مزار الشهداء في قامشلو يحتضن جثامين أفراد العائلة العفرينية

شيّع اليوم المئات من أهالي مقاطعة قامشلو جثامين أفراد العائلة العفرينية الوطنية الذين فقدوا حياتهم يوم أمس جراء تعرضهم لحادث سير على طريق الحسكة، وذلك في مزار الشهداء المدنيين في حي العنترية بمدينة قامشلو.

تكريماً لأرواح العائلة العفرينية التي فقدت البارحة 4 من افرادها حياتهم على طريق قامشلو الحسكة إثر تعرضهم لحادث سير، أقيمت اليوم مراسم تشييع مهيبة في مدينة قامشلو وهم كل من محمد رشيد البالغ من العمر 65 عاماً وزوجته مدينة عبدالله 55 عاماً اللذين بترت سيقانهما جراء قصف طيران الاحتلال التركي لمدينة عفرين العام المنصرم، واللذين كانا برفقة ابنهم شرفان محمد، ومحمد خليل متوجهين إلى الحسكة لتركيب أطراف اصطناعية للوالدين .

وشارك في مراسم التشييع المئات من أهالي مدينة قامشلو والمناطق المحيطة بإقليم الجزيرة، وممثلون عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، والرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة قامشلو غريب حسو، وعضوة المنسقية العامة لمؤتمر ستار آسيا عبدالله، وأعضاء المؤسسات المدنية، ومقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة.

وبدأت مراسم التشييع التي أقيمت في مزار الشهداء المدنيين في حي العنترية، بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً على أرواح الشهداء، تلتها كلمة الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة قامشلو محي الدين حسن الذي قدم فيها التعازي لذوي الشهداء.

وأكد حسن على أن هذه العائلة كانت من أوائل العوائل الوطنية التي تملك تاريخاً من النضال الوطني ومن أوائل التي دعمت حركة حرية كردستان وقدمت الشهداء، وظلوا صامدين ضمن مقاومة العصر وتعرضوا للقصف الوحشي التركي حينها والذي أدى لبتر ساق الأب محمد رشيد وزوجته مدينة عبدالله، مؤكداً أنه بالروح الثورية والوطنية التي يملكها أهالي عفرين ستتحرر عاجلاً أو آجلاً من يد المحتلين".

وفي سياق متصل، ألقت عضوة المنسقية العامة لمؤتمر ستار آسيا عبدالله كلمة قدمت فيها العزاء لذوي الشهداء وعموم الشعب العفريني بالفاجعة التي حلت عليهم جراء تعرض هذه العائلة الوطنية للحادث الأليم، وقالت:" هذه العائلة الوطنية أصبحت مثالاً لنا وللشعب الكردي بما يحملونه من روح ثورية ووطنية، ومدى ارتباطهم وتمسكهم بأرضهم وقيمهم، وبقوا صامدين في مقاومة العصر أمام الهجوم الوحشي للفاشية التركية على مدينة عفرين، وواصلوا المقاومة في مناطق الشهباء مع باقي أهالي عفرين ولم تضعف إرادتهم وإصرارهم على مواصلة المقاومة".

من جهته عبّر الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو عن حزنهم الشديد للفاجعة التي حلت بهذه العائلة العفرينية، واعتبر فقدان هكذا عائلة وطنية خسارة كبيرة لهم، وأكد بأن هذه العائلة ناضلت منذ بداية الحراك الثوري وحتى اليوم الحاضر، ولم يتوقفوا عن نضالهم وبقوا صامدين ضمن مقاومة العصر وشاركوا إلى جانب أبنائهم وشبابهم في مواجهة الاحتلال التركي رغم كافة الصعوبات التي واجهتهم".

وفي نهاية المراسم حمل المشيعون جثامين أفراد العائلة على أكتافهم ليواروا الثرى في مزار الشهداء المدنيين في حي العنترية بمدينة قامشلو.