في يوم اللاجئ العالمي.. أهالي عفرين بين حلم العودة ومعاناة النزوح

يحل يوم اللاجئ العالمي هذه العام وسط حرمان اللاجئين والمهجرين قسراً من أهالي عفرين بمناطق الشهباء من حقهم في توفير الحماية الدولية والدعم بكافة الأشكال من قبل المنظمات المعنية.

يحتفل العالم بيوم اللاجئ العالمي أو اليوم العالمي للاجئين، في 20 يونيو من كل عام، ويحل يوم اللاجئ العالمي اليوم على العالم ولاجئوه يعيشون ظروف صعبة للغاية تحكمها مصالح الدول الرأسمالية، وسط شلل تام من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقديم الدعم والحماية لهؤلاء حول العالم.

وتجاوز عدد النازحين اللاجئين العام الماضي جراء الحروب والاضطهاد والصراعات حول العالم ال 70 مليون، وهو العدد الأكبر الذي سجلته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منذ نحو 70 عاماً. 
منهم الآجئين داخل أوطانهم وخارجها، ويشار إلى أن أكثر من ثلثي اللاجئين حول العالم قادمون من سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار والصومال. 

ويأتي هذا وسط زيادة ملحوظة بالنسبة لعدد السوريين حيث يبلغ أعداد النازحين السوريين ما يقارب 6.7 ملايين، لجأ البعض منهم إلى دول الجوار والبعض إلى مناطق أخرى أكثر أمناً من مناطقهم، والتي كان آخرها تهجير أهالي عفرين من أراضيهم صوب مناطق الشهباء، نتيجة الاحتلال التركي برفقة مجموعاته الإرهابية والتي مارست أبشع أساليب القتل والنهب والتنكيل والتغيير الديمغرافي.

والذين توزعوا بين المخيمات ومنازل كانت غير مؤهلة للسكن والعيش فيها لأنها كانت وتلك القرى ساحات للمعارك على مدار أكثر من ثلاثة سنوات بين قوات  النظام والمجموعات الارهابية، حيث استشهد الكثير من هؤلاء المهجرين نتيجة الألغام من مخلفات الحرب التي تركت في تلك القرى والبلدات، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة في ظل حصار قاسي وعدم توفر للمستلزمات الطبية من الأدوية، والمعدات الطبية، وحرمان الأطفال من حقهم في التعليم، وسط قصف مستمر بشكل شبه يومي من قبل الاحتلال التركي ومجموعاته الإرهابية لتلك القرى، فيما لجأ القسم الآخر إلى المخيمات، التي يبلغ تعدادها ضمن مقاطعة الشهباء، خمسة مخيمات موزعة على الشكل التالي:

-مخيم روبار بالقرب من بلدة دير جمال وهذا المخيم قديم تم انشائه قبل نزوح أهالي عفرين ويقطنه حوالي 120 عائلة أي ما يزيد على (700 ) نسمة.

-مخيم المقاومة (برخدان) وتم إنشائه في أواخر شهر آذار 2018 ويقع هذا المخيم بالقرب من ناحية فافين وفيها أكثر من 850 خيمة يقطنها أكثر من 4000 نسمة.

-مخيم العصر ( سردم) يقع بالقرب من قرية تل سوسين فيها أكثر من 800  خيمة يقطنها أكثر من 4000 نسمة.

-مخيم العودة يقع بالقرب من قرية الزيارة فيه أكثر من 150 خيمة يقطنها أكثر من 120 عائلة أي أكثر من 900 نسمة، إلا أن هذه الأرقام تشهد ارتفاع كبير وهي غير ثابتة بسبب توافد نازحين جدد من داخل مقاطعة عفرين المحتلة بسبب الممارسات والانتهاكات المستمرة من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية.

-مخيم عفرين وفيه أكثر من 100  خيمة يقطنها أكثر من 600 نسمة. قد لا يكفي استذكار هذه المعاناة الإنسانية فقط، لكن لابد للعالم وللمنظمات المعنية بذل الجهود الكفيلة في حماية هؤلاء وفق قواعد القانون الدولي الإنساني.

وأمام هذه الأرقام الكبيرة لا يزال العالم يقف مكتوف الأيدي وملتزماً الصمت حيال كل ما يُعانيه هؤلاء المهجرون، ليكون يوم اللاجئ الذي خصص للبحث في شؤون اللاجئين وتوفير الحماية لهم مجرد يوم عابر يضاف إلى روزنامة الأمم المتحدة كحبر على ورق.