عوائل الشهداء: يتعهدون بمواصلة الطريق على درب الشهداء

خلقت المقاومة والتي انطلقت في كوباني وباقي المناطق في سوريا الكثير من القيم ، ومن بين هذه القيم العهود التي يقطعها عوائل الشهداء على انفسهم بمواصلة طريق النضال الذي بدأو به ابنائهم الشهداء.

يحتل مبنى عوائل الشهداء الذي يقع في وسط مدينة كوباني مكانة بارزة في قلب مواطنيها. وتأسست هذه المؤسسة مع بزوغ فجر الحرية لتتوسع فيما بعد بشكل كبير. وعندما تذهب الى هذه المؤسسة تجد فيها والدة ، والد ، زوجة ، اخوات وابناء الشهداء يتوافدون اليها.

وعند الدخول الى المؤسسة نجد غرفة واسعة جدا مليئة بصور شهداء كوباني معلقة على الجدران. ونجد ذوي الشهداء يمعنون النظر في صور ابنائهم الشهداء.

السيد عمر الذي علم مؤخراً وجود صورة ابنه الشهيد وابنته الشهيدة معلقة على الجدران كل على حدى وينظر اليهما بحرقة. فسألته "هل تأتي الى هنا كل يوم؟" قال: "في كل اسبوع عندما لا اتي الى هنا اشعر بأنني قد فقدت شيئاً. هنا اشعر بارتياح اشعر بالوطن الذي ضحى أبنائنا بأرواحهم فداءً لترابه".

تابع السيد عمر حديثه و هو يحدق بصور الشهداء وقال: "هؤلاء هم الاشخاص المخلصون. ويمكننا القول الأن بأننا اصحاب كرامة وقيم وهؤلاء الشهداء اختاروا الموت بكرامة لهذا دعونا نموت بكرامة خير لنا من حياة الذل"

كما اضاف ان كل بيت قدموا شهداء في المقاومة التي جرت في كوباني وشمال وشرقي سوريا لهذا نجد تحول هذه المؤسسة الى بيتنا الثاني. وعندما يلتقي ذوي الشهداء في هذه المؤسسة يتوحد الحديث بينهم بأنهم كيف سيحققون امنيات ابنائهم في الحرية والكرامة.

وتحدثت السيدة خانم عثمان وهي اخت وابنة احد الشهداء عن والدها الشهيد حيث قالت: "عندما يقولون امامي والدكِ المرحوم اتألم كثيرا ولكن عندما يقولون والدك الشهيد اشعر بالفخر والاعتزاز واشعر بأن والدي لايزال معنا".

واضافت بأنها تأتي الى هنا كل يوم لتساعد عوائل الشهداء وقالت: "لقد اصبح جميع عوائل الشهداء كعائلة واحدة وتعهدنا بأننا سنحقق اماني ابنائنا الشهداء في الحرية والكرامة وسنحافظ على انتصاراتهم التي حققوها بدمائهم الطاهرة".

ونوهت بأن مؤسسة عوائل الشهداء هي مؤسسة مستقلة ، عندما نتحدث عن عوائل الشهداء وكأننا نتحدث عن قيمنا لهذا تجد الجميع يسارع في تقديم المساعدة لهم ومن بينهم وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سورية الديمقراطية عندما يجدون بأن عوائل الشهداء بحاجة للمساعدة فأنهم لا يتأخرون عن مساعدتهم.