوحدة، والحرية".

وقال عضو اللجنة القيادية إن "الإقليم يمر بمرحلة حساسة هذا الأمر مهم لشعبنا الإيزيدي وللشعب الكردي عموماً".

 

وهنا أبرز النقاط التي تناولها قرايلان في لقاءه:

مراد قرايلان: يمكن تشكيل لجنة لحل المشاكل العالقة في كردستان الجنوبية

أشار مراد قرايلان إلى أهمية موقع كردستان الجنوبية في مسيرة حرية الشعب الكردي وقال: "لكن يجب أن تكون مقاربتها مبنية على سياسة صحيحة، وينبغي تحويل هذا الجانب الإيجابي إلى قاعدة للنصر واستخلاص النتائج. للأسف،لم يتحقق ذلك بشكل كامل في كردستان الجنوبية، طرأت التعقيدات وكانت أحداث السادس عشر من شهر تشرين الثاني، فذهب جزء كبير من المكتسبات الموجودة والصعود المتحقق أدراج الرياح. هذا وضع جديد ويجب تقييمه بشكل صحيح. كذلك نرى المظاهرات الشعبية منذ بضعة أيام؛ هذه أيضاً إحدى نتائج الوضع الجديد. الرأي العام يقول لو قرأ سياسيو كردستان الجنوبية المرحلة بشكل صحيح ووضعوا سياسة جديدة وقواعد جديدة متلائمة مع المرحلة لكان من الممكن تجنب ما حدث. إن كنت واضحاً ومنفتحاً على الشعب، يمكن للشعب فهم الوضع. عدا ذلك، لو قرأت كل شيء وفقاً لتقييمك واتخذت قرارات فوقية دون عِلم أحد وفتحت الطريق أمام تفشي الجوع والفقر، فإن التعقيدات ستتعمق. هذه أيضاً إحدى نتائج المقاربات الخاطئة. ما نقوله ليس قائماً على إدانة أي طرف، ولا نرى في ما حدث فرصةً لنقد سياسة كردستان الجنوبية، لا أبداً. ما نريده هو تقديم المساعدة. اليوم هناك مشكلات في كردستان الجنوبية ونريد أن نكون عوناً في حلها، لكن يجب قراءة المشكلة بشكل صحيح وتحديد الأخطاء بشكل صحيح. ضمن هذا الإطار تقدم إدارتنا مقترحاتها. اقتراحنا هو تشكيل لجنة من كافة الأطراف؛ لجنة موسعة تضم كافة الأطياف المدنية والسياسية والشخصية. يجب أن تقوم هذه اللجنة بتشكيل منصات الحل الديمقراطي. ينبغي أن تزور المدن وتجتمع بالناس لتستمع إلى آرائهم ومطالبهم وتبحث عن حلول وتحوّل الحلول إلى قرارات. هذا هو اقتراحنا للحل. هذا هو الحل الصحيح. عدم تقبل هذا الحل والاتجاه نحو استعمال القوة والضغوط واستخدام قوات الأمن لن يجدي نفعاً. في هذه الحالات يجب أن تبتعد السياسة الكردية عن مثل هذه المقاربات. لشعبنا الحق في التظاهر دون أن يعمل على التخريب والحرق. كذلك ينبغي عدم استعمال السلاح ضد الشعب. من الضروري طرح حلٍ يوافق عليه المجتمع. للمجتمع مطالبه وهو لم يتظاهر عن عبث؛ للتظاهر أسبابه والأخطاء واضحة للعيان".

معضلة سياسة كردستان الجنوبية تكمن في عجزها عن النقد الذاتي

وتطرق قرايلان في حديثه إلى أن معضلة سياسة كردستان الجنوبية تكمن في عجزها عن النقد الذاتي وتابع قائلاً: "يحسبون نقد الذات إنقاصاً للشأن، لكن على العكس تماماً، نقد الذات برهان على إعلاء الشأن. من يثق بنفسه ينتقدها ويكتشف نواقصه ويتخذ الحقيقة أساساً. منذ 26 عاماً والسلطة قائمة هناك ويجب أن يتم تحليلها ودراستها، كيف كانت وكيف غدت. الشعب يطالب بالتغيير ويجب الاعتراف بمطالب الشعب بشكل صائب".

المجتمع الإيزيدي يحتاج إلى الوحدة

وتحدث عضو الهيئة القيادية لحزب العمال الكردستاني مراد قرايلان عن الوضع العام للمجتمع الإيزيدي قائلاً: "المجتمع الإيزيدي يحتاج إلى الوحدة. يجب أن يتحد الإيزيديون. ينبغي أن يبتعدوا عن اتخاذ المواقف المتباينة. قد يتباين أفراد المجتمع في اتخاذ الأفكار والرؤى المختلفة، لكن عليهم أن يجتمعوا حول الأهداف العامة والجمعية. هذا ما يحتاجه المجتمع الإيزيدي. على الإيزيديين أن يظهروا توافقهم في كل مكان. لماذا الاختلاف والتشظي؟ عليهم تجاوز هذه الحالة. على الإيزيديين بناء منظماتهم في كل مكان يتواجدون فيه، هذا ما سيمكنهم من بناء إرادتهم. يحتاجون إلى الإرادة. عليهم أن يظهروا إرادتهم وأن يفرضوا شخصيتهم على الكتل المحيطة بهم. ذلك لا يتحقق عبر عرض المطالب فقط. لا أحد يهتم بدموع الآخرين. العالم اليوم يعيش تحت وطأة الحداثة الرأسمالية والكل يجري وراء تأمين مصالحه. على المجتمع الإيزيدي أن يحقق وحدته ويغدو قوة مكافحة وذات إرادة لكي يحقق هذا المجتمع مطالبه. هذا ما سيمكن المجتمع الإيزيدي من تحقيق أهدافه بشكل أوسع. في الخارج أيضاً حتى لا تبقى كديانة وعقيدة ولا تنصهر؛ لأن سياسات الصهر تتوسع في أوربا والأماكن الأخرى، لذلك فإن ما أشرت إليه ضرويٌ جداً لتفادي الانصهار والتلاشي. ينبغي عليهم التجمع وبناء مؤسساتهم وتعزيز روح النضال والتنظيم داخل مجتمعهم".

شنكال مهمة ومقدسة لعموم الشعب الكردي

أعتقد أن شنكال مهمة لعموم الإيزديين، وليس لإيزيديي شنكال فحسب. لو شهدت شنكال مؤتمراً عاماً وتحققت الإرادة وأُقيمت إدارة ذاتية واستطاع الإيزيديون إدارة أنفسهم بشكل ذاتي وحماية أنفسهم، سيؤثرون على الشيوخ وعموم إيزيدخان. يجب أن يكون للإيزيديين مكانٌ خاصٌ بهم وأن يتخلصوا من الوصاية التي يفرضها عليهم الآخرون. عليهم أن يرسموا مصيرهم بأنفسهم. ربما لن يتمكنوا من تحقيق ذلك في أوروبا وروسيا، ولكنهم سيتمكنون من تحقيق ذلك في شنكال.  كذلك تلعب شنكال دوراً هاماً للجميع لأنها إيزيدخان. ليست مكاناً عادياً. إنها المكان الذي حمت فيها الديانة الإيزيدية نفسها. لذلك فإنها تتميز بالقداسة. شنكال مهمة لنا وللشعب الكردي وخاصة لحركتنا، لأن شنكال تمثل إرث الآباء والأجداد. يجب أن تمثل شنكال نفسها بإيمانها وهويتها وأن تبقى قائمة. شنكال مهمة ومقدسة لعموم الشعب الكردي، لا للإيزديين فحسب".

القائد أوجلان يولي أهميةً كبيرة للإيزيديين

وأوضح قرايلان أنهم لا يمننون أحداً بما فعلوه وتابع قائلاً: "القائد أوجلان يضع فلسفة جديدة في كردستان والشرق الأوسط. القائد آبو يريد تعزيز قيم الشرق الأوسط وتوحيدها مع قيمنا الحالية، لأن الشرق الأوسط مركز الحضارة الإنسانية، لكنه اليوم خاضع ويتعرض للتخريب، لذلك يولي القائد أوجلان أهمية بالغة لقيم وعقائد الشعوب. خاصة الديانة الإيزيدية التي يوليها القائد آبو أهمية كبيرة. دوماً كان القائد أوجلان يتحدث باستمرار عن الإيزيديين وعن شنكال. القائد يولي أهمية خاصة للمجتمع الإيزيدي، ونحن كبرنا بثقافة القائد آبو وبه غدونا حركة منظمة. القائد آبو يولي الإيزيدية قيمة خاصة ويراها الديانة الأقدم والاكثر تنظيماً والأكثر كرامةً، هكذا يرى الإيزيدية ويشدد على حمايتها. القائد أوجلان يرى الإيزيدية كزهرة كردستان التي ينبغي أن تحيا. لذلك دوماً كانت تعليماته تركز على الاهتمام بالإيزديين وحماية شنكال. خاصة قبل المجزرة الثالثة والسبعين بسنتين أو ثلاث، كان قد أشار إلى ضرورة حمايتهم. لذلك استشعرنا حدوث الخطر ورغبنا بإرسال قوات إلى شنكال لكننا تعرضنا للمضايقات والرفض. قلنا للجميع، خاصة للأحزاب الحاكمة هناك؛ قلنا لهم نريد التواجد في شنكال، لأن الخطر محدق. خاصةً بعد دخول داعش إلى الموصل، اقتراحنا أن تتواجد قواتنا في شنكال، اقترحنا ذلك على الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، فجاوب كل حزب بشكل مختلف ومنعونا من التواجد، فأرسلنا مجموعة من الرفاق بشكل سري".

وحدات مقاومة شنكال ووحدات نساء شنكال تستحق التقدير والتقديس وهي قوات مستقلة لا تتبع لأي طرف

قرايلان أشار إلى حقيقة ودور وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) ووحدات نساء شنكال (YJŞ) بالقول: "وحدات مقاومة شنكال تأسست في مرحلة الدفاع؛ أسسها الشباب الذين قاتلوا إلى جانبنا. وحدات مقاومة شنكال تأسست ضمن مرحلة الحصار والقتال. وحدات مقاومة شنكال لم تتأسس لأجل المال. لم تتوجه نحو هولير وبغداد ولم تطلب أموالاً لتأسيس قوةٍ عسكرية. تأسست ضمن ظروف الحرب من قبل الشباب الذين أرادوا مجابهة ظلم داعش والانتقام للشهداء وللأخوات المخطوفات وللمجتمع الإيزيدي ككل. بعدها تأسست وحدات نساء شنكال. تأسيس قوة في فترة القتال أمرٌ يستحق الاحترام والتقدير. لم تتأسس طلباً للمال؛ تأسست للحماية وللعيش الحر وإنهاء المجازر. هذه القوات ليست مرتبطة بحزب العمال الكردستاني. قدمنا المساعدة ليحترف الشباب والفتيات الإيزيديون القتال والدفاع عن النفس. أعتقد أنه يجب أن يتمكن الإيزيديون من حماية أنفسهم وإدارة مناطقهم. أردنا أن يحمي المجتمع الإيزيدي نفسه بشكل ذاتي. دربنا أولئك الشبان على القتال. يمكن لأيديولوجية القائد أوجلان أن تحوّل الإنسان الضعيف إلى إنسان ذي إرادة وقوة. نحن اليوم سعداء حين نرى وحدات نساء شنكال وهي تقاتل وتمضي بقرارها الذاتي. لا يتبعون لنا ويديرون أنفسهم بشكل ذاتي، لكنهم يرون أوجلان كقائد لهم. هذا حقهم. القائد آبو وضع نموذجاً فكرياً للعالم بأسره. يمكن للجميع أن يتخذوا فكر القائد أوجلان أساساً للتنظيم الذاتي وأن يتخذوه قائداً. يمكن لجميع الأشخاص والشعوب أن يتخذوا أوجلان قائداً لهم. شباب شنكال يتمتعون بالحق عينه. يمكن لشباب شنكال أن يحموا وينظموا أنفسهم. هذا شيءٌ جيد. مساعدة حزب العمال الكردستاني عززت قدرات الإيزيديين وقوّتهم. المساعدة لم تحمي الإيزيديين من المجازر فحسب، بل قوّتهم ووضعت لهم برنامجاً. وفقاً للنموذج الفكري الذي وضعه القائد آبو يجب أن تتمتع شنكال بإدارة ذاتية وأن يدير مجتمعنا الإيزيدي نفسه ذاتياً".

نريد الحماية الذاتية والإدارة الذاتية للمجتمع الإيزيدي

وشدَّدَ قرايلان على أنهم يريدون قطع الطريق أمام تعرض الإيزيديين للمجازر وقال: "نريد أن يحول مجتمعنا الإيزيدي نفسه إلى قوة ذاتية للحماية والإدارة. قدمنا المساعدة، لكن على المجتمع الإيزيدي أن يعمل ويتمكن من حماية نفسه.وحدات نساء شنكال لا تستطيع العمل لوحدها، يجب أن يتوحد المجتمع الإيزيدي ويبني إرادته ليحمي نفسه من المجازر. النموذج الفكري للقائد آبو هو نموذج الأمة الديمقراطية. هذا يعني أن كل المعتقدات والديانات والشعوب والثقافات تستطيع التعايش مع بعضها البعض. هذا النموذج سيعزز إستراتيجية الديانة الإيزيدية. ما يطرحه القائد آبو يعزز ويقوي الإيزيدية. هذا النموذج يطرح تنظيم الذات في الداخل وفي الخارج".

ما يريده حزب العمال الكردستاني للإيزيديين

قرايلان تحدث عن ما يريده حزب العمال الكردستاني لأجل شنكال وقال: "الشيء الضروري لأجل شنكال موجود في القوانين العراقية. على كل إيزيدي أن يعرف ما يريده حزب العمال الكردستاني للإيزيديين. حزب العمال الكردستاني يريد وحدة الإيزيديين ويريد أن يدير الإيزيديون أنفسهم بشكل ذاتي. أن تكون لهم مجالسهم الخاصة وأن تنتخب المجالس قائمي المقام، وأن تكون لهم قوتهم الخاصة للدفاع والحماية. حزب العمال الكردستاني يطلب ذلك للإيزيديين، لا يطلبه لنفسه. حزب العمال الكردستاني لم يقل أنه يريد استلام السلطة هناك. حزب العمال الكردستاني  يقول شيئاً معنوياً وقومياً وإنسانياً؛ يريد أن يبني المجتمع الإيزيدي نظاماً ديمقراطياُ لنفسه يحميه من المجازر ويحقق له الحرية والمساواة، وأن يكتفي هذا المجتمع ذاتياً في مجال الحماية والاقتصاد والإدارة. وفقاً للقانون العراقي، يمكن لمجتمعنا الإيزيدي في شنكال ومحيطها وحتى في شيخان أن يدير نفسه ذاتياً ويكون مرتبطاً بالحكومة الفيدرالية المركزية. نقول أنه يجب على الإيزيديين توحيد أحزابهم ليقدموا اقتراحاتهم فيما يتعلق بالإدارة الذاتية. أن يتفاوضوا مع العراق ويحصلوا على حقوقهم. علينا نحن كحزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية في كردستان والاتحاد الإسلامي الكردستاني دعم ذلك".

لو وافقت القوى في كردستان الجنوبية على الاقتراحات التي تقدمنا بها قبل عامين، لكانت شنكال اليوم تملك إدارة ذاتية

وأوضح قرايلان أنهم اقترحوا قبل عامين تشكيل إدارة ذاتية لشنكال لكن القوى الحاكمة في كردستان الجنوبية عارضت هذا الاقتراح. قرايلان قال إنه لو وافقت قوى كردستان الجنوبية وقتها على هذا الاقتراح لكان هناك اليوم إدارة ذاتية في شنكال وكانت الحكومة العراقية ستوافق. قرايلان تابع قائلاً: "لكنهم رفضوا واليوم نرى أنهم غادروا. نريد أن تدير شنكال نفسها بشكل ذاتي. على القادة الإيزيديين والشيوخ والوجوه الاجتماعية والدينية والسياسيين أن يقرؤوا ذلك بشكل جيد لنقدم لهم العون والمساعدة. وحينها سيقدم جميع الكرد العون والمساعدة لهم".