قامشلو: السريان يستذكرون الإبادة الجماعية في ذكراها الـ 104

نظم حزب الاتحاد السرياني في سوريا، مساء اليوم 16 حزيران/يونيو 2019، مراسم استذكار الإبادة الجماعية "سيفو" في ذكراها الرابعة بعد المئة. ونظمت المراسم أمام مقر الحزب وسط مدينة قامشلو.

بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 104 للإبادة الجماعية "سيفو" التي تعرض لها الشعب السرياني، الكلداني، الآشوري والأرمني واليوناني في العام 1915، على يد قوات الدولة العثمانية وجماعات شبة نظامية تابعة الدولة العثمانية والتي راح ضحيتها نحو مليون شخص بالإضافة إلى مليوني مهجر.، نظمَ حزب الاتحاد السرياني في سوريا سنوياً مراسم استذكار لشهداء وضحايا الإبادة الجماعية.

وحضر مراسم الاستذكار اليوم عدد من ممثلي المؤسسات المدنية، المنظمات، ممثلي الأحزاب وممثلين عن مؤسسات الإدارة الذاتية.

وألقى كلمة الافتتاحية الرئيس المشترك لبلدة قامشلو غربي السيد عبد الأحد إسحاق، مرحباً بالحضور حيث قال في كلمته: "على الرغم من مضي مئة وأربعة سنوات على الإبادة إلا أن الشعب السرياني لا يزال يعاني جراح وألام الإبادة الجمعية التي انعكست نتائجها سلباً على السريان سياسيا اجتماعيا نفسياً واقتصادياً".

ولفت إسحاق إلى أن العالم وعلى الرغم من معاناة هذا الشعب والى اليوم ترفض تركيا الاعتراف بهذه الإبادة وأكد على أن الشعب السرياني سيواصل نضال والعمل في كل الساحات لنيل هذا الاعتراف حتى ترتاح أرواح شهداء الإبادة.

وأضاف بأن النضال المشترك لمكونات شمال وشرق سوريا ضد إرهاب الجماعات التكفيرية الإرهابية مثل داعش والنصرة الذين حاولوا تكرار الإبادة بحق الأقليات في المنطقة، مؤكداً أن تحالف مكونات شمال وشرق سوريا على أساس فكر الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب تمكن من القضاء على هذا الإرهاب. وشدد على ضرورة مواصلة المقاومة المشتركة من اجل تحقيق السلام والأمان ووحل الأزمة السورية وبناء سوريا المستقبل في ظل نظام تعددي ديمقراطي.

ودعا إسحاق في ختام كلمة العالم والمجتمع الدولي وتركيا إلى الاعتراف بالإبادة.

ومن جانبه القى السيد رياض الهفل كلمة باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية استنكر فيها مجازر الدولة التركية بحق جميع الأقليات المسحية في تركيا. موضحاً أن تركيا لا تزال تواصل سياساتها التوسعة على حساب مكونات المنطقة، وان العالم يعاني من جرائم الدولة التركية حتى اليوم.

كما ولفت إلى جرائم الدولة التركية سليلة الدولة العثمانية بحق أبناء شعبنا في عفرين المحتلة، واكد أن الاحتلال التركي يهدد جميع مناطق شمال سوريا إلى شمال العراق عبر الجماعات الإرهابية المتطرفة من بقايا فلول داعش.

وختم حديثة بالتأكيد على أن مكونات شمال وشرق سوريا وفي ظل نظام المشروع الديمقراطي ستتصدى لمحاولات الاحتلال ومشاريع الإرهاب.

بدوره القى الكاتب والباحث السرياني حنا حنا قصيدة شعر عن الإبادة باللغة السريانية، وأشار في كلمته إلى وحشية الدولة العثمانية في تنفيذ الإبادة بحق الأقليات المسيحية.

وأكد أن دماء ضحايا وشهداء الإبادة أمانة في أعناق الأحرار وأن صرخات الأطفال والأمهات حاضرة إلى يومنا هذا حتى تعترف تركيا بهذه الإبادة البشعة.

واستنكر الإبادة بالقول: "هذه الإبادة وصمة عار على جبين الإنسانية التي تغض الطرف على جرائم تركيا، كما هي وصمة عار في تاريخ الدولة العثمانية والتركية حتى تقر وتعترف بالإبادة.

وكما وقرأت خلال المراسم برقيات باسم حزب الاتحاد السرياني، المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة، اتحاد الشغيلة، مؤسسة أخوة الشعوب ومساندتها، استنكر جرائم الدولة التركية بحق الطوائف المسحية واستمرار سياسات الدولة التركية التوسعية حتى اليوم على حساب الأقليات، كما استنكرت صمت العالم والمجتمع الدولي حيال الجرائم التركية وعدم تحمله مسؤولياته الأخلاقية الإنسانية تجاه هذه الانتهاكات والجرائم.

وتخلل مراسم الاستذكار عروض موسيقية، كما قدمت فرقة "إنانة" لوحة مسرحية تحاكي مجازر الـ سيفو.

وعلى هامش مراسم الاستذكار أجرت وكالة فرات للأنباء حوار مع الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السريان "سنحريب برصوم" الذي استنكر جرائم الدولة العثمانية بحق السريان وباقي الأقليات المسيحية وقال:

"اليوم نحي ذكر مجازر سيفو التي طالت الشعب السريان، الأشوري، الكلداني على يد السلطنة العثمانية التي أرادت أن تبيد هذا الشعب، كما أرادت أن تبيد الشعب الأرمني وتلغي وجودهم على أرضهم التاريخية. وهذا انطلاقاً من فكر شوفيني، فكر إنكار وإقصاء الأخر وعدم الاعتراف بحقوقه والذي لا نزال نعاني منه إلى اليوم عبر الجماعات والتنظيمات الإرهابية التفكيرية والدول والقوى الإقليمية الداعمة لهذا الفكر التي تحاول إعادة ارتكاب المجازر بحق كل الشعوب والأقليات".

وأضاف: "لكننا اليوم وبفضل توحد هذه شعوب ومكونات شمال سوريا وقواتهم المشتركة المنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية (QSD) استطعنا تطهير أرضنا من هذه المجموعات الإرهابية. لكن والى اليوم لا تزال الدولة التركية تدعم هذه الجماعات الإرهابية لضرب مشروع الإدارة الذاتية وإبادة شعوب المنطقة وتكرار ما حصل قبل أكثر من مئة عام من خلال مواصلة سياسات الأنكار والفكر الشوفيني المستمدة جذورها من أسالفهم العثمانيين.

وتابع: لكننا وكمكونات المنطقة إلى جانب الانتصارات التي حققناها بشكل مشترك سنواصل المقاومة وسنستمر حتى نحقق كامل أهدافنا وحقوقنا في سوريا.

وعبر برصوم أن قضية استذكار مجازر الـ سيفو قضية أساسية، وأكد على انهم كمكون سرياني يطالبون العالم بالاعتراف بهذه المجازر وإدانة الدولة التركية سليلة ووريثة الفاشية العثمانية وإجبارها على الاعتراف بهذه المجازر.

وأكد أن من واجب الشعب السرياني الدفاع عن قضيته في كل المحافل وانهم سيواصلون نضالهم حتى يتم الاعتراف بهذه الإبادة البشعة.

وختمت المراسم بعرض فلم وثاقي عن الإبادة استعرض فيها مشاهد وصور للإبادة وجرائم الدولة التركية بحق المسحيين وصولاً إلى عودة الشعب السرياني إلى مرحلة النهوض ومطالبة العالم بالاعتراف بالإبادة وتجريم تركيا.

الجدير بالذكر أن كلمة "سيفو" لفظة سريانية وتعني السيف وهي دلاله على أن غالبية ضحايا الإبادة قتلوا بالسيف، وبدأت عمليات إبادة الأقليات والطوائف المسيحية دون تفريق صيف العام 1915.